صكوك غفران العصر الحديث..متعددة الاوجه والمجالات.. تبدو في الشكل وكأنها تعكس سابقتها من القرون الوسطى..لكن جوهرها شديدة وعنيفة في الكلمة والمعنى..دعواتها تنطلق من مفهوم ليس بغريب على من يطلقها من حيث الفكر الايديولوجي أو من حيث المصالح الجيوسياسية..غرابتها تأتي كونها جُرّبت ودفنت بيدي مَن يُجدّدها الآن بإسم حقوق الانسان والديمقراطية..أما الاكثر غرابة هو التلاقي بين الصكوك الدينية والعلمانية..فجمهرة "علماء المسلمين" وفي توافق لا مثيل له مع أصحاب الامتياز في الصكوك يُصدرون صكّاً يُسمونه "فتوى" أو "بيان" ويحضون فيه على مواجهة العنف بالعنف لمن يبحث عن المغفرة..فمن يُفجر نفسه ضد النظام المسلم الكافر شرط أن رئيسه لا يلبس دشداشه وحطه وعقال، له الجنة والحوريات..والشرط الآخر واجب التوفر، هو مشاهدة فضائية "الجزيرة" و "العربية" لمن يطلب الآخرة..علماء مسلمي البترودولار يبحثون عن أمة إسلامية بقيادة خليجية، فالضرورة تتحتم أن يتحول منصب "الخليفه" إلى مسمى آخر، كخادم أو ملك أو أمير، وبشرط أن يستحوذ هذا على المال والدين..وهذا لا يتوفر إلا هناك حَول "الكعبة" المشرفه وليس وفقا لها ولما تمثله للعرب والمسلمين سابقا ومستقبلا..النفط غزير ويأتي بمال وفير..والوهابية كمذهب ديني سُني هي الغلاف الفكري. قضية العرب المركزية بقيت ومنذ عقود طويلة في تراجع مستمر ومنذ وفاة الخالد "عبد الناصر"، والانظمة الجمهورية التي إستغلت هذه القضية للبقاء في الحكم لا بدَّ أن تنتهي، فهي قمعت الشعوب العربية بإسمها، ومارست كل أنواع الفساد من أجلها، وزايدت على الانظمة الملكية بتبنيها..الديمقراطية والحرية والكرامة شعارات يمكن أن تؤدي للتغيير المنشود..وللحقيقه فتلك الشعارات ما يطمح له كل إنسان عربي..لكن المسائل لا تقف عند الرغبات بقدر ما أن الواقع يفرض نفسه ويحدد طبيعة القيم ويعكس سياسات تبدو في ظاهرها خير وفي جوهرها كل الخير لمن يحمي حمى النفط من الغرب وأعوانه، جوهرها الحصول على الشرعية والاعتراف اللازمين للبقاء أكبر فترة ممكنة..ف "فلسطين" مؤجلة لحين توحيد "سوريا" مع "مصر"، القائد المسلم "الايوبي" لم يحرر "القدس" إلا بعد ان وحد "مصر" و "سوريا"، والاسلمة "الخليجية" و "علماءها" درسوا تلك التجربه طويلا وقرروا بعدها إسقاط النظام "السوري" وتسليمه لمن يحذوا حذو "ليبيا"، حتى يتمكن القادم "المصري" من ترتيب أوضاعه الداخلية بما يمكنه من الالتقاء مع أخوته القادمين من الخليج وأوروبا في سوريا.."القدس" مؤجلة حتى يتم المراد، ولا بأس من التأجيل، فأصلا كانت هي مؤجلة في السابق، فلماذا لا يتم التأجيل مرة أخرى؟ وهذه المرة بموافقة واضحة من قبل الاخوة والجماعة الفلسطينيين أنفسهم!!! العدو الآن ليس سوى "الاسد" وجيشه وثلاثة أرباع الشعب السوري، الهدف الآن التخلص إلى الابد من القومية، وإقامة أنظمة إسلامية علمانية، ك "تركيا" مثلا أو بخلق نموذج "غنوشي" جديد، أو "بنكيراني" مغربي بإرادة ملكية، ففي العصور الغابرة "الملك" كان موجود بينما "الرئيس" بدعة غربية، الملكية يعرفها العرب جيدا، في حين الجمهورية نظام إنقلابي شمولي مطلق..لا بأس من التعايش بين الانظمة الجديدة بتحالف مع الملكية، فهذا سوف يوفر المال المطلوب لتحرير "فلسطين" من "الصفويين" وغيرهم من "الرافضه"، سوريا ونظامها يقفان عائقا وسدا أمام الخطة المحكمة لتحرير فلسطينهم، والمعادلة لا تستوي بدون السيطرة على الشام وتطهيرها من البعثيين وغيرهم من المذاهب الاخرى المتحالفة مع الصفوية.. سوريا تقف في وجه خطة تحرير "فلسطين"، وبدونها لا يمكن للتحرير أن يتم، "صلاح الدين" قام بالتحرير وفقا لذلك، ونحن أتباعه ونعرف جيدا تلك المعادلة، وإذا أردتم أن نحرر "القدس" فعليكم تحرير "دمشق" وتسليمها لنا، فبوصلة العودة تأتي عبر قصور الامويين..