خبر : دعما لجهود المصالحة : على القاهرة أن تعجل بقدوم وفدها للضفة والقطاع بدلا من التأجيل..بلال جادالله

الأحد 29 يناير 2012 12:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعما لجهود المصالحة : على القاهرة أن تعجل بقدوم وفدها للضفة والقطاع  بدلا من التأجيل..بلال جادالله



حقق إعلان القاهرة إيفاد وفداً أمنيا مصرياً رفيع المستوى إلى الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل متابعة البدء بتنفيذ اتفاق المصالحة على ارض الواقع ،حالة من التفاؤل والارتياح الحذر لدى المواطن الفلسطيني في الضفة والقطاع على حد سواء ،ايماناً منه بانه سيعمل على حل ومتابعة القضايا العالقة بين حركتي فتح وحماس وسيشرف على  لجان المصالحة المختلفة في شقي الوطن من اجل تفكيك وإزالة العقبات. هذه الحالة من التفاؤل الحذر لدى المواطن الفلسطيني ، الذي بات منهكا بكثرة أخبار المصالحة التي سمع عنها بالإعلام ولم يرى لها تطبيقا على الأرض  نبعت من الشعور بان زيارة الوفد تعبر عن توجه مصري جديد يهدف لأخذ دور أكثر فعالية من أجل تحقيق المصالحة التي أصبحت حلم يراود كل فلسطيني . إلا أن حالة الإحباط والملل الذي لا يفارق الفلسطينيين في متابعتهم لملف المصالحة سرعان ما عادت من جديد اليهم بعد أيام قليلة وفور توارد الأخبار من  القاهرة عن إرجاء زيارة الوفد المصري إلى الضفة والقطاع ، مرسخة بذلك قناعة بعض الفلسطينيين بان الانقسام اخذ بالتجذر يوما بعد بوم على ارض الواقع وان المصالحة ومع مرور الزمن ستصبح حلم صعب المنال . المصريون يقولون إن مصر لديها التزاما تاريخيا وأدبيا لن يتوقف تجاه القضية الفلسطينية ، لكنهم يؤكدون في ذات اللحظة أن مصر لن تسمح لنفسها بتكرار ما يوصف بالدور السلبي لرجل الإطفاء ، من اجل إعادة الفشل وما يترتب عليه من نتائج ، لأن مكانة مصر الحالية وظروفها المختلفة لن تقبل بأي فشل في هذا المجال وخاصة في هذه المرحلة الحرجة ، فضلا عن الرغبة في عدم التغطية على  النجاحات المتتالية التي حققتها مصر في العام المنصرم والتي كان من أبرزها انجاز الملف الأكثر تعقيدا وهو ملف صفقة التبادل . ورغم تفهم الأسباب التي حالت دون وصول الوفد الأمني المصري وتبريرات مصر ، و رغم تيقننا من صعوبة وتعقيدات ملف المصالحة  والتخوف من الآثار والنتائج السلبية من قبل القاهرة،  إلا انه على الراعي المصري النظر للنتائج الايجابية التي سيحققها وجود الوفد المصري على الأرض ، وان يعطيها اهتمام اكبر مما يُعطى للتخوف من الدور السلبي وذلك بان أن يكون القرار ورغم كل التخوفات مختلفا تماما عن ما أُعلن بالإسراع والتعجيل في إيفاد الوفد المصري إلى الضفة والقطاع بدل من التأجيل لعدم إفساح المجال بأن تسيطر العقبات والخلافات العالقة على الجو العام للمصالحة ، فضلا عن أن هذه الزيارة ستعطي دعما نفسيا ومعنويا للمواطن الفلسطيني وستفرض أجواء جديدة تتسم بروح المصالحة  وستدعم اللجان في الوصول لحل للخلافات وستمثل دورا رقابيا مهما لا يمكن لأحد إن يواجهه ،و التأكد عن كثب من صدقية النوايا الهادفة لإنجاح المصالحة أو النوايا المضادة  ، لذا فان على القاهرة أن تعجل بقدوم وفدها للضفة والقطاع  بدلا من التأجيل وذلك من اجل دعم المصالحة .