وجد نتنياهو نفسه بعد يوم من تخليصه نفسه بصعوبة من مركز الالغام الذي يسمى مركز الليكود ايضا، وجد نفسه في ساحة تفجير أخطر كثيرا. اذا كانت أحداث مؤتمر الليكود أول أمس بالنسبة لنتنياهو ضربة ضئيلة لجناح الطائرة فان قرار محكمة العدل العليا أمس على ان تُهدم تلة "الأولبانه" حتى الاول من تموز، هو اصابة مباشرة للمحرك. لأنه يصعب ان نفكر في ضرر أكبر بالنسبة لنتنياهو من صور هدم الحي في قلب بيت إيل، وهو شيء عرّفه هو نفسه بأنه حكم لا يستطيع الجمهور الصمود له، وكل ذلك في ذروة معركة الانتخابات. يجب علينا ان نقول ان الكتابة كانت على الجدار: فقد وجه نتنياهو قبل عيد الفصح المستشار القانوني للحكومة ليجد حلا يمنع هدم الحي. وقد أشعلت المكالمة الهاتفية من فينشتاين الى رئيس الكنيست والتي تحدثت عن أنه لن يكون مناص سوى بناء حي بديل، أشعلت جلسة وزرائنا قبل نحو من شهر، فقد لاحظ وزراء الليكود احتمال الانفجار في اخلاء البيوت الخمسة الحجرية في قلب بيت إيل. وتحدث وزير التربية آنذاك عن عدم وجود مجال للمداورة للمستوى السياسي، وعن أنه ينبغي ان يوزن سن قانون لأن توجها آخر الى التأجيل قد ينتهي الى الخسارة. ولم يرفض سائر الوزراء ايضا سن الكنيست قانونا يلتف على حكم محكمة العدل العليا. لكن محكمة العدل العليا لم يؤثر فيها لا ضغط الوزراء ولا توجه رئيس الحكومة بوساطة المستشار القانوني. وبت قرار الحكم كما قضى بذلك أمس قضاة محكمة العدل العليا واحد من مباديء القضاء. وقال الرئيس غرونس: "لا يمكن ان تفحص الدولة في كل مرة عن سياستها من جديد وتطلب فتح اجراءات قضائية انتهت الى قرار حكم". يُخيل إلي ان المستشار القانوني للحكومة كان يجب عليه أن يعلم هذا وألا يجر الدولة مرة اخرى الى المحكمة كي تتلقى انتقادا شديدا وغرامة مالية. فما العجب اذا من ان الدهشة سادت ديوان رئيس الحكومة منذ أمس. أهو الاول من تموز؟ لماذا لا يكون الثالث من ايلول عشية الانتخابات؟ أو لماذا لا تطلق النار ببساطة على رأس الليكود بدل ان يُقتل ببطء. كان نتنياهو يفضل ان يوجه الجرافات غدا في الصباح على ان يفعل ذلك قبل يوم الانتخابات بشهرين. سيتحدثون حول نتنياهو في الايام القريبة عن طلب تأجيل التنفيذ. فمن يعلم ربما يصعب على القضاة ايضا تجاهل التوقيت. وسيتحدثون هناك مرة اخرى عن سن تسوية وقانون يلتف على قرار محكمة العدل العليا، لا يمكن ان نبالغ في وصف الضرر بصورة دولة اسرائيل الذي سيجلبه والمس بالمحكمة العليا. وسيضطر وزراء الليكود المتجهون الى الانتخابات التمهيدية الى تشديد تصريحاتهم المضادة للمحكمة. وسيخرج اعضاء الكنيست من الليكود عن طورهم من اجل ارضاء منتسبي اليمين. فلا شك ان الحديث عن تفجير انتخابي. ومواجهة بين الحكومة وجمهور ناخبيها. وهذا يضر قبل كل شيء بالليكود وبنتنياهو. وقد ينفع باراك في اليسار اذا نفذ الاخلاء في منتصف الانتخابات. وربما يجعله يتجاوز نسبة الحسم. وقد ينفع ليبرمان برغم انه جزء من الجهاز الحاكم لأنه يعارض الاخلاء. وقد يساعد الاتحاد الوطني والمفدال على جمع عدد من الاصوات. يكثرون الجدل في الموضوع الذي ستدور حوله الحملة الانتخابية في هذه الانتخابات. ويبدو الآن ان حيا صغيرا من بيت إيل هو الذي سيكون في مركزها.