لا مجال أمامنا لعدم وجود خطة بديلة، ومهما إحتجنا من سنوات وعنف وتفجير وفوضى، فلن نحيد عن خطة تحرير فلسطين عبر إسقاط نظام الممانعة وحاضنة المقاومة اللبنانية والفلسطينية، نحن مجاهدون وحياتنا جهاد وسنبقى نجاهد في حمص وإدلب والريف، وسوف نقضي على أؤلئك في حلب ودمشق الذين يشكلون العبء الاساسي علينا، بعدها نأتي بالفلسطينيين ونسكنهم مكان هؤلاء ونبدأ عملية الاعداد للتحرير، وإلإعداد هنا لن يكون وفقا للآية الكريمة " وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل.." كما تعتقدون، إنما بإنتظار أن يأتي إخوتنا الخليجيين لسوريا الجديدة كي يتزوجوا الارامل والنساء التي سيزداد عددهن على حساب الرجال الذين "قضوا نحبهن"..وخلال جيل او جيلين او ثلاثة او أربعة.......إلخ، سنكون قادرون بإذن الله على تحقيق الخطة الموعودة بالتحرير. أيها الناس: لا تيأسوا من رحمة ربكم، وإنظروا كيف جاءت "أمريكيا" بعظمتها مسرعة لخطب ودنا، نحن تحالفنا معهم لا حبا فيهم وإنما إكراماً لِ "قطر" و "الوهابية" و "الجزيرة"، وافقنا على التنسيق معهم لا لحاجتنا لهم، وإنما كجزءٌ من خطتنا في التحرير، فهم بحليفتهم وربيبتهم بيننا، وبحلفاءهم شمال الاطلسي، سيساعدون بقوة للتخلص من طاغية سوريا..لقد أعلنا ومنذ لحظة فوزنا في الانتخابات البرلمانية بأننا لن نمنع البكيني ولن نغلق بيوت الدعارة ولن نغير ما لا نستطيع، لكن إعلموا أن كل ذلك هو جزء من تكتيكاتنا المتعلقة بخطة التحرير، وإسألوا ميادين التحرير وكيف إستطعنا من المعجزات في زمن اللا معجزات، بالسلم والسلام أحيانا، وب "الناتو" أحيانا أخرى حررنا الانسان، وبالجهاد نستمر في خطى ما سموه ثورة وربيع عربي، ونسميه نحن معجزة قرضاوية قطرية جزيرية. أيها الناس: الحجاج ذهب إلى غيرِ رجعه، والاموية والعباسية والفاطمية والمملوكية وغيرها لم يعودوا إمتدادٌ لنا، فعصرنا سيكون "راشدي" بإذن الله، ومثلنا لن يكون معلم المسلمين سيدنا "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه في السياسه..فقط السياسة في هذا الوقت لما جاء به "عثمان بن عفان" رضي الله عنه، ولن يكون لمن بعده أتى تأثيرٌ علينا رغم حبنا وعواطفنا التي تفتقده وتتمنى عودته، ولكن السياسة ومصلحة المسلمين تستدعي فقط تجربة "إبن عفان"، وخطة التحرير تتطلب عودة محمودة وبطريقة عصرية لحبيبنا اللذين قتلوه من جاءوا بالفتنه، ومن تلك اللحظة التاريخية سوف نعيد التاريخ ونمنع عن المسلمين الفتنة والمذاهب، و "دمشق" أيها الناس كانت رأس الفتنة وفقا للتاريخ، ونحن اليوم لا نريد تكرار تجربة الماضي، ف "المجرب مجرب عقله مخرب"، سنعيد للمدينة الجديدة "قطر" لباسها، ولا تنسوا أنها من الجزيرة العربية، فهي أقرب لمهد الرسالة ولقبر الرسول صلوات الله عليه وسلم. أيها الناس: هذه رسالتنا، وهذه خطتنا وهذا هي صكوكنا، فاللهم إنصرنا على أعدائنا في دمشق، وإبعد عنا شيطنة شعر المرحوم "قباني" الذي تعب من عروبته وإعتبرها لعنة وعقاب، فكيف نحن، لكنه أعطى العروبة لدمشق وهذه ضد مسيرتنا، "أنا يا صديقة متعب بعروبتي، فهل العروبة لعنة وعقاب؟...ودمشق تعطي للعروبة شكلها وبأرضها تتشكل الاحقاب"، اللهم إنصر مجاهدي الامة وسدد خطى شيخنا وعلماءنا وأحبتنا وأميرنا وولي عهده ورئيس وزراءه في قطر.