خبر : الجنزوري يعتذر عن الاجتماع بهنية في اللحظة الأخيرة واتهامات للسلطة بالضغط علىه وسط سخط من جماعة الإخوان المسلمين

الأربعاء 11 يناير 2012 12:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجنزوري يعتذر عن الاجتماع بهنية في اللحظة الأخيرة واتهامات للسلطة بالضغط علىه وسط سخط من جماعة الإخوان المسلمين



القاهرة وكالات أثارت مواقف القاهرة الرسمية بالتراجع عن تنظيم استقبال رسمي لإسماعيل هنية رئيس حكومة غزة التي تديرها حركة حماس موجة خلافات بين جماعة الإخوان المسلمين وحكومة كمال الجنزوري، التي اتهمت الرجل بالخضوع لضغوط من قبل السلطة الفلسطينية منعته من عقد لقاء كان مقررا يوم أمس مع هنية الذي اختتم بوصوله مصر جولة خارجية شملت عدة بلدان.فبعد ساعات فقط من إعلان مصادر سياسية عن تنظيم اجتماع بين الجنزوري وهنية في القاهرة، أعلن في القاهرة عن إلغاء اللقاء الذي كان سينهي به الأخير سلسلة لقاءاته مع المسؤولين العرب في ختام جولة خارجية شرع بها قبل نحو الأسبوعين، وشملت مصر والسودان وتركيا وتونس، واقتصرت لقاءات هنية على عقد لقاء مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.وتقول معظم الشواهد ان القاهرة تراجعت عن تنظيم استقبال رسمي لهنية بشكل سريع، حتى لا تضع نفسها في محل خلاف مع السلطة الفلسطينية، التي يقتصر على مسؤوليها فقط الحصول على مثل هذه الاستقبالات من المؤسسة السياسية المصرية، مع إبقاء عملية استقبال مسؤولي حماس على المؤسسة الأمنية التي ترعى جهود إنهاء الانقسام.وهناك من قال ان مسؤولين كبارا في السلطة الفلسطينية سارعوا إلى إجراء اتصالات بالقيادة المصرية ممثلة بالمجلس العسكري والحكومة، لحثهم على عدم الاستقبال، كونه سيمثل اعترافاً مصرياً بسلطتين واحدة في الضفة يرأسها الرئيس محمود عباس، وأخرى في غزة يتزعمها هنية. وتفيد معلومات ’ أن مسؤولين كبارا في جماعة الإخوان المسلمين أجروا خلال تواجد هنية في تونس، اتصالات مع المجلس العسكري والحكومة لترتيب عقد لقاء بين الجنزوري وهنية، وانهم لاقوا موافقة مبدئية، وذلك في ضوء الاستقبال الرسمي لهنية من قبل الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي، وقبله لقائه بالرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.واستندت الجماعة في اتصالاتها الهادفة لترتيب الاجتماع إلى أن لقاءات هنية مع هؤلاء المسؤولين، تزيل أي عذر أو حرج عن سياسة مصر، إذا ما وجهت لهم انتقادات من القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية. وهدفت الاتصالات لأن تجعل من وصول هنية للقاهرة في رحلة العودة التي سيقصد منها غزة كونها المنفذ الوحيد على القطاع، زيارة رسمية، بعد أن عدت قدومه إليها في بداية الرحلة على أنها محطة وصول للانطلاق إلى الخارج.ولم يعقد هنية في القاهرة التي وصلها في أول محطاته الخارجية أي لقاء مع ساسة مصر، واقتصرت لقاءاته على اللواء مراد موافي مدير جهاز المخابرات الذي يرعي ملف المصالحة، إضافة إلى لقاء آخر مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، والدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.ويقول الدراوي أنه في ضوء الزيارات التي قام بها هنية للدول العربية ’وحفاوة الاستقبال الذي وجده هناك، أصبح هناك ضغط كبير على الحكومة المصرية والمجلس العسكري من قبل الشعب لاستقباله كرئيس للوزراء وهذا ما جعل الجنزوري يقرر مقابلته’.