خبر : تواريخ حاسمة ... بقلم : د.ذوالفقار سويرجو

الجمعة 20 يناير 2012 06:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
تواريخ حاسمة  ... بقلم : د.ذوالفقار سويرجو



لقد استطاع الرئيس في الأشهر الماضية أن يجمع من عناصر القوة لتدعيم وجهته السياسية بشكل يثير الإعجاب والاستهجان في نفس الوقت ..حيث انه رتب البيت الفتحاوي  بما يخدم إزاحة كل الخصوم  من طريقه وتثبيت الموالين لسياسته في مواقع متقدمة في فتح والسلطة ومن ثم استدار لجهة الكل الفلسطيني فابهر الجميع بخطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة ..فسارع الجميع لتوفير الدعم لهذه الوجهة الجديدة والتي اعتقد البعض أنها بديل المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وتحويل الملف الفلسطيني إلى الأمم المتحدة متحديا الإرادة الأمريكية والإسرائيلية ولهذا أوقفت الجبهة الشعبية تعليق عضويتها في اللجنة التنفيذية وكال الأستاذ خالد مشعل المديح للرئيس وموقفه المشرف .  وبناء على ذلك فتح الرئيس ملف المصالحة على مصراعيه لكي يجلب حماس إلى مربعه السياسي بهدف تدعيم شرعيته أمام العالم وإسرائيل ولكنه في نفس الوقت كان نظره الشذر في اتجاه المفاوضات وعودتها ..واضعا نفس الشروط : وقف الاستيطان ومرجعية المفاوضات دولة على حدود 67وطالب الرباعية بالوقوف أمام مسؤولياتها وحتى لا يدع للرباعية الفرصة بأن تعيد ذرائعها القديمة فيما يتعلق بعضوية حماس في حكومة قادمة سارع إلى الاتفاق مع الأخيرة على دخول م ت ف حتى يسهل تسويق حماس أمام الرباعية . .وهنا يظهر السؤال كيف يكون ذلك ؟؟ أولا : الشرط الأول للرباعية هو اعتراف حماس بإسرائيل... ودخولها م ت ف المعترفة بإسرائيل سيكون مخرجا ذكيا من هذا الشرط ..  أما ثانيا :  الاعتراف بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل ...فتم الإيعاز لحركة الإخوان المسلمين في مصر للتأكيد على التزامها بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل ... وقد فعلت وبما أن حماس تؤكد دائما أنها فرغ للإخوان في فلسطين بهذا يتم تجاوز الشرط الثاني..  أما ثالثا :  فهو نبذ المقاومة أو الإرهاب حسب الرباعية ..فقد أعلن خالد مشعل عن التزام حماس بالمقاومة السلمية كنهج جديد في مقاومة الاحتلال بهذا تكون حماس قد لبت شروط الرباعية ..    وعليه وضع الرئيس ثلاث تواريخ حاسمة لكي يحدد الوجهة السياسية القادمة للسلطة والمنظمة أولها 26 يناير وهي انتهاء الجولات الاستكشافية كما سماها واجتماع الرباعية المطالبة بأجوبة حاسمة للتساؤلات الفلسطينية حول جدوى استمرار المفاوضات  وهذا التاريخ سيكون مفصلا جادا لتحديد مستقبل المنطقة حيث سيحمل الرئيس تلك الإجابات للجامعة العربية يوم 29 يناير ليضع العرب أمام مسؤولياتهم وتحذيرهم من خطورة الخطوات القادمة على العملية السلمية برمتها وما سيتبع ذلك من تدهور للوضع الأمني في المنطقة .. وهذا مفصل تاريخي سيؤثر بشكل دراماتيكي على مجرى الأمور ..خاصة في ظل الحالة العربية غير المستقرة وسهولة غضب الجماهير التي قد تقلب الطاولة رأسا على عقب ..    وبعد ذلك سيتوجه الرئيس يوم 2 فبراير إلى البيت الفلسطيني لكي يعلن أن سياسة التفاوض لم تأت بشيء والغرب هو شريك حقيقي لإسرائيل وعليه سيكون الجواب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب ما اتفق في القاهرة ( في وثيقة المصالحة ) وعلى الفلسطينيين وضع إستراتيجية جديدة لمواجهة الصلف الإسرائيلي والتخاذل الأمريكي والصمت الأوروبي وهنا سيكون هذا التاريخ بمثابة القشة التي ستقسم ظهر المفاوضات... وستعيدنا إلى أجواء الانتفاضة الثانية وهذا سيدفع الحكومة المتطرفة في إسرائيل للرد بعنف على موقف الرئيس وهذا يعرفه السيد محمود عباس جيدا وعليه قام بتغير مكان إقامة عائلته إلى الأردن تحسبا من الحماقات الإسرائيلية وقد يضطر الرئيس نفسه لتغير مكان إقامته حتى لا يتكرر سيناريو الرئيس الراحل أبو عمار ...    وهذا يعني الآتي : عودة إسرائيل لاحتلال باقي الضفة الغربية  وعودة مسلسل الاغتيالات في قطاع غزة  على نحو كبير ...ومحاولة احتلا ل محور فيلادلفيا جنوب رفح  ..واضطراب الوضع في الأردن بشكل يقلب كل الحسابات وفي نفس الوقت ستحاول إسرائيل السيطرة على أجزاء من سيناء وقد تقوم بخطوة خطيرة اتجاه ضرب المفاعلات النوبية الإيرانية  كخطوة استباقية لضرب حزب الله في الجنوب اللبناني وهذا أكده رئيس اركان جيش الاحتلال بيني غاتس عند حديثه عن إعادة سيناريو 67 وهو هزيمة كل العرب مرة واحدة وإعادة الصراع للمربع الأول وهنا يظهر السؤال هل ستقبل الولايات المتحدة بهذا السيناريو وفي هذا التوقيت ؟؟.   وهنا يجب التأكيد على أن إسرائيل لم تعد منذ سنوات طويلة دولة تابعة بل هي شريك للولايات المتحدة بكل ما تعني كلمة الشراكة وهذا سيجعل الأمور أسهل أمام اليمين الإسرائيلي لفرض سياسة الأمر الواقع على الولايات المتحدة..... من كل ما تقدم قد يسال سائل لماذا اخترت السيناريو السيئ المستند على رد الرباعية السلبي ولم تختر السيناريو الجيد ...وهنا نقول ونؤكد بان كل مراهنات اليمين الفلسطيني على حسن النوايا الأمريكية والإسرائيلية كان مجرد سراب لأنه لا يوجد أي آفاق لأي تسوية سلمية في ظل موازيين القوى الحالية وفي ظل حكومة نتنياهو واحتمالات عودة المحافظين الجدد إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة بسبب سياسة اوباما الفاشلة داخليا وخارجيا ....وعليه سيكون عام 2012 عاما ساخنا جدا  رغم الصقيع الذي نعاني منه حاليا ...........وان غدا لناظره قريب ...!!!