(ديك باض بيضة على السور بيننا وبين جارنا فلمن البيضة لنا أم لجارنا ) ... بهذه التي إعتقدوها أحجية كان الكبار يختبرون ذكاء طفولتنا البريئة صغاراً، غير مُدركين أننا نَكبُر ما أفصحت عنه تواريخ ميلادنا بسنوات بعضها مرير وأُخريات أشد إيلاماً، ولم يكن بحسبانهم هم الكبار أن الزمن دوماَ يتغير وأن الحياة لا بد وأن تأخذ دورتها الكاملة حتى لو حاولوا إعطاب عجلاتها الخلفية خوفاً من المواجهة في الصفوف الامامية، وأن التغيير سنة كونية ومشيئة حتمية ... بل رأى أسياد القوم بالتغيير أنها كلمة من المُحرمات والموبقات ،كلمة قد تُزعزع حضورهم الغير مرئي أو مسموع أصلاً ،وبعدم جواز السير بجوارها شرعاً لأنها قد تُحرك بهم النخوة وتُذكرهم كيف هُزمنا شر هزيمة وتُنهيهم بلعب السيجة في كل صباحاتهم المشمسة المتبقية. لذلك ستبقى الأحجية تُطرح من طرفهم رغبةً وكفاحاً منهم بأن نبقى صغاراً ، وإن تمتع لأسفي بعضنا بهذه الطفولة الغير بريئة . ونحن ككبار يُصَغرنا عواجيزنا نرى في التغيير عملية ضخ دماء جديدة في أوردة وشرايين الجسم الفتحاوي الهزيل بفعل الضربات المُتتالية دون إسعاف. لقد طالعتنا الصحف المحلية والعالمية وكالنار بالهشيم إنتشر خبر الديك الإيطالي الجنسية والذي حير العلماء بإقدامه على أن يبيض بشكل مُستمر بعد موت كل الإناث حوله ويستبدل العوامل والخصائص الذكورية بالأنثوية ، الأمر الذي أذهل العلماء وكُل المتابعين ، ولم يشكل هذا الإيطالي إستثناء ، فخرجت علينا صحيفة الجريدة بخبر آخر عن ديك سعودي يبيض هو الأخر كما وصفه الطبيب سعيد سويلم بأنه تخلى عن صفاته الذكورية لصالح صفات أنثوية فسيولوجية وبيت القصيد هُنا الفسيولوجية بعيداً عن الحقوق والحريات وغيرها........ وإلى علاقة قيادة غزة والمرأة بهذا الديك البَيَّاض وبهذا التحول الفسيولوجي ,,,فليس خفي على أحد بغزة ما وصلت إليه حركة فتح بهيكلها القيادي المُكلف من ترهل وضعف شديدين وما تعانيه الحركة من تغييب برنامجها ومنطلقاتها وهي تُمثل بنية فكرية وثقافية ، والعجز الواضح في تفكيك ألغام يتبادل أعضاء القيادة تقاذفها علها تنفجر بوجه الآخر عبر عشرات المواقف المُتضاربة كملف الشبيبة والمرأة وإنتخابات الأقاليم وحصر العضويات والهروب للأمام بموضوع الإستحقاق الإنتخابي فيما يخص المجلس التشريعي ،خوفاً من الفرز القاعدي عبر مُؤتمرات حقيقية تفرز الغث من السمين ،ومطالبين بمبدأ التكليف ومُوهمين أنفسهم بأننا لا زلنا أطفالاً نُسأل سُؤال الديك وبيضته ، أو تُقصُ علينا قصص الشاطر حسن ،وأنهم وإن أجبرونا على التكليف فلن يكونوا رُقباء علينا يوم الحساب الإنتخابي ... ولن يشتروا ذممنا فأسواق النخاسة إندثرت إلى حيث لا رجعة ... ناهيك عن إعتماد كثير من المُكلفين قياديا لقانون نيوتن في خلافاتنا الداخلية حتى وصل الأمر لإنشاء صفحات فيسبوكية فقط هدفها التشهير والتخوين والقذف وحتى النيل من الأعراض بخساسة لم نعهدها وكأننا بحالة سرطانية مئيوس منها .