رام الله / سما / اكد نبيل عمرو السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح بان رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض يتمتع بمرونة سياسية واستعداد عال للحوار مع الاسرائيليين. واشار الى ان رفضه حمل رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجانب الاسرائيلي مؤخرا مرده لاعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان رده للجانب الفلسطيني سيحمله مستشاره السياسي اسحق مولخو مما يعني تخفيض لمستوى الوفود. واشار عمرو الى ان هناك صراعا داخليا ليس في صفوف القيادة الفلسطينية وحدها بل في كل مكونات الساحة السياسية الفلسطينية، منوها لاهمية زيارة العرب للقدس واداء الصلاة بالمسجد الاقصى ما دامت تأتي في اطار دعم الشعب الفلسطيني، رافضا وصف تلك الزيارات بالتطبيعية مع الاحتلال الاسرائيلي. واضاف عمرو قائلا "فأنا أؤيد بقوة وباقتناع الزيارات العربية للقدس ولا اراها مادامت في اطار التفاعل مع الصمود الفلسطيني ودعمه تطبيعا، فمن يزورنا ويصلي في الاقصى والقيامة ويدعم صمود اهلنا في القدس ليس مثل من يتنزه على شواطئ تل ابيب!" وجاءت اقوال عمر في الحوار التالي مع صحيفة القدس العربي وفيما يلي نصه: ـ استاذ نبيل عمرو وانت عضو في المجلس الاستشاري لحركة فتح وسفير فلسطين السابق في مصر واحد قادة حركة فتح العارفين بالامور كيف تفسر الخلاف الذي جرى في صفوف القيادة الفلسطينية جراء نقل رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنيامين نتنياهو ورفض رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض نقلها وتضامن معه بالرفض ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية؟ ـ ارى ان هنالك مبالغة في التعاطي مع هذا الامر ولم ار خلفيات سياسية وراء مواقف رئيس الوزراء، فالسيد سلام فياض يتمتع بمرونة سياسية واستعداد عالٍ للحوار مع الاسرائيليين، "الزوبعة" التي ثارت، احد اسبابها المناخ الذي يهيمن على الطبقة السياسية الفلسطينية، وهو مناخ مليء بالاحباط وانعدام الحلول والمخارج وضعف مستوى التنسيق. اجتهد بان سبب اعتذار سلام فياض عن نقل الرسالة هو اعلان نتنياهو بصورة مسبقة بانه سيرد على الرسالة عبر المحامي مولخو وهذا يشكل خفضا لمستوى الوفود. ـ هل برأيك ان القيادة الفلسطينية تعيش حالة من الصراع الداخلي؟ـ نعم.. هنالك صراع داخلي ليس فقط على مستوى القيادة الفلسطينية، وانما على مستوى المكونات السياسية للساحة كلها، وهو صراع ازلي ومشروع، غير ان المشكلة تكمن في عدم القدرة الفلسطينية على ضبط هذا الصراع وابعاد مخرجاته عن الخطر، كالتشرذم والانشقاق، فاذا كان اختلاف الاراء والرؤى مشروعا، الا انه غير مشروع اطلاقا ان يكون الصراع والصراع الداخلي فقط هو سمة العمل الفلسطيني على كل المستويات. ـ لماذا حركة فتح تهاجم بين الحين والاخر رئيس الوزراء سلام فياض وتطالب باستبداله بشخصة اخرى؟- حركة فتح فيها خليط من الاراء والمواقف، وهي ابعد ما تكون عن الانضباط الصارم لتقدير مركزي وموقف رسمي، وبالتالي مثلما تسمع اراء تنتقد رئيس الوزراء وتطالب بتغييره فهنالك اراء مخالفة وعلى رأسها موقف الرئيس محمود عباس الذي لا يكف عن الاعلان بان حكومة فياض هي حكومته، اي انها حكومة فتح، كان يمكن لسؤالك ان يكون اكثر دقة لو قلت، هنالك اوساط في فتح ترى كذا وكذا، وليست فتح كلها. ـ اثير مؤخرا حديث حول ضرورة استعادة حركة فتح امانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من ياسر عبد ربه لماذا برأيك تسعى حركتكم لتولي ذلك المنصب؟ـ امانة سر اللجنة التنفيذية لم تعد موقعا هاما يستحق الاقتتال عليه فاللجنة التنفيذية كلها وباعتراف معظم اعضائها غير فعالة. ـ اثير ضجة كبيرة حول رسالة الرئيس محمود عباس لنتنياهو وما ستحمله الا انها ارسلت مؤخرا وكان الرد عليها من قبل اسرائيل باعطاء الشرعية القانونية لثلاث بؤر استيطانية، ما هي الفائدة التي حققتها القيادة الفلسطينية من تلك الرسالة؟