الرباط / سما / دعا مشاركون في ندوة نظمتها الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني بالمغرب أمس، إلى استثمار نتائج الربيع الأمازيغي العربي (الديمقراطي) لتحرير الأقصى وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس. وأجمع المشاركون في هذه الندوة على ضرورة دعم ومساندة القضية الفلسطينية العادلة في جميع المحافل المحلية والجهوية والوطنية والدولية. وأحيت الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني الدورة الثانية لليوم الثقافي الأمازيغي الفلسطيني خلال اليومين الماضيين، و ذلك بتعاون مع المجلس العلمي بالحسيمة، و بشراكة مع طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، و بدعم من مجلس جهة تازة الحسيمة تاونات. ونظمت الندوة في قاعة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة، تحت عنوان: "مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الربيع الأمازيغي العربي". وفي كلمة لها أشادت النائبة في البرلمان المغربي سعاد الشيخي بالجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني، مؤكدة على أن مدينة الحسيمة في حاجة لمثل هذه المبادرات التي تبرز الوجه التضامني للمنطقة. من جانبه حيا علي قبلاوي المستشار السياسي الأول لسفير دولة فلسطين بالمغرب روح الشباب في الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني وأكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية محلية بل هي قضية الإنسانية جمعاء٬ مشيرا إلى أن هذه الندوة الهامة تؤكد مرة أخرى تعزيز وتجديد أواصر العلاقة والصداقة والأخوة بين الشعبين المغربي و الفلسطيني. وأشاد بدور المغرب ملكا وحكومة وشعبا على المواقف الداعمة والمؤيدة والمساندة لفلسطين منذ الأجداد والأسلاف إلى اليوم٬ داعيا إلى مناصرة القضية الفلسطينية من أجل رفع راية فلسطين فوق المسجد الأقصى٬ وإعادة بناء حارة المغاربة التي هدمها الصهاينة وفتح باب المغاربة الذي أغلق بذريعة أنه آيل للسقوط. وقدم شريف أدرداك رئيس الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني عرضا حول علاقة الأمازيغ بفلسطين، حيث أبرز أن الأمازيغ تربطهم بفلسطين علاقة تاريخية قديمة جدا، علاقة دينية و علاقة إنسانية، كما أكد على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان سباقا لدعم القضية الفلسطينية ليستمر على دربه ابن عمه الدكتور عمر الخطابي الذي كان نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني في فترة تأسيسها. وأشار أدرداك، أيضا، إلى دور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في إلغاء عقوبة الإعدام الصادرة في حق الدكتور عمر الخطابي عقب اتهامه بالضلوع في انقلاب 1972. كما أكد على أن الشعب الأمازيغ مؤمن بعدالة ومشروعية النضال الوطني للشعب الفلسطيني٬ وحقه في العودة و إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف٬ مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تتصدر انشغالات أغلب الأمازيغ ٬ لأن الأمة الإسلامية لن تتحرر إلا بتحرر القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية. وفي كلمة له أكد محمد بودرا رئيس جهة تازة الحسيمة تاونات الذي أكد أن هذه الجهة كانت سباقة إلى دعم القضية الفلسطينية وأنها مهد المقاومة والجهاد. من جانبه قدم رئيس المجلس العلمي بالحسيمة بالمغرب عرضا حول العلاقة الدينية للمغاربة بفلسطين وبالقدس خصوصا. من جانبه حيا منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني المتابعين للندوة بتحية أمازيغية مبرزا تضامنه مع متظاهري بني بوعياش، كما أكد أن هذه الندوة تكتسي أهمية بالغة لأنها تطرح إشكالات آنية بالنسبة للقضية الفلسطينية وعلاقاتها بالانتفاضات العربية في كل مكان. وقال إن القضية الفلسطينية تقع في قلب الصراع الحضاري لأمتنا بكل مكوناتها بدون استثناء ٬ مبرزا أن ندوة اليوم تثبت أن أبناء منطقة الريف ٬يؤمنون بقضايا أمتهم٬ وقضايا وطنهم ٬ويؤمنون كذلك بضرورة دعم كفاح الشعب الفلسطيني ٬من أجل التحرير ٬وبناء دولة مستقلة على كامل ترابه الوطني. بدوره حلل الدكتور بدر المقري، الأستاذ الجامعي بكلية الآداب بوجدة بالمغرب، اكراهات وتحديات الربيع الأمازيغي العربي، مبرزا دور محمد بن عبد الكريم الخطابي في نصرة فلسطين، داعياً إلى استغلال الفكر الخطابي لتحرير الأقصى. كما استعرض منسق شباب من أجل القدس بالمغرب الأستاذ عزيز هناوي المآسي التي مر بها الشعب الفلسطيني، داعيا لعدم نسيان محرقة غزة و مبرزا لخطورة التطبيع على ذاكرة الأجيال القادمة. وشارك في هذه الندوة التي حضرها ممثلو السلطات المحلية٬ ثلة من الأساتذة والباحثين وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح وممثلو منظمات المجتمع المدني بالإقليم، إضافة لشباب مدينة الحسيمة. في اختتام هذا اليوم الثقافي، قام أعضاء الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني و أعضاء المجلس العلمي بالحسيمة و طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة بزيارة رفقة المستشار السياسي لسفير دولة فلسطين إلى شاطئ طوريس و كلايريس ببني بوفراح.