خبر : اقتراح لكتلة اليسار/بقلم: كارلو شترنغر/هآرتس 6/5/2012

الأحد 06 مايو 2012 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
اقتراح لكتلة اليسار/بقلم: كارلو شترنغر/هآرتس  6/5/2012



 لما كانت الانتخابات قد أصبحت تقترب فان السؤال المركزي هو هل هناك احتمال لتغيير التوازن بين كتلة المركز – اليسار والكتلة المؤلفة من اليمينيين والمتدينين. ان اربع سنين اخرى لائتلاف يشبه الائتلاف الذي يتولى الحكم في اسرائيل في السنين الاخيرة قد تقضي قضاءا مبرما على امكانية حل الدولتين وتجعل اسرائيل دولة مُقصاة. عاقب الناخب الاسرائيلي اليسار بشدة وأبعده على نحو ما عن الكنيست ولهذا يجب ان نعلم من الأخطاء. كان الخطأ الامر زعم انه ينبغي التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين سريعا وإلا خسرت اسرائيل شركاءها الفلسطينيين المعتدلين. ورفض الجمهور التحذير: فقد بيّن الناخبون في صناديق الاقتراع أنه اذا وجد خطر ان تعود حماس في القريب الى السلطة، فاننا غير مستعدين للمخاطرة باحتمال ان تُطلق صواريخ على تل ابيب كما تُطلق على سدروت. لم تُبين حماس الى الآن أي اشارة الى أنها تجعل مواقفها معتدلة بقدر يزيل مخاوف الاسرائيليين. وقد حاول نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، الذي أُجري معه لقاء صحفي مؤخرا مع الصحيفة اليهودية "فوروورد" حاول ان يقنع يهود الولايات المتحدة بأن المنظمة يمكن ان تكون شريكة، لكنه أحرز نتيجة معاكسة. قال بوضوح انه سينظر الى كل اتفاق سلام بين اسرائيل ومحمود عباس بأنه هدنة فقط. وقد دافع ايضا عن استعمال حماس لاقتباسات من كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" وقال: "ان الصهاينة هم الذين كتبوا هذا وقالوا بعد ذلك: لا، نحن لم نكتبه". وحينما أشار مُجري اللقاء الى الحقيقة المعروفة وهي ان "البروتوكولات" مزيفة دهش أبو مرزوق وقال: "أحقا؟ هذه أول مرة أسمع فيها هذا". أنا أومن بأن الابحاث واستطلاعات الرأي الكثيرة التي تجري قُبيل الانتخابات تقلل من قيمة تأثير حماس في المجتمع الاسرائيلي. ان فظائع الانتفاضة الثانية وقصف النقب من غزة أحدثا صدمة شديدة للاسرائيليين غير المستعدين للمخاطرة بتكرار سيناريو مشابه، ولهذا يتجهون الى اليمين. كان رد اليسار على عدم الاستعداد لمخاطرات اخرى من اجل السلام التحذير بالقول انه يجب على اسرائيل ان تختار فاما الانسحاب الى خطوط 1967 وإما تعريض الديمقراطية للخطر. وكان رد الناخبين انحرافا أكبر الى اليمين وتعزيزا لاحزاب كـ "اسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي" لا تهتم بالديمقراطية اهتماما خاصا. فيبدو ان الناخبين قالوا لليسار: "اذا كان يجب علينا ان نختار بين الأمن والديمقراطية فسنختار الأمن". كيف يمكن وقف التدفق الى اليمين والابتعاد عن الديمقراطية الليبرالية؟ أرى أن الخيار الواقعي الوحيد هو الكف عن تعريض الناخب الاسرائيلي للاختيار الفظ: "حدود 1967 الآن أو نهاية الديمقراطية". في المرحلة الحالية توجد سبيلان واقعيتان الى ذلك فقط يُمثلهما رؤساء سابقون لاجهزة الامن الاسرائيلية. الاولى هي الخطة ذات المرحلتين لشاؤول موفاز التي عُرضت أول مرة قبل سنتين. فهو يقترح ان يتم انشاء دولة فلسطينية على 60 في المائة من الضفة الغربية فورا، وبهذا يتحرر أكثر من 99 في المائة من الفلسطينيين من الحكم الاسرائيلي بغير تعريض أمن الدولة للخطر. وينشيء هذا ايضا جوا أكثر راحة لاحراز اتفاق دائم وتحقيقه حينما يحين الوقت. ويتجه عامي أيلون وشركاؤه في مبادرة المجلس العام "مستقبل ازرق ابيض" اتجاها مشابها. فهم يزعمون ان الجو الحالي لا يُمكّن من تفاوض مثمر مع الفلسطينيين، ولهذا يعتقدون انه يجب على اسرائيل اعدادا لحل الدولتين ان تنفذ من طرف واحد طائفة من خطوات بناءة تشمل انسحابا على مراحل من مناطق الضفة الغربية التي يعيش فيها أكثر الفلسطينيين. هذان الاقتراحان عمليان. فهما يأخذان في الحسبان حقيقة ان الاسرائيليين لن يوافقوا على أية خطة تكون فيها مخاطرة بأن تتولى حماس السلطة في جميع المناطق في حدود 1967 اذا فازوا بمعركة انتخابية اخرى في المستقبل القريب. وهما في نفس الوقت يمنعان توسيع اليمين العقائدي للمستوطنات في الضفة الغربية والذي يتم بسبب مخاوف اسرائيل الامنية. وكذلك يضمنان ان تكون حقوق الانسان للفلسطينيين أفضل حماية بلا مس بأمن اسرائيل في المستقبل القريب. هذه العملية ضرورية جدا للفوز بتأييد التيار المركزي في الدولة، أعني الثلثين من الناس الذين يعتقدون ان حل الدولتين فقط يمكن ان ينقذ اسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية، لكنهم يخشون من المبادرة الى هذه الخطوة.