خبر : هذا هو الزمن للتوقف.../ يديعوت احرونوت

الإثنين 12 مارس 2012 11:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هذا هو الزمن للتوقف.../ يديعوت احرونوت



              لنبدأ بالبشرى: في غضون عشرة ايام ستنضم بطارية اخرى من قبة حديدية الى منظومة الدفاع لسلاح الجو. "رفائيل"، الشركة المقاولة الرئيس للمشروع، نجحت في تقديم موعد انتاجها باربعة أشهر على الاقل، بحيث ستكون تنفيذية في غضون عدة اسابيع. اضافة الى ذلك، بعد بضعة اشهر سيدخل هذه المنظومة ايضا رادار متداخل مركزي، يخدم كل البطاريات المنصوبة في الجنوب ويحسن نجاعتها بعدة درجات.             اسرائيل توجد اليوم في الوضع المريح للغاية من ناحيتنا كي تنهي جولة المواجهة الحالية مع الجهاد الاسلامي في القطاع. اذا لم تكن لها أهداف بعيدة المدى مثل ضرب البنى التحتية للجهاد الاسلامي أو اسقاط حماس من السلطة – وفي هذه اللحظة ليس لها – فمن الافضل ان تبكر وتطفىء النار. يوم أو يومين آخران من القتال لن يحققا نتائج أفضل. حتى الان أبدت اسرائيل تفوقا عسكريا نوعيا واضحا حيال الارهاب الصاروخي من غزة، وهذا يرونه أيضا في حماس وفي الجهاد الاسلامي وكذا في حزب الله. الايام الثلاثة الاخيرة هي انجاز اسرائيلي واضح: لا تعادل ولا انتصار بالنقاط. الجهاد الاسلامي بقيت لمفاجأتها، عديمة الرد. ولكن هذا الانجاز من شأنه أن يختفي في كل لحظة – اذا ما تسلل صاروخ ما عبر الرادار وسقط على مبنى مأهول في نطاق اسرائيل.             حتى الان حجم القتال محدود نسبيا، لان حماس لا تزال ليست في الصورة. ترسانة صواريخ الجهاد الاسلامي هي بحجم نحو 20 في المائة من كمية الصواريخ التي لدى حماس، وهذه الصواريخ اقل نوعية وأقل دقة أيضا. حين تدخل الكتلة الكبيرة والنوعية لحماس الى اللعب – فستكون هذه حربا اخرى.             لاسرائيل توجد مصالح امنية – سياسية أثقل وزنا من الانشغال بالجهاد الاسلامي، وكل تدهور من شأنه أن يصرف الانتباه الوطني والدولي عن المسألة المركزية – ايران. كل يوم آخر يمر، من شأنه أن يجلب معه تورط لا داعي له. وبالفعل، منذ أمس بدأ الجيش الاسرائيلي يكيف وتيرة نشاطه الهجومي مع وتيرة نشاط العدو. عند ساعات الصباح المتأخرة لاح انخفاض في حجم النار، وفي اسرائيل اعتقدوا بان ضغط حماس ومصر على الجهاد أعطى ثماره. ولكن في ساعات ما بعد الظهر، على ما يبدو بعد أن علم عن مقتل طفل ابن 14 في احدى عمليات الاحباط التي نفذها سلاح الجو، استؤنفت النار بقوة أكبر، ورد سلاح الجو بما يتناسب مع ذلك.             والان يتابعون في اسرائيل بتأهب التطورات الداخلية في الساحة بين التنظيمات في غزة. فاذا اوقفوا النار؟ جيد جدا. لم يوقفوا؟ بنك الاهداف، كما يقولون في قيادة المنطقة الجنوبية، مليء ومعبأ لايام قتالية اخرى كثيرة. التقدير هو ان الجهاد الاسلامي ليست مستعدة بعد للتغاضي عن كبريائها، بحيث ان الجولة الحالية ستستمر حتى منتصف الاسبوع على الاقل.             حماس تريد وقف النار، والمشكلة هي ايجاد التسوية التي تحمل الجهاد الاسلامي على وقف النار. اتفاق لن يكون هنا – اسرائيل لن توافق على وقف الاحباطات المركزة، والجهاد لن توافق على وقف اطلاق الصواريخ ردا على ذلك ووقف اعمال الارهاب. على التسوية ببساطة ان توقف النار – حتى الجولة التالية. مصر أيضا – التي هي الوسيط الطبيعي، تريد الهدوء جدا. فالحكم العسكري يتجه نحو انتخابات للرئاسة وتقويم الوضع في مصر يقول ان هذه لن تكون فترة هادئة في الشارع المصري. اشتعال في القطاع من شأنه أن يوفر ذريعة للمنظمات الاسلامية المتطرفة في مصر للعربدة.             والان يحاول الجميع اقناع الجهاد الاسلامي ببلع الاهانة والتوقف. اسرائيل يمكنها أن تساهم في هذا الجهد، وهذا على ما يبدو ما تفعله في الساعات الاخيرة – من خلال نقل رسائل لحماس عبر مصر ومن خلال الهجوم على اهداف معينة تؤشر للحكم في غزة بان صبرنا ينفد، ومن الاجدى له أن يمارس نفوذه.             قبل أن تنتهي الجولة الحالية، يتعين على الجيش أن يبدأ بالتفكير كيف ستبدو الجولة التالية. لا ريب أن الجهاد وحماس ستحاولان استخلاص الدروس في ضوء قدرات منظومة الدفاع الفاعلة الاسرائيلية. لا ريب أنهم في الجولة التالية سيحاولون خلق نار ضد مزيد من البلدات، على التوازي، للتغلب على الكمية المحدودة للبطاريات. من المعقول الافتراض ان مزيدا من المدن ستدخل في مداهم. في مثل هذا الوضع سيدور السابق بين كمية بطاريات قبة حديدية تنفيذية توجد تحت تصرف اسرائيل وبين كمية وعمق الاهداف التي يمكن للعدو ان يهاجمها بنجاعة.