لم يكن قرار فصل الاخ المناضل و القائد سمير المشهراوي يوم امس من قبل اللجنة المركزية لحركة فتح مفاجئا لاحد ، و لا اريد ان ادخل في شرعية و اخلاقية و نظامية هذا القرار.حيث سبق ذلك حملة تشوية مكثفة في محاولة لتهيئة الاجواء اولا و لمسح تاريخ الرجل النضالي الطويل الذي تتلمذ على يدية الالاف من ابناء فتح وشكل نموذجا كفاحيا يفتخر به كل فتحاوي غيور .الرئيس ابو مازن الى ان اختلف مع الدحلان كان يعتبر المشهرواي من اقرب المقربين له، كان كاتم اسرارة في الكثير من القضايا و الملفات. في انتخابات 2006 كنت شاهدا كيف ضغط الرئيس عباس على المشهراوي لكي يرشح نفسه عن دائرة غزة باعتبارة شخصية فتحاوية شريفة نظيفة لا خلاف عليها او حولها. في اكثر من مرة عرض عليه ان يكون وزيرا او سفيرا و الرجل رفض مما جعله يكبر اكثر في نظر الرئيس و نظر زملائة.لم يرغب الاخ سمير ان يكون عضوا في المجلس الثوري او حتى في اللجنة المركزية و لكن الرئيس اصر على اضافتة لعضوية المجلس الثوري حيث لم يحضر اي جلسة من جلساته بعكس قناعتنا جميعا.و لان سمير لا يبيع اصدقائة على اول مفترق، و لشعوره بالظلم الذي تعرض له دحلان و مازال ، كانت مسألة وقت ان يتم التعامل معه بشكل مختلف عما تعامل معه الرئيس في السابق.سمير القائد و المناضل و البطل و النموذج الفتحاوي الذي يحتذى به و الذي كان احد العناوين البارزة لحركة فتح خلال الانتفاضتين الاولى والثانية. سمير الذي كان بالنسبة للرئيس مصدر فخر واعتزاز ونموذج للقائد الفتحاوي الذي لا يبحث عن موقع و لم يطلب يوما شيئا لنفسه كما يفعل الكثيرون اصبح في ليلة وضحاها من المتآمرين و الفاسقين و المتساوقين مع الاحتلال في حملتهم ضد الرئيس و احد رموز الهاربين من المعركة و سارق الملايين من اموال الشعب و قاتل و زعيم عصابة... الخ من التهم التي لا تستوجب الفصل من الحركة فقط بل الاعدام شنقا او رميا بالرصاص .كل عاقل يسأل نفسة ومن حوله كيف يمكن فهم ما يحدث لحركة فتح و ابنائها الذين حملوا على عاتقهم اعباء مرحلة من اصعب المراحل التي عاشتها الحركة؟ كيف يمكن فهم موقف مفوضية التعبئة و التنظيم لحركة فتح وهي تصف ابنائها و قياداتها بالتآمر على الرئيس و التساوق مع الاحتلال و بالمارقين و المرتزقة و زعماء عصابات و قتلة و سارقين لاموال الشعب؟ كيف يحدث هذا الانقلاب في التعامل مع نفس الشخص و نفس المجموعة بهذه البساطة و بهذه السهولة؟ اين اخلاق فتح التي عرفناها من خلال الرئيس عرفات؟ .الناطقون بأسم حركة فتح الذي اتفهم موقفهم الحساس يتهمون اخوتهم بالتآمر على الرئيس عباس كما تآمروا على الرئيس عرفات، و يصفونهم بالهاربين وترك ابناء فتح في غزة لمواجهة مصيرهم. نفس العبارات و المصطلحات التي استخدمها اعلام حماس و ناطقيه الاعلاميين بحق قيادات فتح تستخدم اليوم من قبل قيادات فتح و ناطقيها بحق اخوتهم دون حتى الاستئذان من حماس حفاظا على حقوق الطبع و النشر.هل تعلم مفوضية التعبئة و التنظيم و الاخوة الناطقين ان الرئيس عباس قد عانى هو نفسه من هذه التهم عندما اتهمة الرئيس ابو عمار رحمة الله بالتآمر علية قبل وصفه بكرزاي فلسطين؟ حيث اعتبر الرئيس ابو عمار في حينه ان هناك مؤامرة على الشرعية و الوطنية الفلسطينية من خلال تقليص صلاحيات الرئيس؟ و هل تعلمون ايها السادة ان الرئيس ابو عمار كان يتخذ موقفا من كل مسؤول فلسطيني يزور او يلتقي بابي مازن و يعتبره شريك في المؤامرة؟وهل تعلمون ايها السادة ان من وقف مع الرئيس عرفات ضد ابا مازن هم نفس الاشخاص الذين يقفون اليوم مع ابي مازن في معركتة ضد دحلان ومن حوله؟ و ان الدحلان و من حولة هم الذين انصفوا الرئيس عباس و لم يتساوقوا مع الاتهامات التي وجهت له في التآمر على الرئيس عرفات؟. مع ذلك لم يجند الرئيس ابو عمار اللجنة المركزية و لم يستخدم صلاحياته، وهو كان قادرا على ذلك، في فصل الرئيس ابو مازن او اي ممن اعتبرهم متآمرين عليه. هل تعرفون لماذا؟ لان الرئيس ابو عمار رحمة الله كان لديه ضوابط اخلاقية تمنعه من استخدام كل ما يملك من صلاحيات ؟ النظام و القانون بالنسبة له هو لخدمة الحركة ووحدتها وحماية ابنائها وليس سيفا مسلطا على رقابهم. اما قصة الهاربين من معركة غزة، هل احدا منكم يعرف كم عضو لجنة مركزية كان في غزة ليس فقط عشية سقوطها بل قبل ذلك بأشهر كثيرة ؟ هل تعرفون منذ متى لم يكن الرئيس في غزة و هو القائد الاعلى للقوات؟ ان لم تخني الذاكرة كان آخر مرة قبل ثلاثة شهور من سقوطها و لمدة يومين فقط. بقية اعضاء القيادة اما ترك غزة قبل شهور و اما كان جالسا في بيته مثله مثل اي مواطن عادي.الخلاصة ايها السادة الكرام انت مناضل محترم و شريف ونموذج يحتذى به طالما لا تقول لا. انت في امان لا خوف عليك او على راتبك او طردك من موقعك او فتح قضية لك لدى النائب العام بتهمة الفساد او القتل او الخيانة العظمى طالما انت ملتزم الصمت. وحتى لو كنت متهم بشيئ و لك ملف جاهز لدى النائب العام ستكون في امان. اما اذا اعترضت او انتقدت او عبرت عن استيائك من موقف ما او سلوك ما ، خاصة في امر يتعلق بالرئيس على الفور ستصبح متآمر و مارق و متساوق مع الاحتلال و سارق و فاسق و قاتل تستحق الاعدام.لدينا قيادة موديل 2012 تعمل وفق نظام الستينات و السبعينات التي تعتقد ان معزوفة الخيانة و التآمر في اتهام المعارضين هي العلاج الشافي لكل المصائب، هذه القيادة لم تغير بعد الدسك و لم تستوعب ان استغلال الصلاحيات و القوة و الافتراء لا يغتفر له بالتقادم و ان ما حدث و يحدث من حولنا من انتفاضات في وجه ظلم الحكام و الانظمة يجب ان يستفاد منه.كلمة اخيرة اختتم بها هذه السطور للسيد الرئيس ، نحن معك في معركتك ضد الاحتلال ومن اجل الحرية و الاستقلال، نحن معك من اجل وحدة فتح و الحفاظ على كوادرها وحماية ابنائها، نحن معك من اجل المصالحة و انهاء الانقسام، ولكن و اقولها بكل صراحة لن ترهبنا قرارات ظالمة او اتهامات باطلة و سنبقى نصرخ ما استطعنا في وجه الظلم و التسلط و لن نخشى قول كلمة الحق رغم ادراكنا المسبق انك تستطيع ان تفعل كل شيئ او اي شيئ. szaida212@yahoo.com