رام الله / سما / قال الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ان الرسالة التي سترسلها القيادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تشمل الرؤية الفلسطينية لآي عملية سلام مستقبلية ’لم تكتمل بعد’. وقال عريقات لصحيفة القدس العربي الاثنين ان الجانب الفلسطيني لم ينته بعد من كتابة هذه الرسالة، مشيراً الى ان وفداً فلسطينياً سيقوم بنقل هذه الرسالة وبدون وسطاء إلى نتنياهو. وحاولت الصحيفة معرفة محتوى الرسالة إلى أن عريقات رفض الإفصاح عن أي بند من بنودها التي تعتبر من أهم الوثائق التي ستعتمد عليها أي عملية تسوية في المحلة المقبلة. وقال عندما ننتهي من كتابة الرسالة ونجهزها بشكل نهائي سنعلن عنها، وعاد عريقات ونفى ما أشيع عن أن القيادة ستطلب من وزير الخارجية الأردني ناصر جودة نقل الرسالة لنتنياهو. وبحسب الصحيفة فإن لجنة خاصة شكلها الرئيس عباس من سياسيين وخبراء قانون، هم من يعكفون على كتابة الرسالة التي ستوجه لنتنياهو. وكان الرئيس عباس أعلن الشهر الماضي وعقب انتهاء لقاءات عمان الاستكشافية بالفشل، والتي دارت بين مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين أنه سيرسل رسالة إلى نتنياهو تشمل رؤية القيادة الفلسطينية لأي عملية سلام مستقبلية، في ظل تباعد الرؤى بين الجانبين لحل ملفات الوضع النهائي. ومن المؤكد بحسب ما ذكر أحد المسؤولين الفلسطينيين ان تؤكد الرسالة التي سيطلب الجانب الفلسطيني من نتنياهو أن يرد عليها بشكل مكتوب أيضاً، أن يحدد موقفه من قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها، وكذلك ستحدد نسبة الأراضي التي من الممكن تبادلها، ومكان هذه الأراضي المتبادلة، والتي ستشمل بعض من الأماكن التي تقام عليها مستوطنات في الضفة. وكشف المسؤول عن أن الرسالة ستحتوي على شرح لما آلت إليه الأمور بسبب الفشل الذي وصلت إليه عملية السلام، وأكد في ذات الوقت ان الرسالة لن تشمل أي تهديد كما أشيع مؤخراً عن نية السلطة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب فشل جهود السلام وإعادة المفاوضات، والتي تعتبر عملية التنسيق جزءا من هذه العملية الكبيرة. وأشار المسؤول إلى أن نص الرسالة سيرسل منه نسخ إلى أطراف اللجنة الرباعية والأمم المتحدة.وكشف عن إن الإدارة الأمريكية تحاول معرفة نص الرسالة قبل ان تقوم القيادة الفلسطينية بإرساله إلى نتنياهو. وفي السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية أنه تم الاتفاق في اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير على إرسال رسالة أخرى لأطراف الرباعية والأمم المتحدة وبعض العواصم الأوروبية تطالبها بـ’أخذ زمام المبادرة لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية’، على أن تشمل هذه المبادرة الأخذ بالقرارات التي تنص على قيام دولة فلسطينية، وتؤكد على عدم شرعية الاستيطان. وأوضح أن الرسالة ستبين عدم التزام إسرائيل وحكومة نتنياهو بأي بند من بنود اتفاقية السلام، خاصة في مجال تقويض دور السلطة، من خلال الحواجز الموضوعة بين المدن، وعمليات الاقتحامات لمناطق ’أ’، الخاضعة بشكل كامل للسيطرة الفلسطينية وإجراء عمليات اعتقال منها. وأشار الى ان الرسالة الموجهة لنتنياهو ستبين متطلبات فتح أي مسار سياسي جديد، على أن ترتكز بالأساس على وقف كل أشكال الاستيطان. وكان الرئيس عباس قال في تصريحات تلفزيونية عندما سئل عن العملية السياسية ’أنا لست متفائلا أو متشائما، لكن لدي أملا أن نصل إلى حل، فطريق السلام هو الأساس، وعلينا أن نسير في هذا الطريق الذي اكسبنا اعتراف 132 دولة، وعضوية كاملة في اليونسكو، ورفع تمثيلنا الدبلوماسي في العديد من دول العالم وفي أوروبا الغربية’. وأضاف ’إذا نحن نكسب هذا الموضوع، ونسير في هذا الخط، رغم أن إسرائيل تكسب الوقت وتواصل الاستيطان، لكن في النتيجة لا يوجد طريق آخر، وبالنتيجة نقول لإسرائيل ابني إذا بنيت أو لم تبن هذا الاستيطان من أصله غير شرعي’. وجد عباس تأكيده على أن المصالحة والعملية السياسية ’غير متناقضتين وغير متعارضتين وتسيران بتواز’، وأضاف ’كلتاهما مهمة بالنسبة لنا، ولا واحده منهما على حساب الأخرى، وهما أساسيتان بالنسبة للشعب الفلسطيني’.
