خبر : تفعيل قناة الاتصال في عمان بموازاة التحضير للحسم الكبير ..بقلم : حسين حجازي

الأحد 08 يناير 2012 01:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تفعيل قناة الاتصال في عمان بموازاة التحضير للحسم الكبير ..بقلم : حسين حجازي



إلى عمان در ... بعد القاهرة وشرم الشيخ اذا كان يتوجب الحفاظ أبد الدهر على هذه القناة الرقيقة بل قل الثغرة، الكوة في الجدار. لأجل الابقاء على الانطباع بأن"كل شيء هادئ في ممر بوشيكا". ولكي يكون بمقدور اللاعبين المدراء الكبار، مواصلة صراعاتهم في الملعب المجاور، دونما مشاكل تذكر في الخطوط الخلفية. لعبة قتل سورية اليوم التي تنعقد حولها لعبة الأمم الكبرى. فعملية السلام يجب الابقاء عليها في وضع من الطفو الدائم كخشبة عائمة. واذا كانت مصر لا تزال في وضع من الغموض، المخاض الثوري، لم تعرف بعد وجهتها، فإن منظومة النظام القديم لا تعدم عدة الشغل الاحتياطية، كما لا تعدم المصطلحات مخزون الكلمات المساعدة، والمفاهيم، "استكشاف سبل إعادة استئناف المفاوضات". هيا نستكشف إذا كنا لا نخسر شيئاً وذلك حتى سقف زمني محدد هو يوم السادس والعشرين من كانون الثاني. ولكن لعله قبل الأسئلة التي لا حصر لها، عن نوايا اللاعب المقابل والشريك. اي بنيامين نتنياهو في هذه الحالة فان سؤالاً كبيراً لا يطرح في واقع الحال يظل هو السؤال المفتاح في كل هذه القصة، وهذا السؤال مفاده: هل يمكن حقاً التوصل الى تحقيق عملية السلام تسوية، ذات مصداقية، في غياب تعطل دور ووزن ومظلة السيبة الثلاثية التي طالما مثلت قلب النظام الاقليمي العربي اي غياب المثلث المصري السعودي السوري، إذا كانت اللجنة الرباعية أعجز من ان تمثل مظلة حقيقية بل وإذا كانت المظلة، الدولية، لا يمكنها ان تكون بديلة بمفردها عن المظلة الإقليمية. بل وهل يمكن إعادة إنتاج هذه العملية وتحقيقها الهدف. إذا كان الإقليم برمته، والعالم معه منخرط في اشتباك حاسم، عملية "كباش" لا سابقة لها في حجمها، ويترتب عليها اليوم تقرير ليس التوازن في الاقليم وانما توازن القوى العالمي الجديد، إذا كان عنوان هذه العملية الكبيرة لعبة الامم الجديدة حسم الصراع بين آسيا والغرب القديم. بملقط دقيق كصائغ محترف، او كحائك يستخدم الإبرة والخيط، هكذا يبدو الرئيس محمود عباس في المشهد الأخير، وسط هذا التدافع، التلاطم العظيم للأمواج العاصفة محاولاً الطفو بالقارب الفلسطيني للإبقاء على مسار، مخرج طريق جديدة آمنة، لوصول المركب الفلسطيني الى شاطئ الأمان. ان مزاجه الذي يميل إلى الصراحة، الصدقية والاستقامة، هو الذي يضفي على حجته قوة الإقناع، وكأنما اكتشف كلاً منهما الآخر، لم يجد في خالد مشعل، شريكاً "معانداً" بل متفهماً. لنصل الى يوم 26 كانون الثاني، نصل الجسر ونرى، "ليس ثمة مشكلة" قال خالد مشعل. وهكذا لم يخل الاستكشاف في عمان بقواعد المصالحة الشراكة القوية التي أرساها الرجلان في القاهرة. رتق الثغرة، الفتق في الثوب الفلسطيني الداخلي بموازاة مواصلة القدرة على المناورة السياسية في المجال الخارجي. هذه لحظة لاختبار المناعة بل النضج الفلسطيني بين الشريكين، إذا كان كلاهما "فتح" و"حماس" يعرف سيناريو اللعبة التمثليية واذا كنا قررنا حددنا الخطوط التي نقف عليها. هل هذه تمثيلية، من قبيل الحفل التنكري، وفي الوسط يبرز دور طوني بلير باعتباره الحاوي الساحر، الذي يمارس لعبة الثلاث ورقات. هيا الى القصف الإغراء والإغراق للفلسطينيين تحت مظلة الاستكشاف، إبعادهم عن مواصلة اللعبة في الساحة الكبيرة للأمم نأخذهم مرة أخرى، لنعيدهم الى الزقاق الرواق المظلم، غرف المفاوضة. لتنويمهم، تخديرهم لئلا يأخذوا الدولة من مصادقة مجموع الأمم، في هذه الساعة التي لا يملك فيها النظام القديم، نظام بلير، المتهاوي ومعه باراك اوباما، لا حول ولا قوة على صد محمود عباس الذي سيصبح في الجولة القادمة، أكثر قوة باتفاقه مع "حماس". لنفك علاقته مع "حماس" ونعيد حماس الى الأردن، لتفكيك علاقتها مع سورية، اذا