عمان وكالات لا تزال الحكومة الاردنية تقف محتارة في شأن إلاعلان رسمياً عن إفتتاح مخيم للاجئين السوريين، على حدودها الشمالية في منطقة «رباع السرحان» التابعة لمحافظة المفرق. وبحسب مصدر مسؤول تتخوف وزارة الداخلية من رفع مستوى غضب الجارة الشمالية (سورية) في الوقت الذي تحاول الديبلوماسية الاردنية امساك العصا من النصف بين دول الخليج والوقائع على الارض ومصالحها الاقتصادية المارة عبر الاراضي السورية. لكن السبب الأهم لتأخر افتتاح المخيم في منطقة المفرق الحدودية ينحصر في القلق من تكرار تجربة النزوح الجماعي من العراق في تسعينات القرن الماضي الى الاراضي الاردنية، عندما افتتحت عشرات الممخيمات لاستيعاب الخارجين من العراق ما شكل ضغوطاً هائلة على البنية التحتية الاردنية وعلى الموارد الطبيعية في الوقت الذي لا تزال عمان تطالب بتعويضات من الامم المتحدة عن الخسائر التي اصابتها وتعويض المصاريف التي تحملتها والخراب الذي اصاب بيئتها. وتتخوف وزارة الداخلية الاردنية من تدفق كبير للاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية التي لا يبدو ان السلطات السورية تتمسك بهم. ووفق مصادر مطلعة في وزارة الداخلية فإن الحكومة أرجأت إعلان إفتتاح مخيم»رباع السرحان» حتى الانتهاء من حسم مسألتين: الاولى سياسية تتعلق بطبيعة ردة الفعل السورية تجاه الخطوة الاردنية وامكان اعتبارها خطوة تصعيديه ضد دمشق، والاخرى امنية لمنع تدفق آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سورية والبالغ عددهم 450 الف فلسطيني، وعدم تشجيعهم على الهجرة ومنع استخدامهم كورقة سياسية. العاملون الميدانيون على الحدود مع سورية يؤكدون جاهزية المخيم الذي تبلغ مساحته 30 كيلمتراً مربعاً وينتظر الافتتاح الرسمي بعد تجهيزه بالشوارع والبنى التحتية بكلفة بلغت 500 الف دينار على نفقه الحكومة الاردنية. وترفض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين دفع المبلغ بسبب خلاف مع وزارة الاشغال العامة على سمك طبقة تعبيد «الإسفلت».