يذكر أن أفضل حفاوة حصل عليها هنية في جولته الخارجية كانت في تونس، حيث عزف له في مطارها السلام الوطني، واستعرض حرس الشرف، وهو ما أسهم في تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتذار لنظيره التونسي المنصف المرزوقي لتلبية دعوته لحضور احتفالات الثورة.وكان هنية التقى بالرئيس السوداني عمر البشير ضمن وفد قيادي لحركة حماس، قبل أن يلتقي بأردوغان في تركيا، دون مراسم رسمية مثل تلك التي حصل عليها في تونس. وبقدر ما أظهر إلغاء الجنزوري لقاءه بهنية حجم التوتر في العلاقة بين تنظيمي فتح وحماس، اللذين من المقرر أن يكونا قد شرعا في اتخاذ خطوات على الأرض لإعادة الثقة، إلا أنه أثار أيضاً موجة خلاف أخرى بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطات المصرية. فقد أعربت الجماعة عن رفضها واستنكارها لقرار رفض الاستقبال، واعتبرت الخطوة ’رضوخا للضغوط الخارجية’.وأعلن الدكتور جمال حشمت عضو مكتب الإرشاد للجماعة في تصريحات له’ أن الجماعة لديها موقف رافض لأداء الحكومة على المستوى الداخلي والخارجي وخصوصا القضية الفلسطينية.وقال منتقداً حكومة الجنزوري ’أعتقد ان الحكومة أضعف من اتخاذ قرار باستقبال هنية’، وأضاف ’نعول على البرلمان القادم حتى يحاسب الحكومة على السياسات الخارجية والداخلية وخصوصا في التعامل مع القضية الفلسطينية ومعبر رفح’.وفاز حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بغالبية مقاعد البرلمان المصري الجديد، ويتوقع أن يشكل حكومة بمشاركة بعض الأحزاب المصرية الأخرى.وفي خطوة هدفت من ورائها الجماعة على اعطاء بعد شعبي لزيارة هنية بدلاً من الرسمي، نظم تنظيمها الشبابي حفل استقبال للرجل في مطار القاهرة الاثنين الماضي، فيما أنشأ آخرون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ’الفيسبوك’ بعنوان ’مش هنكسفك زي ما عملت حكومة الجنزوري’، إذ حملت التعليقات على الصفحة مديحاً لهنية، وانتقادات لاذعة للحكومة.وهناك في محيط مطار القاهرة حيث حفل الاستقبال الرسمي لهنية هتف شباب الجماعة ’يا مصري قول لهنية إحنا معاك للحرية’، إضافة إلى ’يا هنية أوعى تسيب البندقية’.ورغم الانتقادات والاتهامات التي وجهت للسلطة الفلسطينية، بوقوفها خلف إجهاض اللقاء، إلا أن السفارة الفلسطينية في القاهرة نفت تلقيها أي تعليمات من الرئاسة تقضي بعدم تقديم المساعدة لهنية وعدم استقباله، وقالت ان الاتهامات التي وجهها ضدها ’ أحد الإعلاميين المدعومين من قبل حماس’ تعد ’محض افتراء’.ونقل تصريح صحافي عن بشير أبو حطب المستشار الأول في السفارة الفلسطينية والقنصل العام بالقاهرة قال فيه ’’إن هذه المعلومات عارية تماما عن الصحة، لأن الرئاسة الفلسطينية مشغولة بأمور أخرى أكثر أهمية من هذا، فهي مشغولة بهموم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، وهي تعمل بكل طاقتها للوصول إلى ذلك’.ولفت القنصل الفلسطيني إلى أن مكتب هنية لم يقم بإبلاغ السفارة الفلسطينية بموعد زيارته إلى القاهرة، كما أنه لم يقم بإبلاغها بميعاد مغادرته القاهرة، وأضاف ’بالتالي فنحن ليس لنا أي علاقة بزيارته طالما لم يتم إبلاغنا بذلك’، منوهاً إلى أن السفارة تعمل لخدمة كل الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم وطوائفهم.