خبر : هل كان مروان البرغوثي في طريقة الى عمان؟..د. سفيان ابو زايدة

السبت 28 يناير 2012 11:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل كان مروان البرغوثي في طريقة الى عمان؟..د. سفيان ابو زايدة



في خبر عاجل نشره التلفزيون الاسرائيلي الحكومي الاسبوع الماضي أفاد أن الاسير القائد مروان البرغوثي في طريقة الى عمان. بشكل عاجل ايضا اتضح ان الخبر عاري عن الصحة، و الصحيح ان القائد البرغوثي قد تم اخراجة من السجن الى المحكمة لمحاولة انتزاع شهادة ضد السلطة الوطنية قبل ان يتم اعادتة للعزل الانفرادي لعدم التزامة الصمت و ادلائة بتصريحات صحفية ضد الاحتلال و تأكيدا على اهمية المصالحة الوطنية. بشكل شخصي وعند سماع الخبر لم استبعد امكانية حدوثة وفقا للظروف السياسية و الاقليمية.ما تبادر للذهن هو ان تجربة اطلاق سراح الشيخ احمد ياسين في العام 1997 و من خلال الاردن و عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء في اسرائيل قد تتكرر مع الاسير القائد مروان البرغوثي. تذكيرا لما حدث في ذلك الحين، بعد فشل محاولة اغتيال السيد خالد مشعل في عمان على ايدي رجال الموساد الذين تم اعتقالهم على ايدي السلطات الاردنية ، كان هناك شرطان للخروج من هذه الورطة، الاول ان ترسل اسرائيل و بشكل عاجل المصل الذي يبطل مفعول السُم من اجل انقاذ خالد مشعل الذي كان في حالة خطر حقيقي، و الشرط الثاني ان تُقدم اسرائيل على خطوة  تعوض الاردن امتهان كرامته و سيادته و من اجل تسهيل اطلاق سراح رجال الموساد المتورطين في العملية . الخطوة الامثل كانت في اطلاق سراح الشيخ احمد ياسين، حيث تم نقله الى الاردن و من هناك وصل الى بيته في غزة.كما هو الحال الان مع القائد مروان البرغوثي، اسرائيل رفضت اطلاق سراح الشيخ ياسين كجزء من المفاوضات السياسية  او كجزء من خطوات بناء الثقة رغم المطالبة الدؤوبة من قبل السلطة في ذلك الحين، سيما ان الشيخ ياسين كان مريضا جدا . اطلق سراحة كجزء من عملية ارضاء للاردن بعد انتهاك سيادتها و ليس ارضاءً للسلطة الفلسطينية.في حالة القائد مروان، رفضت اسرائيل اطلاق سراحة  سواء  كجزء من استحقاقات عملية السلام او حتى كجزء من صفقة شاليط. المفاوضات "الاستكشافية" التي تجري في الاردن و التي هي بالدرجة الاساسية " استرضائية"، كل الاطراف التي لها علاقة بها تعرف انها "عبثية" و على الرغم من ذلك تم الموافقة على استئنافها من قبل الجانب الفلسطيني دون ان يتم حتى محاولة اقناع الشعب الفلسطيني لماذا يتم ذلك دون التمسك بالثلاث مبادئ الاساسية التي على اساسها  رفض الجانب الفلسطيني الجلوس مع الجانب الاسرائيلي و التي على اثرها قرر الرئيس ابو مازن الذهاب الى خيار الامم المتحدة و هي وقف الاستيطان و حدود 67 و الفترة الزمنية المحددة.الاردن الذي يحرص على عدم فشل هذه المحاولة في مراحلها الاولى ادرك ان ليس بالامكان الزام اسرائيل بوقف الاستيطان او التقيد بفترة زمنية و بالتالي من المنطقي ان تكون هناك محاولات لتشجيع الطرف الفلسطيني لمواصلة هذه المفاوضات وبغض النظر عن مُسماها. قضية المعتقلين، وخاصة الاسرى القدامى شكلت احدى الحوافز التشجيعية، و لكن حتى هذا الامر لم يستطع احد ان يخلصة من نتنياهو و حكومته الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل.لذلك لم يكن مستبعدا ان يكون الاردن قد طالب و ما زال باطلاق سراح القائد مروان البرغوثي على الاقل كخطوة تشجيعية للسلطة و لتعزيز موقف الاردن الضاغط لاستمرار المفاوضات.هذا الموقف الاردني نابع من الادراك ، و من خلال الاطلاع على تفاصيل الحياة اليومية والسياسية الفلسطينية لما يتمتع به القائد البرغوثي من مكانة  في اوساط الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل موقف الرئيس عباس واصرارة بعدم ترشيح نفسة للانتخابات المقبلة.الاردن مُطلع على استطلاعات الرأي التي تجريها المؤسسات الفلسطينية و الدولية المتخصصة و التي جميعها تشير على مدى شعبية الاسير القائد مروان البرغوثي و التي تتفوق على شعبية اي مسؤول فلسطيني. آخر هذه الاستطلاعات اجراه المركز الفلسطيني للدراسات البحثية و المسحية في منتصف شهر ديسمبر الماضي و الذي يشير الى ان القائد البرغوثي يتمتع بشعبية تتفوق على اي مرشح سواء كان من حماس او من فتح.احد الاسئلة كانت في حال اصرار الرئيس عباس على عدم الترشح لرئاسة السلطة من تُرشح من بين قيادات فتح؟ القائد البرغوثي حصل 54% من الاصوات، اقرب واحد له من زملائة في اللجنة المركزية حصل على 7% فقط و البقية حصلوا على نسبة تتراوح ما بين 3 الى 2%. و في سؤال آخر اذا ما ترشح مروان مقابل ابو العبد هنية لانتخابات الرئاسة فأن مروان سيحصل على 64% مقابل 37% لابي العبد هنية.ليس من المستغرب ان تصر اسرائيل على عدم اطلاق سراحة لانها تفعل كل ما تستطيع من اجل اضعاف حركة فتح ، و ليس من المستغرب ان يناقش برلمانيون اجانب البحث عن السبل و الوسائل للضغط على اسرائيل من اجل اطلاق سراح مروان لادراكهم للدور المهم الذي يمكن ان يلعبة فلسطينيا و اقليميا ودوليا، و من الطبيعي جدا ان يتمتع بهذه الشعبية على الصعيد الفلسطيني و العربي ليس فقط لانه يدفع ثمنا شخصيا غاليا جدا من خلال استمرار مكوثة في الاسر، بل لانه حمل على اكتافة مرحلة الانتفاضة الثانية بكل ما فيها من مخاطر.الامر الغير طبيعي هو ان مقابل كل هذا الوفاء الشعبي و العربي ووفاء  قواعد حركة فتح ، وخاصة شبيبتها و حركتها الطلابية يوجد من القيادات الفلسطينية من يتحسس حتى من ذكر اسمه او رفع صورته في احتفال او مناسبة وطنية او فتحاوية.اي حركة او حزب يريد ان يحافظ على شعبيتة و استمراريتة يبحث له عن فرسان تتمتع بشعبية جماهيرية و ان لم يجدها يعمل على صناعتها، فقط القيادات و الاحزاب و الحركات التي قررت ان تقضي على مستقبلها هي التي تخجل وتتحسس و يرتفع ضغطها عندما تسمع اسم قائد بحجم مروان البرغوثي. على اية حال، مروان حاضرا في كل تفاصيل الحياة السياسية الفلسطينية و لن يستطيع السجان و الاحتلال من تغييبة، و مروان سيكون حاضرا بقوة عندما تأخذ حركة فتح على محمل الجد تقديم مرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة.كل انسان عاقل في حركة فتح و في الشعب الفسطيني ليس فقط لا يستطيع ان يتجاهل ما يتمتع به مروان من شعبية، بل يجب استثمار هذه الشعبية من اجل تحقيق الانتصار. اي قائد في مكانة مروان سيكون سعيدا ان يضع نفسة تحت تصرف الحركة و سنكون له من الشاكرين.szaida212@yahoo.com