خبر : جولته الخارجية تعزز المصالحة والمشاركة السياسية..رزقة: جولة جديدة لـ"هنية" أواخر يناير الجاري تشمل قطر وايران

الخميس 12 يناير 2012 11:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جولته الخارجية تعزز المصالحة والمشاركة السياسية..رزقة: جولة جديدة لـ"هنية" أواخر يناير الجاري تشمل قطر وايران



غزة / سما / كشف د.يوسف رزقة المُستشار السياسي لرئيس وزراء حكومة غزة أن المرحلة الثانية من سلسلة جولات رئيس الحكومة إسماعيل هنية، ستنطلق أواخر يناير/ كانون الثاني الجاري، وستشمل دولة قطر، وإيران وعدداً من الدول الإسلامية، مؤكداً على نجاح الجولة التي قام بها هنية وزار خلالها عددًا من الدول العربية والإسلامية. وأكد رزقة في تصريحات نشرتها صحيفة فلسطين المحلية الخميس ، أن الحصار السياسي الذي فرضه العالم على الحكومة التي شكلتها حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات الأخيرة مطلع عام 2006، انتهى بعد الجولة الأخيرة لرئيس الوزراء والذي استقبل في البلدان التي زارها على أنه رئيس وزراء مُنتخب من قِبل الشعب الفلسطيني. وعدَّ رزقه الاستقبال الرسمي من رؤساء ومسؤولي الدول والبلدان التي جرى زيارتها بمثابة "إعلان عربي وإقليمي على خطأ العالم في حصاره قِطاع غزة وتعامله مع حركة حماس كحركة إرهابية"، على حد تعبيره. وشدَّد على أن حماس استطاعت أن تُدير ملف العلاقات التركية- الفلسطينية إدارة جيدة، عاداً ذلك مكسباً للقضية وللسلطة الفلسطينية على حد سواء. وفي سياقٍ متصل، قال رزقة: "الحصار السياسي انتهى تماماً وهذا سيكون إلى جانب خطوات أخرى لرفع الحصار بشكل كامل". وانتقد رزقة ما أسماه مُحاولة البعض تشويه زيارة هنية للبلدان العربية والإسلامية ومُحاولة إفشالها، مضيفاً: "سنصبر على خصومنا، ولن ننجر إلى معارك جانبية، وسنعمل في الجانب البناء ونرى الجزء المليء من الكوب مهما كانت الظروف، وفلسطين أكبر من الجميع". ورأى رزقة أن الثورات العربية ستوفر مزيداً من الحرية للقضية الفلسطينية والتي ستبقى أكبر من كافة الأحزاب الفلسطينية. وعن سبب تأجيل زيارة هنية لدولة قطر، أكد أن السبب في ذلك يعود إلى عدم تواجد أمير قطر في البلاد وقيامه بعدد من الجولات الخارجية في المنطقة، مُشدداً على أن قطر دعمت الشعب الفلسطيني ومُقاومته في صموده ضد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وحول فرض هنية والوفد المرافق له السرية أثناء التنقل بين الدول، قال رزقة: "الرغبة في الوصول إلى القرار المحدد من الدول، ولم نكن نستطيع الإعلان عن جدول الرحلة في ظل الظروف الدقيقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتوازنات القائمة في المنطقة". واستدرك: "أختلف مع كل من تحدث أن هذه الزيارات ستعطل المصالحة، بل على العكس ستعزز المصالحة والمشاركة السياسية، ونحن مقبلون على حالة سياسية جديدة ينبغي أن تتقارب مع الحالة الثورية التي تسود الوطن العربي، وأن نستلهم روح الثورة العربية في ظل عدم تقديم الاحتلال الإسرائيلي أي جديد في موضوع المفاوضات على مدار عشرين عاماً. وتوقع رزقة فشل اللقاءات التي تُجريها السلطة مع إسرائيل برعاية أردنية بعد رفض الاحتلال تقديم أي تنازلات لصالح السلطة الفلسطينية، داعياً إلى ضرورة التعجيل في بناء الإطار الفلسطيني الجامع لمُنظمة التحرير وتقرير طبيعة البرنامج السياسي الشامل خلال العام الجاري. وأكمل رزقة: "نريد أن ننظر للعام 2012 على أنه عام الثورة بالنسبة للشعب الفلسطيني التي تلتحم بالربيع العربي، وأن نشق بعد مُراجعة دقيقة وندشن فيها زمناً جديداً ورؤية جديدة كي تنصب كل الجهود في مُواجهة الاحتلال". وكشف النقاب عن تقديم عدد من الدعوات لرؤساء ومسئولي الدول التي زارها هنية لزيارة قِطاع غزة والمشاركة في رفع الحصار السياسي بشكل كامل عن قِطاع غزة. ووصل هنية، مساء أمس الأول، قطاع غزة عبر معبر رفح البري، جنوباً، وسط استقبال شعبي ورسمي، بعد أن أنهى زيارة إلى عدد من الدول بدأت بمصر، وشملت السودان، وتركيا، وتونس، ومن ثم مصر قبل أن يعود إلى غزة. وعن سبب عدم استقبال رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري لهنية، قال: "هناك بعض الجهات حاولت التشويش على زيارة هنية من خِلال الطلب من المجلس العسكري تعليق لقاء الجنزوري، عدا عن الظروف الدقيقة الحاضرة في مصر من إجراء انتخابات، والوضع الحساس في ميدان التحرير". وأضاف أن مرحلة الانتخابات التي تتسارع في مصر ستزيد من الترابط بين القضية الفلسطينية وقِطاع غزة ومصر. وبين د.