خبر : قناة الكتاب اتركيها فأنتي أعظم قدراً ..حمزة إسماعيل أبوشنب

الأحد 29 أبريل 2012 10:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قناة الكتاب اتركيها فأنتي أعظم قدراً ..حمزة إسماعيل أبوشنب



منذ انطلقت فضائية الكتاب من رحم الجامعة الإسلامية توسم الكثير فيها الخير لنقل صورة مميزة عن قطاع غزة وعن إبداعاته للخارج ونجاحاته في ظل الحصار الذي يُفرض عليه في ظل انشغال الفضائيات الفلسطينية في الشأن السياسي بشكل كبير جداً. بعد انتهاء البث التجريبي - والذي ركّز على احتفالات التخرج – بدأت القناة البث وكان في جعبتها العديد من البرامج المميزة والجميلة والتي تساهم في النمو الثقافي والمعرفي للمشاهد وتنقل صورة مميزة عن العقل الفلسطيني مما يشجعك على أن تجعل قناة الكتاب في واجهة القنوات لديك وقت مشاهدة التلفزيون.المتابع والمشاهد لهذه القناة التي خرجت من رحم جامعة عريقة مميزة يتمنى كل طالب أن يدرس فيها خرجت من وسط نجاحات كبيرة حققتها الجامعة الإسلامية على الصعيد العربي والعالمي، وكان أحد أهداف القناة إبراز مكانة الجامعة الإسلامية في المجتمع الفلسطيني ودورها الريادي المميز في تخريج الطلبة المميزين والمثقفين. هذه الأماني التي كنا ننتظرها من قناة الكتاب وهذا الدور المميز المتوقع منها، إلا أن القناة أصابت العديد من المتابعين لها بالصدمة بعد تدني مستوى القناة والاستخفاف بعقول المشاهدين من خلال دخولها في مغامرة الجدل البيزنطي حول الفرق الرياضية. لقد تفاجأتُ في إحدى المرات وأنا أتابع القناة خلال عرضها لحلقة خاصة عن ريال مديد وبرشلونة، حيث طلب المذيع من ضيوفه الحديث عن تحضيراتهم للمباراة، ومن خلال حديثهم كدت أن أصدق بأن الضيوف مشاركين في المواجهة وأنهم على أهبة الاستعداد!! فتحدث الضيف كيف أنه يحضر نفسه ويجهز متاعه وكان الحديث باستفاضة، ثم كان دور الضيف الثاني ليستفيض هو الآخر!! فلم تصدق عيني أن هذه هي قناة الكتاب وتكرر هذا الموقف  معي في أكثر من مرة في أحداث متشابهة. قناة الكتاب تنزلق هذا المنزلق !!! لا أعتقد بأن مشاهدي قناة الكتاب كانوا ينتظرون مثل هذه المفاجآت ولم يكن يخطر في بالهم أن تصل القناة إلى هذا الحد من شغل شاشتها في قضايا أقل ما يمكن أن نقول عنها بأننا لا نحتاجها وكان يمكن للقناة أن تستعيض عنها بالعديد من البرامج أو القضايا التي تمثل القيم الإسلامية والأخلاق. قد يعلل البعض بأن هذه حالة يعيشها العديد من أبناء غزة، فالمواجهة بين برشلونة وريال مدريد تستحوذ على عقول العديد من الشباب والقناة جزء من هذا النسيج لذلك من الواجب عليها أن تعطي هذه الشريحة حقها في الكلام، أو ربما قائل آخر سيقول بأن الهدف كان التخفيف من حالة التعصب التي نحياها لتقديم نموذج للتعايش بين الخصوم. كلا القولين غير مقنعين، فقناة الكتاب هي أسمي من أن تزج بنفسها في هذا التعصب أو تنحدر إلى درجة هذه البهلوانيات الفارغة في قناة خرجت من وسط يحمل المعرفة والعلم ويرفع راية العلماء لتقوى الأمة، قناة خرجت من قلب مؤسسة هدفها نشر القيم والأخلاق الإسلامية والمبادئ البناءة. كان الأجدر بالقناة أن تتقدم بالمبادرة وتقود وتنصح وتوجه بوصلة هذا الشباب، لذلك أتمنى أن تراجع القناة نفسها وتنظر إلى رسالتها وأهدافها ووسائلها التي أُنشأت من أجلها لتكون مثل الجامعة الإسلامية قناة مميزة بين القنوات الفضائية الفلسطينية والعربية فقناة الكتاب أعظم قدراً من ذلك.