خبر : يوم الأرض 2012 ...موسى أبوكرش

الأحد 01 أبريل 2012 10:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يوم الأرض 2012 ...موسى أبوكرش



خشيت أن تضيع ذكرى يوم الأرض في زحمة أيامنا ومآسينا وخلافاتنا وتشرذمنا وانقسامنا ،وأن يصبح يوم الأرض يوماً لل "أيض" يحتفل به عدونا بأيض وهضم ،ما قضم وضم من أرضنا في ضفتنا الغالية وداخلنا المحتل وقدسنا الحبيبة.خشيت حقاً أن يصبح يوم الأرض يوما باهتاً من أيامنا القاسية اليابسة وأن تبهت وتضيع معانيه وتضحيات شهدائه وجرحاه، في ضجيج خلافاتنا وآلتنا الإعلامية، التي أصبحت وسائل لل "أر" و"القر" تفرق ولا تجمع وتشتت ولا توحد ،وبعد أن أصبح جل همنا الوصول للسلطة  بأي ثمن، وبعد أن شغلتنا أموالنا وأهلونا عن أهدافنا الأعز والأغلى والأثمن والأبقى ..ولكن جماهيرنا الأبية _كعادتها_ هبت في كل ربوع الوطن الفلسطيني لإحياء ذكرى هذا اليوم العظيم وتعميده بدماء  مئات الجرحى والشهداء ، لتبرهن لكل العالم الظالم والصامت بأن شعبنا حي لا يموت ، وأن أنياب جرافات الاحتلال وأضراس دباباته _وان استطاعت أن تقضم وتصادر أجزاء غالية من أرضنا_ فإنها لن تقوى على أيضها وهضمها وتهويدها مهما أوتيت من آلة القتل الجهنمية ووسائل الدعم الأمريكية ،ومهما بالغ العالم في صمته المشين ، لقد برهنت جماهيرنا في هذا اليوم العظيم أنها تمتلك مخزونا نضاليا هائلا وطاقةُ من الصبر تؤهلها للمضي قدما في طريق المقاومة وبذل التضحيات إلى أبعد مدى ، كما برهنت _للمرة الألف_ أنها لن تصمت طويلا على إجراءات الاحتلال الجهنمية العنصرية في القدس العاصمة والضفة الغالية والداخل الأبي ، لاسيما في هذه المرحلة التي باتت فيها القدس هدفاً لأوسع حملة عنصرية تستهدف محو وتزوير تاريخها وشواهدها العربية والإسلامية وعزلها عن ضفتنا الحبيبة.إن هذه الطاقة الجبارة التي أظهرها وأبرزها شعبنا في ذكرى يوم الأرض واصراره على النضال في سبيل حريته وكرامته وقدسية أرضه تستلزم من قيادتنا سرعة تطبيق اتفاق القاهرة وتفاهم الدوحة لتوحيد الجهد الوطني وردم هوة الانقسام المقيت وإعطاء المقاومة الشعبية دورها الفاعل لأنها الأجدر والأقوى من بين كل وسائل النضال على مقاومة المحتل حتى النهاية لتحقيق أهدافنا الوطنية في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.