عملية عسكرية ناجحة غاية في التعقيد من حيث التخطيط و التنفيذ نفذتها قوات الامن الفلسطينية ( الاستخبارات)، حيث استطاعت اعتقال احد الغزازوة المارقين و المندسين واسمه المزيف حازم التترعندما كان في طريقة الى حسبة رام الله لكي يشتري بعض الاكل لابنائه.كل مقومات النجاح و المهنية و الشجاعة و البساله كانت هناك. مراقبة متواصلة على مدار الساعة، تصوير، رصد، تمويه، استخدام سيارات تحمل لوحات صفراء، عناصر امن في الزي المدني، لم يتم الاضطرار لاستخدام السلاح او اي شكل من اشكال القوة. بأختصار عملية يمكن تدريسها في الاكاديميات و المعاهد العالمية. المشكلة ايها السادة، ان كل هذا الجهد في التخطيط و التنفيذ كان يمكن الاستغناء عنه بمكالمة تلفونية من اي شرطي صغير في الاستخبارات او اي جهاز امني يطالب حازم التتر ( بالحضور لطرفنا فورا) او الحديث مع احد نواب التشريعي الذي يدير مكتبهم حازم و يبلغوهم ان هناك ضرورة امنية تستوجب حضورة او استدعائة او حتى اعتقاله.لماذا اذًاً تم اعتقال الشاب بهذه الطريقة الدراماتيكية من خلال استخدام سيارات مدنية تحمل لوحات اسرائيلية و بزي مدي على الرغم من انه لم يكن مطلوبا او مسلحا او متخفيا او في طريقة لتنفيذ عملية ارهابية ؟ كيف لهذا الشاب الذي كان من ابرز نشطاء كتائب شهداء الاقصى خلال الانتفاضة الثانية و نجا من الموت و الاعتقال من قبل القوات الخاصة الاسرائيلية اكثر من مره و محكوم عليه غيابيا بالاعدام من قبل حماس لانه دافع عن سلطة الرئيس عباس ان يعتقل بهذه الطريقة التي تستخدم فقط من قبل جيش الاحتلال او تستخدم فقط بحق اعداء الوطن و الخونة و الارهابيين و الخارجين عن القانون؟. كيف له ان يعرف ان السيارات التي تحمل لوحات صفراء و مسلحين بلباس مدني هم ليسوا ممن يبحثون عنه لتصفيته؟ هل هذه هي نهاية ابناء فتح الذين قاوموا الاحتلال و دافعوا عن الكرسي الذي يجلس عليه الرئيس عباس ان يُجرجروا في سوق رام الله على مشهد و مسمع الناس و بأيدي اخوتهم و زملائهم من ابناء الاستخبارات و الاجهزة الامنيىة الاخرى؟. هل تعرفون ايها السادة لماذا تم اعتقاله بهذه الطريقة؟ لان هناك من يوهم الرئيس عباس ان حازم و اشكاله من الغزازوة "الوافدين" هم الخطر الحقيقي على سلطته، و انهم يخططون و يتآمرون عليه ليل نهار. تماما كما اوهموا الرئيس ( او هو اراد ان يصدق) ان الغزازوة في الضفة يشكلون مجموعات مسلحة و خلايا نائمة و يشترون السلاح لعمل انقلاب على الشرعية الذين اصبحوا خارجها. في ذلك الحين اعتقلت الاجهزة الامنية حوالي ثلاثين من ابناء فتح ، و تم التحقيق معهم بناء على معلومات كاذبة و تقارير مزورة من قبل بعض اباطرة الامن الذين لهم مصلحة في اشعال النار، و بعد اعتقال و تحقيق استمر اسابيع و الاعتداء على كرامتهم و انسانيتهم و اغتيال معنوياتهم و منهم من تم تعذيبه جسديا، بعد كل هذا، اتضح انها كذبة كبيرة، حيث لم يبق شخص واحد معتقل و لم يعثروا على سلاح و لم يفككوا خلايا صاحية او نايمة و لم تقدم لائحة اتهام لاحد، و كان الهدف من ذلك هو توفير الاجواء لفصل دحلان من حركة فتح؟. مع ذلك لم يعتذر لهم احدا، و لم يتم تشكيل لجنة تحقيق مع اولئك الذين قدموا تقارير اتضح فيما بعد انها كاذبة و تسببوا في ايذاء الناس، كما يحصل في الدول و الانظمة المحترمة. ما حصل مع التتر هو استمرار لهذة المحاولات التي ما زالت متواصلة و بكل اصرار على ان هناك عصابات و مجموعات تريد ان تخرب البلد .الذي يؤلم انه و على الرغم مما يحدث من تنكيل و بأشكال مختلفة بأبناء غزة في رام الله الا ان هناك حالة من الصمت و البلادة التي لا تفسير لها سوى ان هؤلاء لا مكان لهم بيننا، و ان لا حقوق لهم لدينا و ان كرامتهم منقوصة ليست ككرامتنا و ان عليهم ان يرحلوا عنا لكي لا يعكروا صفو حياتنا. لا نلوم النائب العام او رئيس المحكمة الحركية او اعضاء الثوري و المركزية،لان هذه قضايا صغيرة لا تستحق الوقوف عندها مقارنة بما لديهم من مهمات جسام، و لا لوم على رؤساء الكتل البرلمانية و منظمات حقوق الانسان حيث جزء كبير منهم يعتبر ان ما يحدث هو ( لحم كلاب في مُلخية).اللوم فقط على اخوتنا و زملائنا الذين تقاسمنا معهم ظلمة الزنازين و هراوة السجان و صحن الزربيحة. اللوم على من امضينا معهم سنوات عمرنا و زهرة شبابنا في عسقلان و نفحة و السبع و شطة و الدامون . يا حيفszaida212@yahoo.com