خبر : صلاح خلف "ابو اياد" رمز الكرامه الوطنيه..عباس زكي

الإثنين 16 يناير 2012 10:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صلاح خلف "ابو اياد" رمز الكرامه الوطنيه..عباس زكي



عضو اللجنه المركزيه لحركة فتح واحد وعشرون عاما على رحيل احد ابرز والمع رواد المسيره الثوريه في التاريخ الفلسطيني الحديث صلاح خلف" ابو اياد" تلك المسيره التي قادتها حركة فتح رمز الكرامه الوطنيه ومعبر الشموخ الوطني للحريه والاستقلال هوالقائد الفدائي الذي كان ديدنه الأول حب الوطن الذي زُرع في داخله حينما كان يافعاً يجري في أزقة يافا ، محاولا التقاط المستقبل، تعطره أعشابها بعبق الدحنون، والزعتر، والشيح،  وزهر البرتقال، وكان يتوشح الوطن رداء عشقه مثل صوفي يُهيم في الوجد الآلهي، كان يذوب وجَدّا في عروس البحر التي تعانق السهول في الليل وتغسل ضوء الشمس الندية، يافا التي اسكنها حبة القلب، ووطن اسكنه حدقة العين، هاجسه دائما أن يراه في القمة (فشمر) عن ذراعيه ،وشحذ همته، وأخذ يعمل بعيدا عن الاستعراض، ومحاولات خطف الأضواء، يريد لهذا الوطن أن يكون حرا من كل الطغيان سالما معافا من كل ما يمكن ان يشوه نضالاته وتضحياته المغفور له صلاح خلف "ابو اياد" القائد الفدائي رجل الموقف والقرار الصائب والجرأه النادره والشجاعة الحقة، رجل الصفات المنبعثه من عمق الوعي والادراك للابعاد اللانسانيه الغائله بالجريمة كصفة ملازمة للغزاة الصهاينه الذين أبوا الا الانتصار بالرعب والجريمه حتى ضد اولئك الذين ساهموا في تكريس وجودهم عبر وعد بلفور المشؤوم ابان الانتداب البريطاني كان "ابو اياد" متمايز في التحدي بلا خوف او تردد مستندا على ايمانه بحقه وانتمائه لشعب الجهاد والرباط للشعب الذي خصه الله بكافة سمات وخصائص الرياده باعتباره حارسا لارض الرباط ..ومرابطا في أقدس بقاع الارض مهد الديانات ومهبط الرسالات السماويه وموطن الانبياء ومسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعروجه الى السماء وقيامة السيد المسيح عليه السلام الى السماء. تسلح "ابو اياد" بقدسية الوطن وتحزم بنفحات اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين قدس الرسالات والحضارات وانطلق من فكرة العروج ومن دروب الالام حيث العناق الدائم بين الهلال والصليب ومجسدا بروح العهدة العمريه  كفاحه من اجل وطن حر بهذا الفهم العميق تنامى الكبرياء الوطني في كفاح ابو اياد كقائد متميز في شعب جُلّ رجاله ونساءه فدائين لشعب نذر نفسه للتضحيه بالنفس والنفيس من اجل تحرير الوطن من الاحتلال  "ابو اياد" الذي لم يبحث عن منصب ،إنما انقادت القيادة اليه كان يدرك ان شعب بهذه المواصفات لا ينقصه سوى القياده النموذج التي ترتدي الشجاعة والالتزام وتحمّل المسؤوليه فأبرم عقدا مع نفسه ان القضيه لا تحل الا بالكفاح المسلح كأقصر الطرق الى فلسطين  اضافه لتعاقده مع الموت كونه عضوا بالخلية الاولى في حركة فتح المشروطه بالروح والمال والوقت متجاوزا لكل الشعارات التي تحولت الى ظاهرة صوتيه لا صلة لها بالمواجهة الميدانيه مع العدو الغاصب وبخصائص حركة فتح ذات السياسه الداميه النابعة من فوهة البندقيه  تصدر القائد الملهم والمتوج بالوعي واليقين المشهد الفتحاوي بمهمة المسك بصمام أمان الثوره اي بما يعرف بالرصد الثوري بالبدايات، والامن الموحد في اطار "م .ف.ت "،وبتكليفه من زملاءه بالقياده مسؤولية المهام الصعبه فكان متألق الحضور بسمات الرواد الذين لا يليق بهم الا ان يكونوا  عظماء اكثر جسارة في مواجهة التحديات لا تأخذه في الدفاع عن الحقوق الفلسطينيه لومة لائم أيا كانت النتائج المترتبه على المواجهة، لانه يدرك مكانة فلسطين العربيه والدوليه التي احتلت عقله وقلبه، فجمع كل ما لديه من بساله وعنفوان لترسيخ  يقينه ورؤياه وخياله الطموح فأصبح قائدا فذا مسكونا بثورة الشعب الاسطوره بكل ابعادها النضاليه والانسانيه.  