مسألة النووي الايراني ستكون في مركز الزيارة الرسمية الاولى لرئيس الاركان الامريكي، الجنرال مارتين دمباسي الذي يهبط اليوم في اسرائيل. ومع أن الدولتين اقتربتا جدا في فهمهما للتقديرات بشأن السعي الايراني للوصول الى سلاح نووي، يبدو أنهم في اسرائيل سيعرضون موقفا أكثر هجوميا بموجبه ينبغي التشديد الكبير للعقوبات الاقتصادية على ايران مع التأكيد على النفط والبنك المركزي، وبالتوازي الاستعداد ايضا لامكانية الهجوم. التقدير السياسي في القدس يقضي بانه مع أنه مهم مواصلة التقدم في مسار العقوبات الاقتصادية ضد ايران، فلم يتبقَ الكثير من الوقت للتأكد اذا كانت المساعي الدبلوماسية تعطي بالفعل ثمارها واذا كانت العقوبات تنجح في وقف تواصل تطوير البرنامج النووي الايراني. ولهذا تدعي محافل في القدس بانه من المهم ان يكون واضحا بان كل الخيارات لا تزال مفتوحة. وهكذا يرفضون في الساحة السياسية التمييز الجديد الذي يضربه جهاز الامن بين التقدم الايراني نحو تحقيق قدرة نووية وبين القرار لتطوير سلاح نووي. في الساحة السياسية يدعون بان واضح بان ايران تواصل بنشاط البرنامج العسكري وانه لا يهم على الاطلاق اذا كان الايرانيون اتخذوا أم لم يتخذوا قرارا بتطوير سلاح نووي. كما يتضح أيضا من التقديرات السياسية لاسرائيل بانه لا يوجد أي سبيل يمكن للعالم فيه أن يحتوي ايران نووية في النظام الحالي. هذا التقدير يشدد على الحاجة الى تشديد الجهود وصولا الى اسقاط النظام في ايران. التقدير هو أنه في مركز زيارة دمباسي سيكون البرنامج النووي العسكري لايران والخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة حول السبيل لوقفه. وحسب منشورات مختلفة فان اسرائيل تدفع نحو هجوم على المنشآت النووية في ايران وترفض الالتزام بان تبلغ الولايات المتحدة مسبقا بمثل هذا الهجوم. اما الولايات المتحدة من جهتها فتناشد اسرائيل الانتظار للتأكد اذا كانت العقوبات تنجح في وقف ايران دون حاجة الى الهجوم. الخلاف بين الدولتين على طبيعة العمل ارتفع الى نبرات عالية، وحسب "وول ستريت جورنال" كانت المسألة في لب حديث الرئيس الامريكي براك اوباما مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عندما ناشده اوباما الانتظار قبل الهجوم. كما يتبين من التقارير التي وصلت الى اسرائيل بان الادارة الامريكية غاضبة مما تراه كتدخل اسرائيلي في الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة. فالادارة غاضبة من تصريحات لمسؤولين كبار في اسرائيل، بمن فيهم رئيس الوزراء والوزير موشيه بوغي يعلون عن أن العقوبات القائمة غير كافية لوقف ايران. وقال وزير الدفاع ايهود باراك أمس ان اسرائيل لا تزال بعيدة جدا عن الهجوم في ايران. للتوتر الشديد حول الموضوع توجد صلة مباشرة أيضا بالغاء المناورة المشتركة للدولتين والتي كان يفترض أن تبدأ في اسرائيل في شهر ايار. والمحت محافل أمنية بان "هذا ليس الوقت للانشغال بتدريب معقد كهذا". والدليل، رغم التصريحات، لم يتقرر بعد موعد جديد للمناورة والادارة التي عملت في الجيش في الاشهر الاخيرة لتنسيق عناصر التدريب – حلت. هذا الاسبوع التقى غانتس ودمباسي لاول مرة في مؤتمر رؤساء الاركان وقادة جيوش الناتو الذي انعقد في بروكسل. الضيف الامريكي الكبير الذي تسلم مهام منصبه في ايلول العام الماضي، يبدأ زيارته الى اسرائيل في أجواء أقل رسمية حيث سيحل ضيفا مع عقيلته لوليمة عشاء مشتركة بدعوة من رئيس الاركان الفريق بني غانتس وزوجته، رويتال، في مطعم في تل أبيب. وصباح يوم الجمعة، وبعد استعراض حرس الشرف في قاعدة وزارة الدفاع في تل أبيب، سيلتقي رئيس الاركان شخصيا وينضم اليهما لاحقا عدد من جنرالات الجيش الاسرائيلي بينهم رئيس شعبة الاستخبارات أفيف كوخافي، رئيس شعبة التخطيط أمير ايشل وقائد سلاح الجو عيدو نحشوتان. كما أن الناطق بلسان الجيش الامريكي سينضم الى اللقاء وبالتالي فان نظيره الاسرائيلي العميد يوآف فولي مردخاي سيكون بين الحاضرين. وبعد ذلك ينتقل الجنرال دمباسي ونظيره الاسرائيلي الى لقاء عمل مشترك مع وزير الدفاع ايهود باراك. وفي الظهيرة يسافران الى القدس للقاء رئيس الوزراء نتنياهو وحسب الخطة مع الرئيس شمعون بيرس أيضا. الزيارة القصيرة في اسرائيل ستنتهي بجولة مشتركة في مؤسسة "يد واسم" للكارثة والبطولة.