سعادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: غزة العزة المتمردة على سوط الجلاد لا ترحب بكم . غزة الكف الذي انتصر على مخرز العدو المدجج بكل أنواع الأسلحة الفولاذية والسياسية الظالمة لا ترحب بكم. غزة المحاصرة بعجزكم وصمتكم بل وتآمركم على شعبها لا ترحب بكم. يا سيد كي مون: غزة غنية ثرية بتنوعها وبقواها السياسية والمجتمعية وممثلي عوائل الأسرى والشهداء واللاجئين، وبأحزابها وفصائلها، وعليكم احترام هذا الثراء وهذا التنوع. واحترامكم لهذا التنوع الذي تنعم به غزة يلزمكم بضرورة الإطلاع على الأوضاع على حقيقتها وعلى الظروف الإنسانية في قطاع غزة، وما ألحقه الاحتلال من دمار شامل للقطاع في ظل تواطؤكم المفضوح. سيد كي مون: إن شعبنا في الضفة المحتلة يعاني احتلال صهيونيا ظالما في مختلف مجالات حياته، فلا يغرنكم وجود حكومة مختطفة في المقاطعة لا يحق لها التحرك إلا بتصريح من الاحتلال. يا سيد كي مون: إن قدسنا المحتلة وعاصمتنا الأبدية تعاني تهجيرا مفضوحاً لسكانها وملاحقةً واعتقالاً لمناضليها وإبعاداً ونفياً لرجالاتها فأين قوانين منظمتكم الدولية من كل هذه الانتهاكات..!! يا سيد كي مون: إن رفضكم مقابلة ممثلين عن كل هؤلاء يعني أنكم لستم على قدر مسؤولياتكم أولا، ولستم على مستوى ما تتمتع به غزة من موقع متقدم في التنوع والحرية والصبر والصمود ثانيا، وأن زيارتكم لا تعدو عن كونها زيارة شكلية وأنها لذر الرماد في العيون ثالثا، وأنها تثبت نظرية استنكاف الأمم المتحدة عن القيام بدورها الذي يفرضه عليها ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها في إنهاء الاحتلال والعدوان كونه السبب المباشر في معاناة شعب الفلسطيني منذ النكبة حتى الآن رابعا. سيد كيمون: لماذا لا تعتبر زيارتكم لوطننا المحتل فرصة لتصحيح موقفكم وتعديل مساركم والتكفير عن خطاياكم، وأن اللقاء مع ممثلين عن مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني بتنوعه وثرائه سيعطيكم فرصة لا تعوض للإطلاع وبشكل مباشر على الأوضاع السياسية وعلى معاناة أهلنا في غزة والضفة والقدس في ظل استمرار الاحتلال والعدوان والحصار ومؤامرة التجويع والإبعاد، فرصة لتصحيح أخطائكم ولتعويض الحرمان الذي سببتموه لشعبنا . ومن هنا نوجه نداءاً وطنيا باسم أبناء شعبنا الفلسطيني كافة لجميع الشخصيات في كل من غزة والضفة التي وجهت لها دعوات من مكتب اليونسكو لمقابلة كي مون والحديث إليه أن لا تلبي هذه الدعوة، وذلك نظرا لأن هذه الدعوات لم تراعي التوزيع الجغرافي والقطاعي أولا، وان القطاعات التي وجهت لها الدعوات لمقابلة كي مون لا تمثل اللاجئين ولا ذوي الأسرى وضحايا جرائم الاحتلال ولا ممثلي قطاعات المجتمع المدني بشكل نزيه ثانيا، ولن تراعي وجود حكومة شرعية محترمة في غزة ثالثا. وعليه نقول لشعبنا إن زيارة كي مون لا تعدو عن كونها خطوة غير جادة لجهة الإطلاع الدقيق و الحقيقي على معاناة شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء. بدليل تعمد كي مون تجاهل القطاعات المختلفة لشعبنا خاصة لجان اللاجئين وذوي الأسرى ومتضرري الحصار بشكل مباشر، فضلا عن تجاهله للحكومة في غزة، وكأن غزة قطعة نائية في غابة لا نظام فيها ولا قانون، الأمر الذي يعكس إمعان الأمم المتحدة في تجاهل حقوق ومعاناة شعبنا. بناء على ما سبق، فإننا ندعو الحكومة في غزة كما في رام الله وممثلي مجتمعنا المدني بكافة قطاعاته بإعادة النظر في تسهيل هذه الزيارة لأراضينا المحتلة، فان لم يتح لنا منعه من الزيارة فعلى الأقل فلتفرض عليه المقاطعة من كافة قطاعات شعبنا المختلفة التي تمثل المجتمع الفلسطيني لاجبارة على الرضوخ لمطالب شعبنا في عقد لقاءات تعكس حقيقة الأوضاع والمعاناة والحصار وحرب التجويع والإبادة والتهجير التي يعيشها شعبنا. سيد كي مون أنت بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تكون كي مون سيد منظمة الأمم المتحدة التي ترعى القانون الدولي الذي ما كان إلا لإغاثة وإنصاف المظلومين في الأرض، وإما أن تكون (بيكمون) مجرد لعبة يتلهى به الأطفال في أقات فراغهم، فاختر لنفسك. صحفي وباحث سياسي