أبو اياد استاذ الفلسفة وعلم النفس صاحب كتاب فلسطيني بلا هوية اكتوى بلهيب النكبة السوداء على يد احتلال غاصب حرمه متعة صباه، واقتلعه واسرته من عروس البحر يافا مكرها ومكدس الخيال بالمشاهد المأساويه بابشع ارهاب دولي منظم ضد ارضنا وشعبنا بادوات فاشيه قذره حشوتها عصابات "الارغون وشتيرن والهاجانا" التي تنتهج المذابح الجماعيه والانتصار بالرعب والجريمه كمذبحة الداويمه وكفر قاسم ودير ياسين وصبر وشتيلا وقانا مما زرع في قلوب الاوفياء الاقوياء فرسان المرحلة ك ابو اياد غلا وحقد دفينا بأن لا تسامح مع من قتلوا الابرياء مع سبق الاصرار بوعي جريمتهم وغياب الانسانيه  فحسم امره ان الدم الفلسطيني دما مقدس وعلى كل مغامر ومجرم يوغل بدمنا بأن مصيره الندم فشكل بمواقفه هيبة النضال  وكرامة المقاتلين اكثر  ودب الرعب في صدور الاعداء الذين حاولوا اغتياله اكثر من مره وكان في كل مره ينجو بقدرة الهيه ابعدت عنه الموت مرارا الا ان طالته يد الغدر والخيانه بمجموعة عرفت ببندقيه للايجار وأشد مأساة من موته ان يغتال بأيدي من نذر روحه من اجلهم وممن زرع فيهم التضحيه وبان  فوهة البندقيه لا توجه الا لصدر العدو الصهيوني من اغتصب الارض والحريه. كان الشهيد القائد "ابو اياد" الاكثر دفئا والاكثر قدره على تصويب الامور بإعتباره القائد الاكثر براعه في تدوير الزوايا وتجاوز الازمات مع احترام الذات والاكثر اقناعا لمن يختلفون معه وكان القائد الوحيد الذي قرع جرس الانذار لاي زعيم او نظام او قوه تحاول اضعاف المسيره او الالتفاف عليها وبحكم ايمانه ومبدأيته  بالمواقف وبما يتمتع من كرامه وطنيه كسمه ملازمة له حظي بإهتمام واحترام كل من اختلف معه بدءا من "جلالة المغفور له الملك حسين والمغفور له الرئيس حافظ الاسد والرئيس اميل الجميل" وكافة القيادات اللبنانيه على الاطلاق ومعظم الزعماء العرب باستثناء القذافي الذي قال به "ابو اياد" ما قاله مالك بالحمير فكسب ببعده القومي والانساني وبحس الثائر المرهف الصادق احترام كل من اختلف معه رغم التباعد في المواقف باعتباره صوت جهورا في المتراس الاول وفي مواجهة الحركة الصهيونيه دفاعا عن امتنا العربيه وعن الدم الفلسطيني الزكي وعلى رأسها اسقاط  شعار الحركه الصهيونيه (حدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات ).  وكان للدور البارز والمتميز للشهيد القائد "ابو اياد" دورا فيما اطلقته الصحافه ووسائل الاعلام والمختصين بالشأن الفلسطيني عليه بالرجل الثاني لحركة فتح وهو القائد الذي يحتضن المعارضه ويمارس النديه للقائد ياسر عرفات ،فهو المقاوم الملهم،القادر على تقريب  وجهات النظر المختلفه بذكاء شديد ومسؤوليه عاليه، وكان يدير اي  صراع ينشب  بحنكته القياديه  وولاء للحركه  حتى تتلاشى بسرعه البرق منتهجا  قانون اخلاقي مارسته الخليه الاولى (اللجنة المركزيه العليا للحركه)عنوانه وحدة الرأس من اجل سلامة الجسد وقناعة الخلية الاولى ان اي تمايز لاي عضو فيها مسار فخرا ومكسب للحركه وتألق ايا منهم هو تألق للقضيه الذين رهنوا حياتهم من اجلها وعليه كان الكبار على درجه عاليه من الانسجام والقدره على توزيع الادوار بهدف حماية وتعزيز المسيره وهي تعبر حقول الغام لا حصر لها تتطلب من المرونه والحسم والشجاعه وانكار الذات ما يضمن السير على الاشواك وصولا الى تحقيق الحلم والطموح للشعب الفلسطيني العظيم وبالتالي اعتمدت فتح على العظماء ك ابو اياد اكثر من اعتمادها على النظم والمؤسسات  استنادا الى قانون المحبه والمنظومه الاخلاقيه التي ما سمحت لاحد التاريخين الخروج عنها رغم شعوره احيانا بالغبن الداخلي وبخاصه شخصيه مشعه ذات كريزما مثل صلاح خلف الذي دفع من رصيده على اكثر من صعيد منسجم مع روحه وهمته وحميته التي اعطت الدليل تلو الدليل انه من صناع المستحيل. ابو اياد رجل في زمن اللا رجال فارسا لم يمتطي المعاهدات المبتوره والمشوهه رجل كلمته كانت الرصاصه لم يكن للوطن عنده سعر او رقم فلسطين رقم صعب في حسابات "ابو اياد" لعل  الرحيل المبكر لابو اياد رغم هول الفاجعه تركه في الذاكره حيا كامل الصفات، كأحد اهم عشاق فلسطين تاركا خلفه ملحمة من الوقائع والمهام رحل على قاعدة ان الله يختار الى جواره ممن يحب فقد انقذه الله من مشاهد مأساويه تتداس بها الكرامات وتدنس فيها المقدسات ويصفد احرار شعبنا بقيود القهر والحرمان رغم كل ما قدمته القياده  من العملية السلام وهذا ما لا يقبله ويرضاه ابو اياد فرحل وهو يحمل مبدا لم يتزحزح عنه في تاريخيه النضالي ومزهوا بكرامته ومواقفه البطوليه التي تجاوزت كل التوقعات وكأن هتاف روحه التي تحلق في سمائنا وتقرع الجرس عاليا ايها الفتحاويين  أنتم محل رهان شعبنا في التحرير والعوده والدوله المستقله وعاصمتها القدس لمثل هذا الفارس الفلسطيني تنحني الهامات هو قال: " سيكون لنا ذات يوم وطن" ونحن ما زلنا على عهد مقولته والهامه وعطائه الذي ما زال ينبض فينا وطنا حرا وشعبا عظيما فتحيه الى الروح الطاهره ..تحية لرجل ما إتشحت عينيه بالسواد الا حبا للون الاول من العلم الفلسطيني وداعا ابو اياد