خبر : دحلان خلف ظهورهم ...توفيق أبوخوصة

الأحد 08 يناير 2012 10:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دحلان خلف ظهورهم  ...توفيق أبوخوصة



هي الحقيقة التي تلاحق الهاربين منها هذا الدحلان مثل المسلسل المكسيكي أو التركى  بحلقاته و اجزاءه الممتدة , ما تنتهي حلقة حتى تبدأ في إنتظار الحلقة التالية , وما ينتهي جزء حتى يكون الجزء الذي يليه قد تم تجهيزه , كلما إعتقد المتابع بأن نهاية البطل إقتربت او حلت , تجده من جديد في الحلقة التالية اكثر عزما وإصرارا. وهكذا هو الدحلان على رأي محبيه و كارهيه , غائب او حاضر فهو الفاعل و المؤثر في الصمت و الكلام , في الحضور و الغياب , وأجزم بأن المسألة ليست مقرونة بالتخطيط لذلك , بل هي هبة من الله لا راد لها. في الجلسات الخاصة لا يمكن ان تتحدث عن السياسة دون ان تجده قد دخل اليها على ألسنة الحاضرين بلا إستئذان , وإذا ذكرت حركة فتح و حاضرها و مستقبلها لابد و أن تأتي على ذكره,,,في القيادة في التشريعي في التنظيم في غزة او الضفة او الخارج,,في الانتخابات و العلاقات الوطنية والدولية والعربية , في الاعلام واللجنة المركزية والمجلس الثوري والمجلس الاستشاري , , إذا تطرقت للمصالحة أو حماس, تجده حاضرا في كل قضية أو زقاق ,,, لكن هناك من يكابر ويعتقد أنه يمكنه الاختباء وراء ظل أصبعه وللنيل من دحلان يدعي أنه بات خلف ظهورهم , ’’ ولكن كيف ؟؟ والمسألة بسيطة لأن هذا الدحلان يطاردهم ويلاحقهم في كل موقع وموقف , في الصحو والمنام .... حتى دون أن يحرك ساكنا من جانبه ... وهذا سر قوته التي لا سلطان له عليها في الغالب .. لا أحد يجرؤ أن يقول عنه غير أنه رجل وقائد , ولا يمكن أن يقال عنه فضحنا ورفع أجرة المومسات كغيره من الهاربين من مواجهة الحقيقة , ولا أحد يقول عنه أنه هبش أموال المخيمات واللاجئين , أو أنه بني قصرا في تونس أو قصورا في عمان , لا أحد من خصومه يستطيع الادعاء أنه هرب من معركة صغيرة أو كبيرة ,, بالعكس يعيبون عليه أنه محبوب بين الجماهير وتلتف حوله قطاعات واسعة من الفتحاويين ,,,, لذلك يرون فيه خوفا وذعرا أنه خلف ظهورهم ......              شهروا به وصمت , حاولوا النيل منه وكظم الغيظ ,  وتطاولوا عليه ولم يرد عليهم ,, كذبوا عليه وأبدعوا في الكذب ,, ورفض أن يقول مالديه صدقا عنهم , وهم يعرفون أن لديه ما يقول ويخلط الاوراق ويعري العورات ,, ولكنه يصر علي الصمت المسؤول , ويبدي درجة عالية من الالتزام بحماية مصلحة الحركة وسمعتها وهيبتها والحرص علي مستقبلها وهو يدرك كما الغالبية العظمي من الفلسطينين بأن قرار فصله وما يتعرض له من إستهداف متعدد الاتجاهات , هو قرار سياسي بإمتياز جاء في أجواء إعتقد البعض أنها اللحظة أو الفرصة المواتية للتخلص من دحلان مره وللأبد , لإفساح الطريق أمام مغامر أو مقامر ... طامح أو طامع ,, وكانت المفاجأة أن إنقلب السحر علي الساحر ,, حيث أن الضربة الطائشة التي وجهت لم تكن محكمة ولا محكومة بقانون أو نظام بل كانت تسلل واضح  ( أوفسايد ) لذلك كان الهدف باطل بشهادة كل المراقبين رغم كل ما قيل ويقال ,,  إن إطلاق  بالونات الاختبار هنا وهناك بأن مرسوم رفع الحصانة البرلمانية عن دحلان جاهز في الجيب , هي حالة معيبة , وإن وجدت هوي عند البعض ممن لايرون أبعد من أرنبة أنوفهم ,,, وحتي لو تجاوزت كالعادة كل الاصول والانظمة والقوانين وتحقق هذا المراد , فهو لمصلحة من ؟ ؟ وما هي الفائدة التي ستعود علي حركة فتح من هذا الاجراء ؟؟ يجب أن نقرر ونعترف بأن دحلان لم يعد شخص يمكن شطبه من هذا الدفتر أو ذاك بجرة قلم  أو قرار متسرع دبر بليل ,,  بل بات طوعا أو قسرا جزء وعنوان في تيار حركى وتنظيمى وجماهيرى كبير في الحركة وعلي الساحة الوطنية لايمكن القفز عنه له جذوره وثقله وإمتداداته أفقيا وعموديا .. وسبق دحلان وأن أعطي إشارات مهمه  في تصريحات صحفية بأنه لن يخرج من فتح وإذا عقدت الانتخابات سيترشح علي قوائم فتح ولن يكون خارجها , وسبق أن بادر من ذاته وأبدي الاستعداد للتنازل طوعا عن حصانته البرلمانية وأن يذهب للقضاء لمواجهة أي إتهام توجه له في حال توفرت مقومات الدالة ,, من منطلق ثقته بأن ساحته بريئة مما يقال ويروج ( من حكي طقع في فقع ) ولكن إذا سلمنا جدلا بأن دحلان رفعت عنه الحصانه البرلمانية بأي طريقة كانت فإن الكثير من المعنين بشطبه والتخلص منه سوف تلتف الحبال علي أعناقهم إذا كانت هناك عدالة ونزاهة أو حتي إذا فقدت , ( وياما في الجراب ياحاوي ) في السياسة والامن والمال , من شاهد علي العصر . إن الصمت ثورة مضغوطة في قمقم المسؤولية والالتزام والحرص لإتاحة الفرصة لإصلاح وتجاوز ما حصل , ودعوة لإعادة الحسابات الفتحاوية من جديد علي أسس إيجابية ووحدوية ,, بعيدا عن الحسابات الصغيرة والانانية ,,, فتح بحاجة لكل أبنائها ,,, ولا وصاية لأحد علي أحد عند المحكات ,, ولا أحد يستطيع مصادرة قناعات الناس بقرار يسقط من أعلي حتي لو أظهروا الالتزام به من باب المجاملة أو النفاق والحفاظ على مصالحهم , فإن الوضع أمام الصندوق الانتخابي يختلف تماما ,, والالتزام نسبي في الغالب ,, فكيف إذا تعلق الامر بقناعات وحقائق دامغة  وصراع الارادات ؟؟؟ إن القسمة والتجزئة والشرذمة ليس في صالح أحد ولن تكون ولا يتمناها مخلص وحريص,, إن وعي القيادة محل رهان حتي الان بأن تغلب المصلحة الحركية والوطنية , وتجمع الشمل وتعد العدة لمواجهة التحديات ,, لأن القادم أعظم من التفاصيل الصغيرة بكل تأكيد , لا مجال فيه للمغالاة والمكابرة ,, الواقع الذاتي والموضوعي كل يتحدث عن نفسه , والحلال بين والحرام بين .. نريد فتح قوية موحدة على قلب رجل واحد لتعبر الي مستقبل أكثر أمنا بجدارة !!!!