خبر : ايران واسرائيل والولايات المتحدة:دروس تاريخية/بقلم: يورام ايتنغر/اسرائيل اليوم 29/4/2012

الأحد 29 أبريل 2012 11:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ايران واسرائيل والولايات المتحدة:دروس تاريخية/بقلم: يورام ايتنغر/اسرائيل اليوم  29/4/2012



 تستطيع حكومة اسرائيل ان تصد ضغوط الرئيس اوباما الذي يطلب الامتناع عن ضربة رادعة لايران وحزب الله وحماس. وينبغي ان ندرك ان ضغط الرئيس هو جزء لا ينفصل عن علاقة اسرائيل بالولايات المتحدة مع موالاة صلبة لاسرائيل من قبل الجمهور الامريكي وممثليه في مجلس النواب. يجب على الحكومة ان تتبنى سلوك رؤساء الحكومات من 1948 (بن غوريون) الى 1992 (شمير) الذين رفضوا على نحو عام ضغط الرئيس، لكنهم استطاعوا ان يطوروا كثيرا التعاون الاستراتيجي برغم تحدي واشنطن. يُعلمنا التاريخ ان رؤساء الحكومة واجهوا دائما تقريبا ضغطا رئاسيا حتى أدركوا أنه لا ينبغي تقريب الاستراتيجية على مذبح الامتناع عن الضغط. وقد أسهم صد الضغط في واقع الامر في الردع الاسرائيلي وفي توسيع التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال استعملت الولايات المتحدة حظر التجارة مع الشرق الاوسط للضغط على بن غوريون ليمتنع عن اعلان الاستقلال وليوافق على النظام الانتدابي من الامم المتحدة. وضغطت الولايات المتحدة من اجل "انهاء احتلال النقب" ومن اجل تدويل القدس وتعويض اللاجئين العرب. ويقول السفير الامريكي جيمس ماكدونالد ان بن غوريون حذر الرئيس ترومان ووزارة الخارجية ألا يفترضا أنه يمكن الضغط على اسرائيل كي تتخلى عن شؤون حيوية لاستقلالها وأمنها. ان قوة صمود بن غوريون أقنعت الولايات المتحدة بأن تُقوم سياستها من جديد مع الدولة اليهودية. في 26 أيار 1967 حذر الرئيس جونسون رئيس الوزراء أشكول من ضربة رادعة لمصر وسوريا قائلا: "لن تبقى اسرائيل وحدها إلا اذا عملت وحدها". لكن اشكول تحدى جونسون وهزم الجيش الاسرائيلي حليفتي الاتحاد السوفييتي سوريا ومصر اللتين عملتا ايضا على اسقاط نظم موالية لامريكا في الخليج الفارسي. وتعلمت الولايات المتحدة ان اسرائيل قادرة على اخراج حبات كستناء اقليمية ساخنة من النار بغير مساعدة قوة امريكية. في 20 كانون الاول 1981 قال رئيس الوزراء، مناحيم بيغن، للسفير الامريكي: "في السابع من حزيران دمرنا المفاعل الذري العراقي... واستقر رأيكم على معاقبتنا... وبعد ذلك قصفنا قيادة م.ت.ف في بيروت... وآنذاك علقتم تسليحنا بطائرات "اف15". وأجازت الكنيست "قانون الجولان" وأعلنتم مرة اخرى بأنكم ستعاقبوننا... فهل نحن دولة فاسل أو جمهورية موز؟". وبعد ذلك بسنة رفض بيغن ايضا "خطة ريغان" لحل الصراع، لكن في 1983 جددت الولايات المتحدة الاتفاق على التعاون الاستراتيجي. وفي تشرين الاول 1991 شكر وزير الدفاع شيني اسرائيل على تدمير المفاعل الذري العراقي في 1981. ناهض رئيس الوزراء شمير ايضا الرئيس ريغان كثيرا وناهض بوش خاصة لكنه حظي بتوسيع التعاون الاستراتيجي بصورة لم يسبق لها مثيل في نيسان 1988 في ذروة الانتفاضة وعلى أثر حرب الخليج في 1991. ينبغي ان ندرك ان الولايات المتحدة تفضل حليفة تكون "حبة جوز يصعب كسرها" ولا تفضل "كيس ملاكمة". تدور علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة حول محور قيم وتهديدات ومصالح اقليمية وعالمية مشتركة. وتنتقد الولايات المتحدة اسرائيل بسبب الصراع العربي الاسرائيلي، لكنها تعترف باسهامها المتميز في مكافحة الارهاب والحماية من الصواريخ، والاستخبارات وتطوير الصناعات الامنية ومساعدة نظم الحكم الموالية لامريكا. ان الخضوع للضغط الرئاسي وتجاهل السوابق التاريخية وتأييد الشعب الامريكي ومجلس النواب لن تُجدي على اسرائيل بل بالعكس؛ فستكون لطمة للديمقراطية الامريكية وتضر بالمصلحة الاسرائيلية.