- رسالة عباس، لم تقدم في الاساس كطوق نجاة من المأزق الفلسطيني الراهن، ولا يصح اعتبارها رسالة مفصلية اما ان تحقق السلام او تعلن الحرب، في تقديري وانا لا اعرف بالضبط الدوافع التي املتها، انها عمل هدفه اعادة لفت الانظار للقضية الفلسطينية الضائعة في زحام القضايا المنافسة، واوافقك الرأي على ان رد نتنياهو عليها بالعمل على الارض، ولعل نتنياهو سوف يستخدم رده كفرصة لاداء عملية علاقات عامة، يروج فيها لمنطلقاته ويغطي بها اجراءاته الاستيطانية، ذلك ان نتنياهو يعتبر التشدد والعدوان ضد الشعب الفلسطيني هما رصيده الاساسي للاحتفاظ بزعامته لاسرائيل اطول فترة ممكنة. ـ يشتكي بعض اعضاء اللجنة التنفيذية من القول بانها "رسالة القيادة الفلسطينية" ويقولون بانهم لم يطلعوا عليها اصلا رغم ان اللجنة التنفيذية اعلى اطار قيادي فلسطيني، هل ترى انت من موقعك بان اللجنة التنفيذية مهمشة في صنع القرار الفلسطيني؟- نعم اللجنة التنفيذية غير فعالة وبوسعك عمل استطلاع رأي بين اعضائها لترى ما هو تقويمهم لدورهم ومدى تأثيرهم في القرار السياسي. ـ وماذا عن حركة فتح؟ والى اين تسير الحركة ؟- حركة فتح بحاجة الى مؤتمر جديد، بعد مرور ثلاث سنوات على المؤتمر السادس، ودون اجراء على هذا المستوى فانها ستظل في مأزق، لقد احدثت قاعدة فتح نجاحات ملموسة ذات شأن في الانتخابات النقابية وخصوصا على صعيد مجالس الطلبة، وهذا مؤشر جيد وايجابي الا انه ليس كل شيء، مرة اخرى الحركة بحاجة الى اجراءات اكثر شمولية وفاعلية حتى تستعيد دورها القيادي في المشروع الوطني الذي اسسته وليس غيرها من يستطيع قيادة تحالف وطني لايصاله الى اهدافه. ـ هناك قيادات في حركة فتح مثل احمد قريع بدأت بالحديث مؤخرا عن ضرورة التخلي عن المطالبة الفلسطينية بحل الدولتين لان اسرائيل قضت على ذلك الحل والتوجه للمطالبة بحل الدولة الواحدة ثنائية القومية الا ان عزام الاحمد رد قائلا بان ذلك المطلب "سذاجة سياسية". اين يقع حل الدولة الواحدة داخل حركة فتح، وداخل القيادة الفلسطينية؟- ما زال حل الدولتين هو الحل المعتمد والاقرب الى التحقق، ولا ارى ان هنالك فرصة لتحقيق حل الدولة ثنائية القومية، والمسألة هنا ليست مجرد اختيار فلسطيني لصيغة جديدة بعد فشل الصيغة القديمة، لا احد من اللاعبين الاساسيين في الحلبة جاهزا لمجرد الحديث عن حل الدولة الواحدة. ـ انت كيف ترى المطالبة بحل الدولة الواحدة، وهل تؤيد ذلك الطرح حاليا؟ـ لا أؤيد هذا الطرح، وارى ان المرحلة السياسية منذ اوسلو وحتى قبل اوسلو بكثير تبنت حل الدولتين بما في ذلك المبادرة العربية للسلام، ولكن ان تقوم اسرائيل بضرب هذا الحل فبالتأكيد لديها ذات القدرات لضرب فهمنا لحل الدولة الواحدة، انها تفهم وهذا ليس محل اجماع اسرائيلي، بان فكرة حل الدولة الواحدة تعني الحاق الفلسطينيين بالدولة العبرية ضمن ترتيبات خاصة، كان قد طرحها مشيه ارنز احد منظري الليكود الكبار. ـ دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس العرب والمسلمين بزيارة القدس تحت شعار بان "زيارة السجين لا تعتبر تطبيعا مع السجان" خالفه فيها قسم من الفلسطينيين وحتى علماء من المسلمين. انت كيف ترى زيارة العرب للقدس بتأشيرة اسرائيلية؟- موقفي واضح ومعلن من هذا الامر، فأنا أؤيد بقوة وباقتناع الزيارات العربية للقدس ولا اراها ما دامت في اطار التفاعل مع الصمود الفلسطيني ودعمه تطبيعا. ان مصطلح التطبيع يظل موضوعا اشكاليا على الصعيد العربي والاسلامي، وفي هذا السياق اختلفت الاراء حول زيارة مفتي مصر، انا لا ارى ان هذه الزيارة تنطوي على اي قدر من التطبيع وان الرجل اجتهد وهو يعرف ان اجتهاده سيكون مثار جدل عاصف في مصر والعالم العربي والاسلامي، اما في مصر بصورة خاصة فان تزامن زيارة المفتي مع حمى الانتخابات الرئاسية هناك، ادت الى مضاعفة ردود الفعل فكل طرف معني بالانتخابات الرئاسية في مصر وظف هذه الزيارة لمصلحة ما يراه عاملا مساعدا لكسب الاصوات.