خبر : ألا تبكيكم غزة وهي تبكي الحجر قبل البشر ؟! بقلم : عبد القادر عقل

السبت 10 مارس 2012 10:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
ألا تبكيكم غزة وهي تبكي الحجر قبل البشر ؟! بقلم : عبد القادر عقل



مئات جنود الاحتياط في حالة تأهب، وعشرات جنود النخبة في الجيش الاسرائيلي على اتم الجاهزية ، أسراب طائرات حربية تحلق في السماء ، شبح لا انسانية له يلاحق ملائكة في الارض ، لا حول لهم ولا قوة . صواريخ طائرات تنهمر كالمطر ، وسيارات تلتهمها السنة اللهب ، وجثث متبعثرة هنا وهناك ، ودوي انفجارات من كل جانب ، واطفال في عمر الزهور يجهشون بالكباء ،وامهات تودع أبنائها الوداع الاخير هذا هو الحال على الشطر الثاني من الوطن ، قطاع غزة ، بدأت اسرائيل عدوانا جديدا ، وكأنها لم ترتوي من دماء الالاف الشهداء الذين سقطوا في مجازرها ومحارقها السابقة مساء أمس ، امهات غزة تبكي على فراق فلذات اكبادها ، الذين تعبت في تربيتهم منذ كانوا صغارا وحتى بلغوا أشهم ، غزة تعاني الأمرين ، مر انقطاع الكهرباء ، ومر الهمجية الاسرائيلية ، الموت في كل طريق وكل شارع وكل زقاق من غزة ، وكل انسان في غزة يبكي ، اما بيته هدم او قد يهدم ، اما جاره استشهد او اصيب او فقد اعز اصدقائه ، حالة من الحزن ومن البكاء والدموع المنهمرة اللامتوقفة تسود قطاع غزة ، يبكي شعب غزة الابطال على أقمار رحلت نحو جنة السماء ، اثنا عشر شهيدا في يوم واحد ، تخطفتهم يد الغدر الاسرائيلية الجبانة . غزة تقصف وتحت النار ، في ذات الدقائق بعض الفلسطينيين من كل مكان غير غزة ، يتابعون باهتمام بالغ ، تصفيات برنامج "عرب أيدول" ، وفي ذات الوقت غزة تبكي ، وهؤلاء يبكون ولكن ليس على غزة !!!! بل يبكون على يوسف عرفات المشترك الاردني في عرب أيدول !!! صباح اليوم ولدى  فتحي لحسابي الشخصي عبر"الفيس بوك" وجدت احدى الفتيات الفلسطينيات تنشر صورة للمدعو "يوسف عرفات" (بطل الامة العربية ومحبوب جماهيرها ) ، زينتها بعبارة " يوسف دموعك غالية علينا تفداك ايدل " !!! ، ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا بالتعليقات المهولة ، فتارة تقول فتاة فلسطينية "بكيت كثيرا على يوسف يوم امس" ، وتارة اخرى "الله لا يحرمني منك" ، وتارة اخرى عبر تمجيده وكأنه فاتح للقدس او القسطنطينية !! لا يهمني ما تتابعونه من برامج ، فلتتابعوا كما شئتم وتشاؤون ، ولكن شيء من الحياء ، شيء من الضمير ، فلتتصرفوا كبشر انسانيون ، نعم لا اريدكم ان تتصرفوا كمواطنين فلسطينيين ، فلتتصرفوا على الاقل بنوع من الادمية والانسانية ، ولتبكوا على اهلنا في غزة العزة ، فلتبكوا على غزة الابطال ايها الانذال ، وشتان ما بين دموع غزة الابطال ودموع عرب ايدول الانذال . سحقا لشعب يبكيه يوسف في عرب ايدل ، ولا يبكيه شهيد فلسطيني بغزة مهند ،نور، اسمر ، يوسف ،.... الخ ، سحقا لكم ولكل الرموز الفاسدة الوهمية سحقا لزمن عاهاتك يا وطن !! ألا تبكيكم غزة وهي تبكي الحجر قبل البشر ؟؟!!! بقلم : عبد القادر عقل