رزقة أن جمهورية مصر العربية استقبلت هنية بشكل رسمي واستعرضت قضايا متعددة عن الواقع الفلسطيني وجرى الحديث عن ملف القدس وإعادة الإعمار والتسهيلات المصرية على معبر رفح وتطويرها إلى الأفضل. وكشف عن وجود نقاش لإنشاء منطقة تجارية مشتركة على الحدود بين الجانب المصري وقطاع غزة، منوهاً إلى وجود ترحيب من وزير المخابرات المصرية مراد موافي بالاقتراح وجرى تحويله إلى الجهات الفنية لدراسة عملية التنفيذ. وأشار إلى طرح رئيس الوزراء الفلسطيني ملف الكهرباء في قطاع غزة وحاجة غزة إلى 40-50 ميغا وات، لافتاً إلى أن موافي وعد بنقل هذا الطلب إلى وزير السلطة والطاقة في مصر لدراسته ووضع خطة التنفيذ. وأشار رزقة إلى وجود وعد من شيخ الأزهر بالدعوة إلى مُؤتمر دولي عالمي حول القدس في أقرب وقت، عدا عن إضافة مساق أكاديمي في الجامعات المصرية لتعريف الشباب المصري عن القدس في التاريخ الإسلامي. وشدد على أن مُواطني قطاع غزة سيشهدون مزيداً من التسهيلات المصرية بما فيها قوائم الممنوعين من السفر وحل الملف بشكل نهائي. وبشأن زيارة السودان، بين أنها شهدت مزيداً من الاستقبال الرسمي، حيث استقبل الرئيس السوداني عمر البشير رئيس الوزراء هنية، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقادة بارزين من حماس في العاصمة الخرطوم. ونفى د.رزقة وجود علاقة بين تواجد جميع أعضاء المكتب السياسي للحركة والرغبة في نقل مكاتب الحركة من العاصمة السورية دمشق في ظل استمرار الثورة السورية للشهر العاشر على التوالي. واستدرك: "من الطبيعي جداً أن تُحاول حركة حماس أن تعمل في ساحة عربية أوسع والحصول على تأييد رسمي وشعبي أكبر للقضية الفلسطينية"، منوهاً إلى أن السودان سيكون له دور في دفع صناديق الأموال الخاصة بإعادة إعمار قِطاع غزة". وتطرق المُستشار السياسي لرئيس الوزراء، إلى عقد هنية جلسة منفردة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان استمرت لأكثر من ساعتين في منزله، جرى خلالها مُناقشة عدد من القضايا السياسية المهمة على الساحة السياسية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هنية قدم دعوة لأردوغان لزيارة قطاع غزة في أقرب فرصة. ولفت إلى وجود وعد تركي بالشروع في إعادة إعمار قطاع غزة، وتنفيذ عدد من المشاريع في غزة، منوهاً إلى أنه يجري "البحث في آلية يُمكن أن تُساعد عملية إعادة الإعمار، مُبيناً أن وزير الصحة التركي وعد بتوفير مبلغ مالي شهرياً لدعم القطاع الدوائي في غزة، وهو ما قد يؤدي إلى أن يلمس القطاع الصحي تقدمًا في مجال الأدوية وتبادل الخبرات. إلى ذلك، بيَّن أن تونس استقبلت هنية بشكل رسمي من قبل الرئيس التونسي منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة التونسية حماد الجبالي، كاشفاً النقاب عن أن الجهات الرسمية في تونس تعتبر هنية هو رئيس الوزراء الشرعي للشعب الفلسطيني حتى إجراء انتخابات تشريعية جديدة. وأضاف: "الجهات الرسمية اطلعت على القانون الفلسطيني الأساسي قبل استقبال هنية بشكل رسمي وتعترف به كرئيس لحكومة تصريف الأعمال حتى ولو جرى إقالته من قبل الرئيس محمود عباس". ورفض رزقة التعليق على امتناع عباس عن قبول دعوة الرئيس التونسي منصف المرزوقي لزيارة تونس، قائلاً: "هناك أطراف حاولت التشويش على زيارة هنية، ولم تكن موجهة ضد حركة فتح والسلطة الفلسطينية، بل هي موجهة للشراكة الفلسطينية الكاملة"، معرباً عن أسفه من بعض المواقف السلبية التي قام بها عدد من قيادات السلطة".