غزة/ سما / نظمت جمعية المنتدى الثقافي للشباب ندوة سياسية وثقافية في الذكرى الثالثة للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في مقرها بمدينة غزة، اليوم الاثنين (2/1/2012)، بمشاركة زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، سهيلة سرحان اخصائية إجتماعية من جمعية عايشة والمحامي في الوحدة القانونية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إبراهيم الصوراني، وبحضور لفيف واسع من الشباب والطلبة الجامعيين والباحثين والمهتمين. بدوره أشار زياد جرغون الى أن تداعيات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة (2008-2009)، كما أعلنتها الحكومة الاسرائيلية السابقة (أولمرت-ليفني) تكمن في الافراج عن الجندي الأسير آنذاك جلعاد شاليط، ووقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة ووقف أعمال التهريب وكبح جماع فصائل المقاومة وانهاء حكم حماس بغزة. ولفت جرغون أن اسرائيل استغلت حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي والوضع العربي الضعيف والمتآمر والانحياز الأمريكي لها ورغبة منها تصدير أزماتها الداخلية لشن حرب اسرائيلية على قطاع غزة استخدمت فيها كافة أشكال الأسلحة المحرمة دولياً وسقط خلالها 1400 شهيد وأصيب 5000 آخرين وسط تدمير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين ومنازلهم. ونوه جرغون في اطار حديثه عن الجانب السياسي، أن ادعاءات الاحتلال للحرب على قطاع غزة واهية، موضحاً انه بعد 22 يوماً من الحرب على قطاع غزة خرجت غزة منتصرة بقوة ارادتها وصمود أهلها بالرغم من سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى والتدمير الهائل في المنازل والممتلكات، إلا أن "إسرائيل" لم تستطع تطبيق أي من تداعيات الحرب على غزة ، مؤكداً أن الحرب على غزة قبل 3 سنوات أستهدفت الكل الفلسطيني ولم تستثني فصيلا دون آخر. ونوه جرغون إلى أن المصالحة الوطنية وحوارات القاهرة الأخيرة في الـ20، 22 ديسمبر 2011 خلقت أجواء ايجابية بين الفصائل الفلسطينية ولكن المواطن الفلسطيني ما زال يحيط بحالة من الاحباط لعدم رؤيته شيئاً على الأرض, داعيا الى تفعيل عمل اللجان الثلاث التي أتفق على تشكيلها في حوار القاهرة الأخير، محذراً من ادارة الانقسام وخطورة ذلك وخصوصاً ان شعبنا ما زال يرزح تحت الاحتلال وبحاجة الى الوحدة الوطنية. وأوضح جرغون أن الجبهة الديمقراطية تدعو مراراً لتشكيل جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مشتركة تحدد أساليب وتكتيكات الرد على جرائم وعدوان الاحتلال. وتطرق القيادي في الجبهة الديمقراطية الى أن ملف اللاجئين الفلسطينيين أصبح مغيباً وأوضاع المخيمات في حالة مأزومة ولا يجري الحديث عنها، اضافة الى استمرار الاحتلال في تهويد القدس ومواصلة الاستيطان بالضفة والحصار على غزة، مرجحاً أسباب استمرار تلك الحالة الخطيرة ناتج عن استمرار الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني. من ناحيتها أكدت الاخصائية الاجتماعية سهيلة سرحان في اطار حديثها عن الجانب النفسي والاجتماعي، أن الحرب على غزة أحدثت حالة من الرعب في صفوف المواطنين وكان لها تأثير سلبي على الأسر والمجتمع المحلي الفلسطيني، حيث أن الغالبية العظمى من الأسر عجزت عن حماية أبناءها، وأعلى نسبة انتابها القلق. ولفتت سرحان أن المجموع الكلي تبين حاجة الأسر والأطفال الى حماية، حيث أن 71.6 من الأطفال كان لديهم صعوبة وخوف من الذهاب الى النوم، 34.2% غير مستقرين في الحياة، 35% يرون أن أطفالهم أي كان يستطيع اخافتهم. منوها الى أن الاحصائيات تبينت بعد الحرب أن 77% كانت حياتهم مليئة بالمخاطر، 65% يرغبون بالهجرة المحلية او الخارجية مع أسرهم. ودعت سرحان الى ض ضرورة المساعدة النفسية لتلك الفئات وعمل لقاءات يومية وارشاد عائلي لهم للتخفيف عنهم. ومن جهته تحدث إبراهيم الصوراني عن الجانب القانوني للحرب على غزة، أشار إلى أن تلك الحرب تعد الأشرس والأعنف ضد غزة في ايقاعها خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، حيث أن 82% من الخسائر كانت مدنية. وأشار إلى أن مؤسسات حقوق الانسان لعبت دوراً في فضح الاحتلال وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال وانتهاكه للقانون الانساني الدولي والقواعد الانسانية في أوقات الحروب والنزاعات، منوها إلى أن اتفاقية جنيف الرابعة التي تطالب بحماية المدنيين، انتهكتها "إسرائيل" باستخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين علما أن تلك القوة لا تستخدم إلا في الحروب العسكرية. ولفت إلى تبني مجلس حقوق الانسان لتقرير غولدستون والذي حول للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي طالب اسرائيل بالتحقيق بجرائم الحرب على غزة، إلا ان اسرائيل لم تستجب لمعطيات هذا التقرير ولم تلتزم بقرارات الامم المتحدة ولا القانون الدولي وتتحرك كأنها خارج الشرعية الدولية ولا ينطبق عليها مبدأ المحاسبة والمقاضاه. وأدارت الندوة السياسية والثقافية الإعلامية سهر دهليز والتي أكدت ان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة جريمة عدوانية تتطلب محاسبة اسرائيل لاختراقها القانون الدولي الانساني وعلى جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني. وجرت في ختام الندوة عدة نقاشات ومداخلات هامة أغنت وأسهمت في اثراء الندوة والاجابة على أسئلة العديد من الحضور.