خبر : نصيحة لـ"هنيه".. مصطفى إبراهيم

الأربعاء 21 مارس 2012 12:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نصيحة لـ



الاخ رئيس الوزراء ابو العبد هنيه المحترم : لا افترض سوء النية لديك وحكومتك، برغم اختلافي معكم ومع سياساتكم في الحكم وغياب الشفافية عن كثير من القضايا، ولدي العديد من الانتقادات كباقي الناس، ومع ذلك اعلم انك تتابع كل ما يجري وتقرأ وتتصفح الانترنت وتتابع ما يكتبه الكتاب وما ينقله الصحافيون عن معاناة الناس وأزمة الوقود والكهرباء المتفاقمة. وليس خاف عليك ما يجري من معاناة وحصار وعدوان اسرائيلي مستمر، وعانيتم كما عانينا وتضامنا مع أنفسنا قبل ان نتضامن مع حركة حماس وحكومتها في أزماتها وأزماتنا المستمرة. الثلاثاء 20/3/2012، عقدت حكومتكم اجتماعها الأسبوعي، وناقشت باستفاضة كما ذكر البيان الصادر عن الحكومة أزمة الكهرباء وانعكاساتها على المواطن الفلسطيني الغزي والخيارات المتاحة والمبذولة من اجل حل الأزمة الحادة. وناقشت الحكومة عددا من القضايا واتخذت الحكومة جملة من المواقف والقرارات وحيت وأكدت وحملت وطالبت وقررت، وطال ذلك كثير من الدول والأجهزة والوزارات والجهات. لكنها نسيت الناس، ربما نسي من اعد البيان او في زحمة النقاش الحاد والانهماك في البحث عن حلول سريعة وعاجلة ان يثمن موقف الناس في غزة على صمودهم وصبرهم وما يعيشونه من معاناة وما يترتب عليه من ضغط نفسي وعصبي وظلم يتحول الى قهر. هؤلاء المنسيون هم الوقود الحقيقي الذي يرفع من شان أي حكومة او من يخسف بها الارض ويشعلها وان طال الوقت، وهؤلاء هم من وثقوا بحركة حماس وحكومتها وتحملوها وما زالوا في ازماتها الحقيقية او المفتعلة، هؤلاء الذين يعانون يوميا وينتظرون الموت البطيء ومعاناتهم  لا تتوقف. هؤلاء هم سر قوة أي دولة او حكومة، وبفضلهم انتم في الحكم وما يقدمونه هو خير عطاء، هم من يحملون بداخلهم شعلة التحدي للاحتلال والظروف الصعبة التي يعايشونها، هم الاقوياء وأي سلطة وحكومة امامهم ضعيفة. ومنهم من لا تعلمون كيف يقضون الليالي وكم ليلة بعضهم نام من دون ان يضع في فمه وفم ابنائه لقمة، وربما نام وهو يبكي على حاله، ويشعر بالقهر والإذلال والعجز لعدم قدرته على اشعال شمعه، ويرفضون ان يظهروا بأنهم اذلاء او مهزومين امام انفسهم وأمام ابنائهم. هم طوال ست سنوات من منوا انفسهم بالصبر وانتظار التغيير والإصلاح، واعتقدوا انكم على صواب، وصبروا وتحدوا الاحتلال والأوضاع المعيشية الصعبة والقاسية لثقتهم الاكيدة بأنهم على صواب في تحدي الاحتلال والحصار وقلة الحيلة، وان هناك اهداف سامية لقهر الظلم والاحتلال. صمتوا طويلا ليس خوفا بل صبرا وتحدياً، ربوا ابنائهم على عزة النفس ولو نعلم جميعا ما هو مخفي لانحنينا جميعا وانحنيتم لتقبيل الارض التي يدوسون عليها. لم يشعروا بطعم الفرح، يبكون بصمت كي لا ينكشف سر حزنهم العميق على حالهم الذي وصلوا اليه. هؤلاء الذين نسيتم ان تثمنوا مواقفهم وصبرهم وصمودهم وقدرتهم على التحمل، هم لا ينتظرون مكافأة أو تثمين مواقفهم، هؤلاء يتم استغلالهم واحتكارهم وإضطهادهم، ويدفعون ثمن السلعة مضاعفة، الاسعار في ارتفاع مستمر، وهم من يتعرضون للظلم وعدم مشاركتهم همومهم وسماع شكواهم، والمعاناة التي يتعرضون لها. في الأوضاع القاسية والصعبة تقوم الدول والحكومات بإعفاء الناس من الضرائب والرسوم أو تخفض منها لكن الحكومة، وعلى الرغم من كل ذلك ما زالت تجبي الضرائب والرسوم منهم. اليوم تحدثتم عن أن حكومتكم غير مديونه وترفض المال المسيس، ما يعني انكم في يسر من الحال وأوضاعكم بخير وجيدة ولا تعانون أزمة ماليه، لكن ما يجري هو عكس ذلك فاوضاع الناس الاقتصادية والإنسانية سيئة. نصيحة لك الاخ ابو العبد ان تطلع على التقارير التي تتحدث عن حال الناس ومعاناتهم وليس على التقارير التي تقول ان أوضاع الناس بخير وان حالهم جيدة.  الاخ أبو العبد : الناس يشعرون بإهانة وكرامتهم تداس، وسعر جالون السولار المهرب 18 لتر اصبح 100 شيكل، ويتحكم عدد من التجار المحتكرين بالناس والسوق السوداء أصبحت ساحة متاحة لكل شيئ، وبعض السواق رفعوا التسعيرة، وبعضهم يستحدم زيت الطهي وقودا لسيارته ليستطيع توقير لقمة عيش له ولابنائه. الأوضاع القاسية والحصار نعيشه جميعا، و ذلك لا يعفي حكومتكم من مسؤولياتها، ومشاركتهم همومهم والسماع الى شكواهم.Mustafamm2001@yahoo.commustaf2.wordpress.com