حالة تكاد تعصف بروحنا الوطنية وَتعيدنا للخلف أكثر وأكثر ، حالة ركود وإنهزام ذاتي قيادي بغزة يقابلها حراك قاعدي مُدرك لحجم الخطر ولمُتطلبات الإستحقاقات القادمة على كافة المستويات ... يتخبط احياناً ، ويرتقي لمستوى الألم والوجع أحياناً أخرى ،ويقف عند حد التشخيص في أماكن ثانية ، وحتى المجموعات الشبابية التي كَدَّت وثابرت وتحدت الحصار الأمني لحكومة غزة والعقم الفكري الإنتاجي لقيادة غزة ، وبعد عشرات ورش العمل والإجتماعات من أقصانا رفح إلى أقصانا ببيت لاهيا أطلت علينا هذه المجموعات الشبابية على مستوى الكادر بمُخرجات أقل ما تُوصف به بأنها المخرج الحقيقي ليس لترحيل الأزمة كعادتنا بل للمرة الأولى برأيي نجد من يقدم لنا حلول وعلاج شافي لحالتي العقم والتيه الفتحاويين ، شباب يساعدونا بعد كل هذا المخاض على ولادة طبيعية والخروج من حالة ردات الفعل والتي يتحرك عندها الكُل الفتحاوي ،وسرعان ما يخبوا الجهد والعمل والإهتمام بقضايانا. هذه المجموعات تُحارب وبعنف قيادياً وبدون سابق إنذار يبدأ كيل الإتهامات جزافاً وبأسهل التهم المُبتكرة لديهم والتي يغازلوا بها الأخ القائد العام للحركة ،تُهمة تُسلط على رقاب كُل من قرر مغادرة عالم السكون والإنهزام التنظيميين ،ولكل من عقد العزم على الإنطلاق نحو فتح الإصلاحات الحتمية ،فتح الإستحقاق المصيري القادم ، تُهمة غريبة وعجيبة تُلخص بكلمة واحدة (دحلاني) وغير مُفرقين بالمناسبة بين الدحلاني وغير الدحلاني وبوصفهم هذا تكون القاعدة الفتحاوية دحلانية إلا من رحم ربي ،غير واعين أن الزمن لم يعد هو الزمن وأن الصبية هَرموا بل ويمتلكون من رجاحة العقل ما يؤهلهم لقيادة المرحلة برمتها تنظيمياً وإنتخابياً وجماهيرياً. أما عن المرأة القيادية الفتحاوية وعلاقتها .... فلقد شهدت مُحافظة رفح مهرجاني إنطلاقة حقيقية عبر إحتفال تكريم الأسرى وإحتفال العرس الجماعي للأسرى تحت رعاية كتلة فتح البرلمانية(غزة) ،والذي حضره أكثر من سبعة آلاف فتحاوي مع أهالي الأسرى ولم يلبي الدعوة من الهيئة القيادية الفتحاوية غير نسائها (فكيف لا يبيض الديك) . أخوات قياديات لم يأبهن بأجهزة الأمن ،أو يخفن من وصمهن بالتهم ومجابهة الجسم القاعدي العريض .فكانت الثائرات الأخت أم جهاد والأخت زينب الوزير والأخت نهى البحيصي والأخت تحرير الحاج ... وتوجن الحفل بحضورهن اللافت في ظل غياب غير مُبرر من باقي أعضاء القيادة (الذكور!!!) . غياب أثار حفيظة الكُل الفتحاوي وعَكَس حالة الترهل بالجسم القيادي،ناهيك عن خلافاتهم الداخلية والإستقطاب الذي يمارسه العضو القيادي على حساب الآخر ... ومجموعة الأسئلة التي تتبادر للأذهان بحاجة لإجابات جادة ..لماذا لم يحضر سادة القوم ؟ وهل هو خوف من أجهزة الأمن أم خجل من مواجهة القواعد ... والإلتصاق بآلاف الفتحاويين والفتحاويات ؟ أم أن القيادة الفتحاوية المكلفة بغزة عاكفة على إختراع وصفات سحرية لكُل الملفات العالقة والمُجمدة ؟ . أم أن لهم كما كُل شيئ بالوطن تاريخ للصلاحية ، إنتهى لدى الكثير منهم منذ سنوات . ألم يحن الوقت بعد لمجابهة الحقيقة والبوح بها،بان قيادة غزة لا تصلح بشكلها الحالي لقيادة المرحلة المصيرية بتاريخ الحركة ...وبان فتح بحاجة لبرنامج عملي فاعل يوحد كل جهود أبنائها ... أن نتمترس خلف وأمام عقولنا ... ألم يحن موعد الربيع الفتحاوي المتسرب بحنكة وحكمة ...أما آن دورنا ... عذراً سيداتي الثائرات فلنستبدل صفاتنا الذكورية ببعض صفاتكن الانثوية فسيولوجياً ، إسمحن لنا ولقيادة غزة بان نبيض بعد رُقاد ، ونلد بعد حمل... ولستن بحاجة لصفاتنا الذكورية فأنتن بحق مع الثائرة (روح الشباب آمال حمد) قيادتنا التي يجب ان نعتز بها.