لم يكن استهداف نواب المجلس التشريعي وعلى رأسه رأس الشرعية الفلسطينية د. عزيز دويك، هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير، حيث أن استهداف نواب حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، هو ليس استهداف لشرعية حركة حماس فقط بل هو استهداف مباشر لخيار الشعب، هو استهداف لصناديق الاقتراع، هو استهداف للديمقراطية الفلسطينية لأنها لن تلد ما يريده العدو المحتل. ناهيك عن ان استهداف نواب الشرعية هو استهداف المصالحة التي على المجلس التشريعي المصادقة على مخرجاتها وتعديل من يلزم من قوانين لتسهيل عبورها مستنقع العقبات الآسن. كما أن استئناف استهداف نواب الشرعية الفلسطينية يأتي لحسابات حزبية داخلية ومنها سعي نتنياهو لإرضاء المتطرفين داخل حزبه، وخارج هذا الحزب، والانتقال بعد ذلك الى تبكير الانتخابات العامة للفوز بولاية ثانية. كما يمكن أن نقول هذه الخطوات تأتي أيضا في اطار الضغوط الممارسة على حماس والرسائل المتعاقبة التي تصدرها تباعا القيادة الصهيونية، للتدخل بهذه الخطوات في أية برامج ومواقف سياسية وتحولات قد تصدر عن حركة حماس، استنادا الى الأوضاع والتطورات في المنطقة. ما سبق هو استعراض لأهداف العدو باستهداف نواب الشرعية الفلسطينية ونواب حركة حماس والخيار الديمقراطي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل ما زلنا حركة مقاومة؟ اذا كنا كذلك فمن الطبيعي ان يواصل العدو استهدافنا واستهداف شعبنا ونوابنا ويستثني من هذا الاستهداف النواب الآخرين الذين اتخذوا من الانبطاح منهجا وسبيلا. هل ما زلنا نرغب بتحقيق اهدافنا في تثبيت منهج المقاومة لانتزاع الحقوق؟ اذا كان الأمر كذلك فعلينا كحركة مقاومة وكشعب مرابط مجاهد ومقاوم ان نعمل على قلب المعادلة. والسؤال كيف...؟ اذا كانوا يستهدفون نواب الشعب الفلسطيني فلماذا لا نستهدف نواب العدو على قاعدة الرد بالمثل..؟ لماذا لا يتم التواصل مع كل احباب ومناصري بل وقواعد الشعب الفلسطيني في مختلف بقاع العالم للعمل على استهداف نواب العدو.؟ وليس للاستهداف معنى واحد بدءا من الاستهداف الجسدي مرورا بالاستهداف المعنوي وربما ليس انتهاءً باستهداف شرعية وجودهم في ساحات العالم عبر وصمهم بالارهاب في كل مكان يحلون فيه باستخدام كافة الوسائل والسبل. لماذا لا يتم البدء بحملة اعلامية تتعاون فيها معنا كل وسائل الاعلام المناصرة لقضيتنا في مختلف بقاع العالم لرفع الغطاء والشرعية عن نواب العدو ووصمهم بالارهاب والعمل على طردهم وملاحقتهم في كل مكان..؟ لماذا لا تعمل الاتحادات البرلمانية العربية والاسلامية بل والدولية على عزل نواب العدو في مختلف المحاكم الدولية على اعتبار انهم نواب كيان مارق ومتنكر لمختلف القوانين والشرائع الدولية...؟؟ قد يقول قائل كيف نطالب العالم بالوقوف معنا ومع قضايانا العادلة ومع نواب الشعب الفلسطيني المنتخبين، ونحن كفلسطينيين لا نقف مع أنفسنا..!! كيف نطالب العالم بمناصرتنا ونواب فصائل منظمة التحرير وغيرهم لا يجرؤون على حضور جلسة للمجلس التشريعي لادانة استهداف النواب وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي..؟ كيف نطالب العالم بالتصدي لمخططات العدو ورئيس السلطة الفلسطينية يرفض بل ويصر على استمرار تعطيل المجلس التشريعي ولا يسمح للنواب ولا لرئيس المجلس التشريعي بدخوله..؟ ورغم ذلك يحلوا للبعض التحدث عن المصالحة وعن سير عجلتها باتجاه توحيد الوطن ومؤسساته الشرعية، فهل في ظل كل ما سبق من ممارسات نواب فتح ورئيس مقاطعة رام الله يمكن ان تتحقق المصالحة بشكل جدي..!! لذا على مقاومتنا الباسلة ان تعمل على قلب الطاولة في وجه العدو وأنصاره وفي وجه المتخاذلين المنبطحين من ابناء جلدتنا، وان تفكر مقاومتنا في وسائل ابداعية أخرى للانتصار لخيار شعبنا وصوته المختطف ونوابه المغيبون خلف قضبان العدو المحتل. صحفي وباحث سياسي