كان من غير المقدور تشويه صورتها، كما يحاولون مع حسن نصرالله وحزب الله، شيء ما من مكر الليل والنهار لأن الحرب البديلة هي الفتنة السنية الشيعية. فهل رأيتم جيفري فالتمان يصل الى عمان ام الى القاهرة لكي يكون الحاضر الفعلي في اجتماع الجامعة العربية يوم السبت لتقييم الموقف، على ضوء تقرير وفد المراقبين الى سورية لتقرير الخطوة التالية، في العملية المشار اليها والمتدحرجة التي اسمها قتل سورية. فهل اصبحت اللعبة واضحة إليكم يا سادة، إنها محاولة سحبنا نحن الفلسطينيين، أخذنا في حمأة احتدام الصراع، الى استراحة هادئة، لتناول كوب من العصير المرطب، بينما رحى الكباش، يجري في الحارة المجاورة. طوني بلير وجيفري فالتمان هما المخرجان. هل اختلط علينا الأمر، وقد قوي مراسنا في هذه اللعبة المتطاولة بحيث لم نعد نعرف ماذا يريد العدو؟ والجواب هو لا وكلا. ولكن المسألة هنا يمكن مناقشتها على محورين المحور الاول هو ان العدو لم تصله الرسائل، الأساسية هنا، التي بعثها الربيع العربي وقبله انهيار جدار برلين، بل والانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة، ومفادها أن مأزق اسرائيل هو انه لم يعد ممكناً مواصلة شعب احتلال شعب آخر، ولذا فإن التحول المقبل، انتفاضة شعوب المنطقة عليها، إذا لم تعجل الحرب الاقليمية بتصفية تسديد هذا الحساب، ولذا يبدو استجداء اللقاء في عمان من جهة والتلويح بحرب على غزة نوعاً من المزاح السمج. اما المحور الثاني فهو لغة التصريحات التي انطوت عليها ردود فعل "حماس"، تجاه ما يجري في عمان. وأرى أن هذه مناسبة، للفت انتباه المتحدثين باسم الحركة، الى ان الفلسطينيين الذين يتقبلون الخلاف هم أكثر إدراكاً لحقائق الأمور، وهذا يعني ضرورة إبراز الحجة في الخلاف وتوضيح الأمر، دون المبالغة في الاستناج فهذه اللقاءات وحتى المفاوضات، لا يمكنها ان تضر بالمصالحة. ان قدراً من التحليل الموضوعي يبدو مفيداً هنا، لإبراز الجوانب المعقدة للقضية، دون الذهاب الى استنتاجات قد تعكرالمناخ العام. فلا أحد لديه أوهام ولكن ثمة ضريبة، ثمناً لعلاقة منفتحة على العالم لممارسة دبلوماسية دولية باختصار. وفي السياق نفسه أود مرة ان نقتفي التقاليد اللبنانية في إدارة الخلاف على الصعيد الإعلامي، فنحن مختلفون ولكن يجب الحفاظ على إطار من اللغة المقبولة، تحترم فيها الأطراف كما المقامات. محمود عباس هنا اسمه، لقبه الرئيس محمود عباس، احترام من نختلف معه، ونشر الأخبار بصورة موضوعية، ولكن إبراز الخلاف في التقييم والتحليل والتعليق. نأتي في هذه الحالة بمن نريد لكي نقيم الموقف. اذا كان من الاهداف الجانبية لهذه اللقاءات ايضاً محاولة دق إسفين بيننا، وعدم الانجرار الى ذلك هو محك الذكاء القيادي والإعلامي كما كانت ردود أفعال الأستاذ خالد مشعل. أحب تعليقات، تصريحات، خالد مشعل وموسى ابو مرزوق الهادئة، التي تعكس مزاجاً متوازناً، انفعالاً يتسم بالعمق، وهذا غير الانفعال النزق. واستطراداً أفضل الاستماع الى نشرة الأخبار من "إذاعة القدس"، التي تتميز بمهنية عالية. ولكني مع الاحترام للجميع لا استطيع الاستماع 5 دقائق الى نشرة الأخبار من "إذاعة صوت الأقصى". فهل نصل بعد ذلك الى استنتاج؟ لا نوجد في وضع اي وضع لا يمكننا قبول الذهاب الي عملية استكشاف يرعاها الأردن الشقيق بمبادرة من العاهل نفسه، الذي سيقيم الأمر في لقائه مع الرئيس الأميركي في واشنطن يوم 12الجاري. هذا ايضا وقت مستقطع قبيل الشروع في الحركة الثانية مواصلة الهجوم الدبلوماسي ولكن بعد إقامة الحجة وهذه المرة الأردن نفسه طرف وفي الصورة. لكن هل يمكن ان تشكل هذه اللقاءات بمثابة تفريغ للشحنة الفلسطينية، تنفيس الاحتقان. او كرقصة تقود الى رقصة أخرى، كوصلة متواصلة بهدف التفريغ التام. نعم توجد هذه المحاذير وحتى اكثر كغطاء على شيء يتم ترتيبه اذا كانت رائحة الحرب هي التي تشتم اليوم من جهة الشرق. مجلة الفورين بولسي الأميركية تتحدث عن 10 احتمالات للحرب اسرائيل طرف رئيسي في بعضها.