خبر : "زهير القيسي" .. صاحب البندقية التي أبت أن تستريح ..!...بقلم : علاء أسعد الصفطاوي

السبت 10 مارس 2012 09:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"زهير القيسي" .. صاحب البندقية التي أبت أن تستريح ..!...بقلم : علاء أسعد الصفطاوي



بسم الله الرحمن الرحيم  ما بين ثوار الناتو ..وثوار الفضائيات ..وثوار الدولارات ..اخترتَ أن تصنع فضاءا خاصا بك أخي زهير ..كي يسمح لك أن تغرد خارج السرب ..، فطيور البوم .. وأسراب الجراد .. باتت تغطي أفق السماء قي  فلسطين..حيث السماء أصلا ملبدة بكثير من الغيوم المستعربة المتصهينة السوداء..! بعيدا عن زحمة المؤتمرات ..وكرنفالات ربطات العنق المترفة ..ومن بين كل الشخصيات ( المجاهدة ) التي ارتضى بعضها لنفسه نمطا خاصا من النضال ..،كنت تصر أن يكون الجبل هو ساحة نضالك الوحيده ..!من بعيد ..وفي أحد ايام شهر ديسمبر من العام 2006 ، ..كان شخصا يحمل وجها ملائكيا ..كطفل ..يتقدم باتجاهنا في قاعة انتظار مطار العريش ..حاملا على كتفه حقيبة ( هاند باك ) ..سلّم علينا وقدم لنا نفسه بكل بتواضع زاهد..، يومها اكتشفت ..بعضا من جمال فلسطين التي عشقناها حتى الموت..واكتشفت بذات الوقت قانونا عربيا جديدا لم أكن لأصدق بوجوده سابقا ..وهو أن كل ما هو ممنوع اسرائيليا ..هو ممنوع عربيا ..!! ويا للعار ..! كنا خمسة ..ننتمي لفصائل مجاهدة متعدده جمَعَنا .. بل احتجزنا اخانا العربي في مطاره اللعين كي يقول لنا أنه يحب الاسرائيلي أكثر منا ومن جهادنا المتعثر ..!..لكن هذا الأخ اللدود ذهب الى سجن الخزي ..وبقي مطارة اللعين وطاقم مطاره اللعين في العريش وفي معبر رفح بعد أن غيروا فقط اسم جهاز القمع الذي تخصص في اذلال المصريين قبل الفلسطينيين ....!..كنتُ أكثر شخصا بينكم  متحفظا .. فقد كان الأربعه أصحاب قول وفعل ..أما أنا فكنت اعلامي نصف ناجح ..لأن كلماتي ( المجاهده ) جدا دائما ما كانت تقف خجوله أمام قامة بندقية ..!أخي أبا ابراهيم :..يوم أن اخترتُ أن أكتب عنك وعن صحبك الذين سبقوك الى رضى الرحمن بحبر الألم الفلسطيني ..كنت أنت تصر أن تكتب قصة جمال عينيك بحبر الدم ..فشتان شتان بين وثبة النمور في عينيك ..وبين عين لا تملك الا ارسال الدموع على فراقك ..!!وكنت أراك ..وحيدا ..تصلي ..في ركن من أركان الحرم ..فأرنو اليك ..وألتمس بعضا من طيفك ..ثم اتركك تناجي ربواضهب أنا الآخر ..وحيدا ..في حال سبيلي ..!..وحينما قدمت طائرة العودة الى الوطن المسيّج..، كنت تجلس وحيدا على حصيرة في أرض مطار جده ثم لوحدك في الطائرة نفسها ..، من يومها ..لم أنس أبدا ..أنني التقيت برجل جميل ..من آخر الرجال المحترمين ..!آخر جملة سمعتها منك ..في احد اللقاءات العابرة قبل عامين كانت : " شد حيلك .." أيها الرجل الأجمل ..ومن بين الرجال الأحب الى القلب .شكرا لك ..فقد أعدتني مرة الى بوصلتي التي كادت أن تفلت مني ..!اليوم يصر الصهيوني -الأكثر اجراما من بين بني البشر - أن يقطف من بستاننا أجمل الورود ..لكنه ربما لا يعلم أن كل قائد يغادرنا ..يقربنا نحن الى القدس أكثر .والى الجنة أكثر ..وسيكون دم زهير القيسي ورفيقه المجاهد " محمود حنني " باذن الله ناقوس يقظة لكل البنادق المستريحه ,,كي تستأنف فلسطين الأغلى من كل شيىء .. رحلة الدم الذي هزم سيف صهيون ..لروحك الطاهرة سلام من القلب والوجدان ولعائلتك الغالية الكريمة ولصحبك الأماجد في لجان المقاومة الشعبية كل التحية والحب والتقدير ..السلام عليكم .