" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم كثيرون لا يعرفون هذا البطل المقاوم .. أبو إبراهيم هذا الرجل الهادئ الصامت ما أن تراه حتى تشعر بفيض من الإيمان ينطلق من وجه بابتسامته الهادئة الجميلة وبقلبه الرقيق المؤمن. عرفت زهير القيسي شابا زاهرا يافعا لم يكمل العشرين ربيعا كان يتردد علي أعطيه بعض الكتب يناقشني في قضايا العمل الوطني ، في الانتفاضة الأولي حيث عمل مع المجموعات الأولي (رفيق السالمي)، تخرج وعمل مدرسا للرياضيات في مدارس الأونروا ولكن المقاومة التي كانت تشتعل في دمه كانت تتطلب منه المزيد من الوقت اضطرا أخيرا للاستقالة من عمله مضحيا بوظيفة مريحة ، لكن زهير كان ينظر إلى ابعد من الوظيفة ، كان يبحث بين أنقاض تنظيماتنا العاجزة عن أفق أرحب ، كان يبحث عن الشهادة . كانت أمتع لحظات حياته في بيت الله الحرام. لم يكن حريصا على الزعامة وبعد اغتيال الشهيد أبو عطايا الأمين العام للمقاومة الشعبية دفع مع إخوانه الشهيد ( كمال النيرب أبو عوض ) ليخلف أبو عطايا أبو سمهدانة ... ليجد أن إخوانه يحملونه هذه المسئولية بعد اغتيال أبو عوض النيرب في 18 أغسطس 2011 . دعوته قبل شهرين لحضور ورشة عمل حول المصالحة الفلسطينية لهيئة الوفاق الفلسطيني فجلس في صف خلفي وأصر على الجلوس هناك بكل تواضع. لم يزاحم أيا من قادة الفصائل إلا في المزيد من المقاومة ، كانت المدرسة التي تضم شباب المقاومة مدرسة إيمانية جهادية كان يربيهم على أن التغيير لن يأتي إلا إذا غيرنا نحن ما بأنفسنا : امتثالا لقوله تعالي:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" . لم يفاجئني خبر استشهادك يا أبا إبراهيم ... بقدر ما أحزنني غياب قائد متميز نحتاج إليه في الساحة الفلسطينية قائد قادم من القادسية وحطين .. عرف طريقه شاهرا سيفه بقبضته القوية نحو القدس .. رحمك الله يا أبا إبراهيم كنت نعم الأخ والصديق . وللإخوة في المقاومة الشعبية التي قدمت ثلاثة من أمنائها واصدق قادتها: إن حركتكم لن تنكسر لن تنكسر لن تنكسر .