"قوات الامن السورية نجحت في التطهير التام لمدينة حمص من المسلحين"، هكذا أعلنت أمس وزارة الداخلية السورية، ولكن بعد نحو شهر من القصف على أحياء المدينة، تبدأ الشهادات القاسية والباعثة على الصدمة من مذبحة الاسد، تنكشف. الصحفي البريطاني في صحيفة "صاندي تايمز"، بول كونروي، الذي أُصيب في اثناء القصف الذي قُتلت فيه الصحفية الامريكي ماري كولبن والمصور الامريكي رامي اوشليك، روى عن الفظائع التي تقع في المدينة: "هذا مثل الشيشان. الاطفال يصرخون كل الوقت والفزع ظاهر على وجوه النساء والشيوخ. كل من وقف في طريق الجيش – أُبيد. هذه مذبحة ممنهجة لا قياس لها، ولا بالحرب. ليس لدى السكان كهرباء وماء وبالكاد يوجد غذاء. في المستقبل سنسأل أنفسنا كيف سمحنا لمثل هذا الامر ان يحصل". وأفادت مصادر في سوريا أمس بأن جثتي كولبن واوشليك سُلمتا لدبلوماسيين غربيين حرصوا على نقلهما الى اوروبا. وأفادت وكارة "رويترز" للانباء أمس بأنه لاول مرة منذ بدء المذبحة في سوريا، دعت الصين النظام السوري والثوار الى الوقف الفوري ودون شروط لاعمال العنف، ولا سيما ضد المدنيين. ودعت وزارة الخارجية الصينية الطرفين الى اجراء حوار بوساطة كوفي عنان، الذي عُين قبل نحو اسبوع كمبعوث خاص من الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا. ولكن الى ان ينصت الاسد الى اصدقائه من الشرق، فان المذبحة مستمرة. وحسب التقارير من حمص فان قوات الامن السورية تقتحم منازل في حي بابا عمر في المدينة، تعتقل المواطنين المشبوهين كمؤيدين للمعارضة، تجري لهم محاكمة ميدانية وتعدمهم. أمس قُتل ما لا يقل عن 22 شخصا في الحي نفسه. كما عُلم ان قوات الشبيحة الموالية للاسد أجبرت معتقلين في الحي على اجراء مظاهرة تأييد للاسد، صورتها وبثتها في التلفزيون الرسمي السوري. وأمس اقتبس موقع الانترنت لصحيفة "القدس العربي" عن مسؤول كبير في الجيش السوري الحر في مقابلة مع بوعز بسموت لملحق "اسرائيل هذا الاسبوع" نشر يوم الجمعة الماضي وجاء على لسانه ان "مصير الاسد منوط باسرائيل". وتلقت هذه الاقوال تعزيزا ايضا في المظاهرة الجماهيرية للثوار في مدينة درعا أمس. رغم زعم النظام في السيطرة على حمص، فان وسائل الاعلام الاجنبية أفادت أمس بأن قوات الجيش السورية تواصل القصف المدفعي والجوي لتجمعات سكانية سورية في المدينة وأنه في شهر شباط فقط قتل في اثناء القصف على حمص أكثر من 700 مواطن.
