خبر : الرئيس يمنح المحامية الإسرائيلية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز

الأربعاء 18 يناير 2012 07:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس يمنح المحامية الإسرائيلية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز



برلين وكالات منح الرئيس محمود عباس، مساء الثلاثاء، المحامية الإسرائيلية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز. وجاء في المرسوم الرئاسي الذي سلمه إلى المحامية لانغر: رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وبناء على الصلاحيات المخولة لنا، وتحقيقا للمصلحة العامة، رسمنا بما هو آت: مادة (1) منح الأستاذة المحامية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز تقديرا لدورها في الدفاع عن أسرى الحرية الفلسطينيين وكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ونضالها من أجل تحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مادة (2) ينفذ هذا المرسوم اعتبارا من تاريخه ويبلغ من يلزم وينشر في الجريدة الرسمية صدر في رام الله بتاريخ 10/12/2011   وعبرت المحامية لانغر، في كلمتها، عن سعادتها الكبيرة لمنحها الوسام، وقالت:’ أنا سعيدة جدا لتسلمي هذه الجائزة الرائعة والملهمة التي لامست قلبي وأتقبلها مع شكري وتقديري العميقين’. وتابعت:’حاولت قدر المستطاع مساعدة ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، داخل السجون وخارجها، لإظهار حقيقة الاضطهاد الإسرائيلي ولتعزيز السلام والعدل بين الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي’. وأشارت المحامية لانغر إلى أنها عنونت أحد أوائل كتبها في بداية السبعينات بـ’هؤلاء إخوتي’، وهو عن تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وقالت إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت منذ 44 عاما تخترق القوانين والمعاهدات الدولية، والعالم لا يزال يتغاضى عن ذلك. وأكدت أن ’علينا ألا ننسى الجرائم ضد شعب غزة المعروفة باسم الرصاص المصبوب’. وخاطبت السيد الرئيس قائلة: ’أنا سعيدة جدا أن أكرم من قبلك في عصر الثورات العربية’، مضيفة أنه ’رغم كل الصعوبات والنكسات فإن رياح التغيير المباركة لن تتجاهل الفلسطينيين’. وقالت المحامية لانغر ’نحن ما زلنا في البداية، ما زلنا أيضا في بداية الوحدة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني بطولي، الأطفال الفلسطينيون الذين أعرفهم، أمهاتهم، أبائهم، السجناء في السجون وخارجها، الفلاحون والمزارعون، الذين يناضلون ضد سرقة أرضهم قضائيا، وأنا معهم، وضد جدار الفصل العنصري، هم أيضا يتظاهرون من أجل السلام والعدل’. وقالت إنه ’إذا لم تتخل إسرائيل نهائيا عن سياساتها المدمرة، المناهضة للسلام، فإنها ستبقى جزيرة من العنصرية في الشرق الأوسط وبلا مستقبل نهائيا’، مضيفة أن ’هذا، أيضا، هو رأي كل قوى السلام الإسرائيلية وعلى الأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل أن يدركوا ذلك’. وعبرت عن شكرها لعائلتها التي دعمتها خلال هذه السنين الطويلة ’خاصة زوجي، وأصدقائي كذلك’. وأشارت إلى أنها وزوجها كانا إحدى ضحايا ’الهولوكوست’، وأنها تعلمت درسا وهو ’الإنسانية’، مضيفة أن ’هؤلاء الذين يتجاهلون الإنسانية مثل الحكومة الإسرائيلية يخونون ضحايانا’. وشددت المحامية لانغر على ’أن الشعب الفلسطيني لديه الحق الشرعي وفق القانون الدولي بتقرير المصير مثل أي شعب آخر، ولديه الحق الكامل بأن يصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وسوف يحدث ذلك مثلما حدث في اليونسكو’. وقالت: ’تسونامي السعي الفلسطيني للحرية لن يتوقف، إنه لا يقهر، ومعا في نضال عادل’.  وحضر مراسم منح الوسام، التي أقيمت بمقر إقامة السيد الرئيس في العاصمة الألمانية برلين، كل من: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشارا الرئيس أكرم هنية، ومجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى ألمانيا صلاح عبد الشافي. والمحامية لانغر من مواليد 9 كانون الأول عام 1930 في تارنوف ببولونيا، وهي محامية إسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان معروفة بدفاعها عن الأسرى الفلسطينيين. كما أنها مؤلفة للعديد من الكتب التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية. وتنقل في كتبها بالتفصيل ممارسات التعذيب على نطاق واسع بحق الأسرى، فضلا عن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الذي يحظر الترحيل والعقاب الجماعي. نالت لانغر عام 1990 جائزة الحق في الحياة (المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة) ’للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني’، وحصلت عام 1991 على جائزة ’برونو كرايسكي’ المستشار النمساوي الراحل، للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان. وحصلت على شهادة في القانون من الجامعة العبرية عام 1965، وعملت لفترة قصيرة بمكتب للمحاماة في ’تل أبيب’، عارضت الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بإنشاء مكتب خاص في القدس للدفاع عن الأسرى الفلسطينين. وفي عام 1990 أنهت لانغر ممارسة المحاماة وغادرت إسرائيل، ملبية عرضا لمنصب تعليمي في إحدى الجامعات الألمانية. وفي إحدى مقابلاتها الصحفية، قالت لانغر ’قررت أنه لا يمكن أن أكون ورقة التين لهذا النظام بعد الآن، أريد ترك بلدي ليكون نوعا من التظاهر والتعبير عن اليأس والاشمئزاز من النظام... لأننا لسوء الحظ لا نستطيع الحصول على العدالة للفلسطينيين’. لا زالت لانغر تعيش في ألمانيا وتقوم بتأليف الكتب وتنشط في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومن مؤلفاتها ’بأم عيني’، و’هؤلاء إخوتي’، و’من مفكرتي’، و’القصة التي كتبها الشعب’، و’الظاهر والحقيقة في فلسطين’، و’الانتفاضة الفلسطينية الجديدة’.