القدس المحتلة / سما / أبرز المحلل للشؤون العربيّة في القناة الأولى الرسميّة بالتليفزيون الإسرائيليّ، عوديد غرانونت، أمس في سياق تقرير له عن الانتخابات الرئاسيّة المصريّة، أبرز تصريح مرشح الرئاسة المصرية عبد المنعم أبو الفتوح، والذي رفض فيه أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين باعتباره رسالة رغب من خلالها الطبيب، وهو المصطلح الذي يصف به الإعلام الإسرائيلي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، التأكيد للدولة العبريّة على أنه سيواصل دعمه للقضية الفلسطينية، ولن يصمت على أي عمليات عسكرية من الممكن أن تضطر إسرائيل للقيام بها لحماية أمنها، حسبما قال المحلل غرانوت، المعروف بعلاقته الوطيدة مع الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة. علاوة على ذلك، أشار تقرير التليفزيون أيضًا إلى تعليق أبو الفتوح على زيارة مفتي مصر إلى القدس العربيّة المحتلّة، حيث قال أبو الفتوح إنّه يرفض هذه الزيارة مثل العديد من الساسة الذين رأوا في الخطوة تطبيعا، الأمر الذي دفع المحلل الإسرائيليّ إلى التأكيد على أنّ دولة الاحتلال تنتظرها أيامًا صعبة حالة نجاح أبو الفتوح الذي يتمتع بشعبية وصفها التقرير في نهايته بالواضحة في الشارع المصري. في السياق ذاته، من جانبه أبرز موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت الحوار الذي أجراه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مع صحيفة البيان الإماراتية، والذي قال فيه إن وجود سلطة منتخبة في مصر سيُغيّر موازين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط. وأضاف أبو الفتوح في حواره أن إسرائيل ستكون حريصة على عدم النزاع مع سلطة منتخبة لديها قاعدة شعبية قوية من الشعب، مشيراً إلى أن وجود هذه القوة السياسية المنتخبة سيجعلها حريصة على الحفاظ على مصالح المصريين السياسية أو الأمنية بالإضافة إلى حمايتها أيضا للمصالح الأمنية العربية. وقال محرر الشؤون العربية في الموقع روعي كياس إنّ أبو الفتوح أراد أيضًا إرسال رسالة حادة مثل الموس لإسرائيل معلنا في الحوار ذاته بأنه مصر في عهده لن تسمح بالاعتداء على الشعب الفلسطينيّ، على حد قوله. من ناحيته، رأى محلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس)، د. تسفي بارئيل، أنّ الإخوان المسلمون المصريون بدأوا منذ الآن يشعرون بثقل وزن مسؤولية السلطة، لافتًا إلى أنّ العلاقة مع الولايات المتحدة أخذت بالتعزز، ومن اتصالات سرية جرت حتى في عهد مبارك انتقل الإخوان الآن إلى اتصالات علنية مع ممثلي الإدارة، وحسب مصادر مصرية، أضاف، بادرت إلى اللقاء وزارة الخارجية الأمريكية التي تعترف منذ الآن بأنّ الحكومة القادمة في مصر ستتشكل من الإخوان المسلمين وبالتالي لا تجد أي داعٍ لتأجيل لقاءات العمل. وتابع أنّ بين واشنطن والإخوان يوجد تفاهم بأنّه بدون مساعدات اقتصادية وبدون إعادة بناء الاقتصاد المصري فإنّ فوزهم السياسي سيكون عديم المعنى. وبحسبه فإنّ إيران هي مسألة موضع خلاف في أوساط الإخوان المسلمين. قبل سنتين نشب جدال عنيد بين قادة الحركة في مسألة صلاحية إسلام التيار الشيعي. زعيم الحركة في حينه، مهدي عاكف، امتنع عن الحسم وقضى فقط بان كل من يعرب عن موقفه في هذا الموضوع لا يعبر عن موقف الحركة. ولكن العلاقات مع إيران ليست فقط مسألة دينية؛ فهي أساسًا مسألة سياسية. من جهة، إيران أيدّت حماس، سليلة الإخوان المسلمين، بينما مصر مبارك رأت في حماس (وفي الإخوان المسلمين) أعشابًا ضارة وتهديدًا على أمنها. بالمقابل، فإنّ هذه هي نفس إيران التي تمول حزب الله، الذي حاول إقامة قاعدة نشاط في مصر، نشاط ضده وقف الإخوان المسلمون أيضًا. ولكن الأهم من هذا، إيران هي تلك التي تدعم سورية التي تذبح مواطنيها، ذلك أنّ للحركة الأصوليّة موقف قاطع تجاه الأسد: هو مجرم ليس أقل من أبيه، الذي ذبح عشرات الآلاف من الإخوان المسلمين، وتطرّق المحلل الإسرائيليّ إلى اتفاق السلام وقال إنّه يتبقى موضوع واحد آخر: اتفاقات كامب ديفيد، مشيرًا إلى أنّه في مقابلة مع (نيويورك تايمز) أوضح عصام العريان، نائب رئيس حزب العدالة والحرية، بأنّ هذا التعهد هو تعهد الحكومة وليس الحركة أو التيار، ولهذا فإنّ الحركة ترى نفسها ملتزمة بالاتفاقات. وخلص إلى القول: الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جيمي كارتر، الذي زار مصر الأسبوع الماضي والتقى بقيادة الإخوان سمع أمورًا مشابهة. الناطق بلسان وزارة الخارجية، فيكتوريا نولند، تحدثت صراحة عن ذلك في أن الإدارة تلقت تعهدًا بالتمسك بهذه الاتفاقات، على حد قوله. أمّا في ما يتعلّق بالرئيس المصريّ الذي سيُنتخب، فقال المحلل إنّ ذلك يقلق إسرائيل أكثر لأنه حتى لو كانت للرئيس الجديد صلاحيات واسعة، فإن للبرلمان المصري منذ الآن قوة هائلة لتحديد سياسة جديدة للداخلية والخارجية، وصلاحيات ينبغي أن يراعيها كل رئيس، سواء جاء من أوساط الإخوان أم من حركات أخرى. وهكذا فإنّه إذا قرر البرلمان المصري إعادة النظر، تعديل أو إلغاء اتفاقات كامب ديفيد، فإنه لا يحتاج بالذات إلى رئيس من جانب الإخوان، مشددًا على أنّه حتى الآن أوضح كبار ممثلي الإخوان، ولا سيما خيرت الشاطر بأنهم ملتزمون باتفاقات كامب ديفيد وبكل الاتفاقات التي وقعتها مصر مع دول أخرى، بما فيها اتفاق بيع النفط والغاز لإسرائيل، الشاطر، قال بارئيل، مثل زملائه في قيادة الحركة، وإنْ لم تكن لديه محبة زائدة لإسرائيل، ولكن مشكوك فيه أن يكون مقته لإسرائيل يفوق مقت عمرو موسى، الذي كان أمينًا عامًا للجامعة العربيّة.