خبر : سلاح يوم الدين/بقلم: شاي فوجلمان/هآرتس 7/5/2012

الإثنين 07 مايو 2012 12:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
سلاح يوم الدين/بقلم: شاي فوجلمان/هآرتس  7/5/2012



 لا يمكن أن نقرر بالضبط كم يوما يمكن للانسان أن يبقى دون غذاء. التاريخ الطبي للاضرابات عن الطعام يدل على أن الانسان المعافى، بوزن جسدي متوسط، يمكن أن يفقد الوعي في اليوم الـ 55 من صيامه. الاحصاءات تقضي ايضا بان اذا واصل الاضراب، حتى اليوم الـ 75 فانه سيموت. في زمن كتابة هذه السطور، يقترب المعتقلان الاداريان بلال دياب وثائر حلاحلة من اليوم الـ 70 من اضرابهما عن الطعام. بقدر ما هو معروف فان كليهما لا يزالا لم يفقدا الوعي. وحسب الاحصاءات، فانهما في كل لحظة قد يموتان.  اضافة الى دياب وحلاحلة، يضرب عن الطعام في السجون في البلاد ستة معتقلين اداريين آخرين. احدهم منذ أكثر من أربعين يوما، اثنان آخران قرابة ستين. كبير السن الذي في المجموعة، عجوز ابن 72 سنة، مضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع. وهم يطلبون حريتهم. فقد صرحوا بانهم يفضلون الموت على البقاء معتقلين دون محاكمة، دون  لائحة اتهام، دون موعد للتحرر، دون زيارات عائلة وباقي حقوق السجين المنصوص عليها في القانون. وهم يطالبون بان يتوقفوا عن أن يكونوا ضحايا التشويه القانوني والاخلاقي الذي يسمى اعتقال اداري في اطاره يحبس اليوم في البلاد نحو 300 معتقل فلسطيني آخر.  قبل أكثر من اسبوعين انضم الى الاضراب نحو 1.500 سجين محكوم آخرون. حسب ما نشر فانهم يفعلون ذلك اساسا من أجل تحسين شروط احتجازهم، التي ساءت جدا في اثناء المفاوضات على تحرير جلعاد شليط، ولكن في كل المناسبات يشير الناطقون بلسانهم بالقطع بانهم يضربون ايضا، واساسا، انطلاقا من التضامن مع اضراب المعتقلين الاداريين عن الطعام. موجة الاضراب عن الطعام تضاف الى الاساطيل البحرية، الرحلات الجوية والمسيرات غير العنيفة التي ينتهجها الفلسطينيون ومؤيدوهم بنجاح فائق في السنوات الاخيرة.  اسطول تركي واحد بفتح قائمة المنتجات المسموح بدخولها الى غزة بسرعة أكبر من الاف قذائف الهاون والمقذوفات الصاروخية التي أطلقت على مدى السنين على سديروت. رحلة جوية واحدة ادت الى انتباه للمسألة الاسرائيلية – الفلسطينية في عشرات المطارات في اوروبا اكثر من اسطول الباصات للمخربين الانتحاريين. ومسيرة دراجات واحدة لنشطاء اوروبيين وفلسطينيين في منطقة أريحا نالت تغطية اعلامية واسعة في كل نشرات الاخبار في العالم أكثر من كل عملية اطلاق نار ضد مستوطنين. كما أن موجة الاضرابات عن الطعام الحالية أدت منذ الان الى انجازات كبيرة للكفاح الوطني الفلسطيني، ولا سيما في كل ما يتعلق بمسألة الاعتقالات الادارية. مؤخرا تحرر نشيط الجهاد الاسلامي خضر عدنان، الذي أضرب عن الطعام على مدى 67 يوما، بعد اعتقال اداري لاربعة اشهر. المعتقلة هناء الشلبي أضربت عن الطعام لاكثر من                        ثلاثين يوما، تحررت وابعدت الى غزة لمدة ثلاث سنوات.حسب البحوث التي اجريت على اضرابات الطعام، في اليوم الثاني أو الثالث من الاضراب يتوقف احساس الجوع. بعد نحو اسبوعين تستنفد مخزونات الجليكوجين من الكبد ومن العضلات. في أعقاب ذلك يحصل هبوط واضح في الوزن. في حوالي اليوم الثلاثين يعيش المضربون عن الطعام أزمة اخرى. في أعقاب شلل متطور لعضلات العينين تتضرر الرؤية، وتبدأ التقيؤات، الصعوبة في ابتلاع الماء وينشأ احساس حاد بالزوغان. بعد عشرة ايام اخرى تمر معظم الظواهر ويوجد المضرب عن الطعام في حالة من الضعف وتلبد الاحاسيس. في الايام التالية لذلك يفقد السمع والنظر، وتنشأ حالات من النزف الداخلي ويبدأ النزاع حتى الموت.  دولة اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بموت بلال دياب وثائر حلاحلة من اضراب عن الطعام. ليس لها الشرعية الاخلاقية لذلك. دولة اسرائيل ملزمة بان تخضع مرة اخرى لكفاح عادل وغير عنيف. وهي ملزمة بان تحرر الرجلين وان توقف العادة المرفوضة للاعتقال الاداري.