غزة / آلاء الهمص / سما / رفضت فصائل فلسطينية اللقاءات التي تنوي السلطة عقدها مع الاحتلال الاسرائيلي من اجل مناقشة ملفي الأمن والحدود في العاصمة الاردنية عمان. حيث استهجنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة استمرار اللقاءات السياسية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، معتبراً استمرار هذه اللقاءات هو إعادة إنتاج لسياسة الفشل من خلال هذه اللقاءات العقيمة. ودعت حماس في بيان لها تلقت (سما) نسخه عنه السلطة الفلسطينية إلى مقاطعة اللقاء المنوي عقده غداً مع الاحتلال باعتبار أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عقد اللقاء وأنه سيستغله للخروج من أزمته وإعادة تلميع صورته في ظل الربيع العربي والتفاعل الأممي ضد الجرائم الإسرائيلية. بدورها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عقد لقاءات مباشرة مع دولة الاحتلال بعد اعادة ملف الصراع الى الامم المتحدة ومؤسساتها ينطوي على خطأ سياسي فادح يعيد الساحة الفلسطينية الى دوائر المراوحة والانتظار، ويشجع الاحتلال على سياسته وممارساته التي تطال البشر والشجر والحجر والمقدسات وعلى تهرب الاطراف المعنية العربية والاسلامية والدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية. ورات الجبهة بان الاحتلال ومعه الرباعية الدولية هم المستفيدون من لقاء عمان وهو في الحقيقة لقاء تفاوضي يستنزف الرصيد الوطني الفلسطيني ويعيد الساحة الى دوائر الاوهام واللهاث وراء استرضاء الاخرين والتهرب من مواجهة الحقائق الدامية التي يفرضها الاحتلال عبر الاستيطان والتهويد والحصار والتطهير العرقي والعدوان. واكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على ان استمرار اللقاءات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية غير مجدي على الاطلاق. وقال مزهر خلال اتصال هاتفي مع وكالة (سما) " لقاء الجانبين في عمان ياتي في اطار استمرار الرهان على المفاوضات العبثيه التي رايناها على مدار 18 عاما ولم تحقق الحد الادنى من الحقوق الوطنيه للشعب الفلسطيني" . وطالب مزهر بوقف كل اللقاءات مع الاحتلال الاسرائيلي باي حال من الاحوال وعدم الرهان عليها والقطع التام مع هذا المسار واصفا اياه "بالمسار العبثي والعقيم " . ودعا مزهر لصوغ استرايجية لمواجهة الاحتلال خاص انه يدير الظهر لقرارات الشرعيه الدوليه ووقف كل المراهنات في ظل انحياز امريكي واضح وفاضح للاحتلال الاسرائيلي وفي ظل هيمنة وسيطرة الادارة الامريكية على الرباعية. واشار مزهر الى ان الرباعية لن تقف الى جانب الفلسطينيين على الاطلاق بل ستكون منحازة الى الاحتلال. وتابع :"كل الجهود التي بذلتها الرباعية لم تنجح في وقف الاستيطان فما بالك في القضايا الاخرى التي من المفروض ان تمارس الاداره الامريكية والرباعية ضغوط جديه على الاحتلال الاسرائيلي لوقف الاستيطان والممارسات التي تجري في تهويد القدس وغيرها من الاجراءات". واوضح مزهر ان الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد من مثل هذة اللقاءات لانه يتخد منها وسيلة لتحسين صورته لدى المجتمع الدولي في ظل العزلة التي يعيشها خاصه انو صورته تراجعت في ظل ممارساته واجراءاته وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني وكان هناك عمليه سلام تجري في المنطقه . وعن تأثير مثل هذة اللقاءات على المصالحه الفلسطينيه قال :"بالتاكيد الكل الفلسطيني مشدود لتنفيذ المصالحة وهناك احتلال وادارة أمريكية تسعى لوضع عراقيل امام المصالحه الفلسطينيه(..) مشددا على ضرورة عدم الاستجابة لتلك اللقاءات واعطاء الاولويه لاستعاده الوحده الوطنيه وطي صفحة الانقسام حتى يتمكن شعبنا من مواجهة المخاطر والتهديدات الاسرائيليه المتواصله بحقه وبحق المشروع الوطني. من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي اجتماع عمان بأنه مضيعة للوقت وإعطاء فرصة جديدة للاحتلال من أجل فرض وقائع احتلالية على حساب الشعب الفلسطيني. وقال القيادي في الحركة خضر حبيب في تصريحات له:" إن إسرائيل لا تريد صناعة سلام حقيقي مع الفلسطينيين، وتستغل هذه المفاوضات والاجتماعات لفرض المزيد من مشروعها التهويدي والاستيطاني في الأراضي الفلسطينية". وأوضح أن هذه الاجتماعات تأتي تحت عنوان عودة المفاوضات من جديد، " ونحن كشعب فلسطيني لنا تجربة مريرة مع المفاوضات التي لم تحقق شيئًا جديدًا لشعبنا"، لافتًا إلى أن المفاوضات تكون لصالح الاحتلال الإسرائيلي. فيما حذر نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم من أن يكون اللقاء محاولة لتمييع الموقف الفلسطيني الثابت وإعفاء "إسرائيل" من مسؤولياتها تجاه عملية التسوية. وقال عبد الكريم لـ"صوت فلسطين" إن على اللجنة الرباعية الدولية اتخاذ موقف جدي وملموس لحمل إسرائيل على تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها كما جاء في بيان الرباعية الصادر في سبتمبر الماضي. بدوره، قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في بيانٍ صحفي الاثنين :" إنه من الخطأ المشاركة الفلسطينية في هذه الاجتماعات، خاصة في ظل الإعلانات الإسرائيلية الرسمية واليومية عن عزم الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستعمراتها المقامة في القدس الشرقية والضفة". وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية ستستغلان اجتماعات عمان لممارسة الضغوط على الوفد الفلسطيني لاستئناف المفاوضات فورًا، ولإشاعة أجواء في المنطقة والعالم بأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد تم استئنافها من خلال اجتماعات عمان. ودعت فدا السلطة الفلسطينية للتمسك بقرارات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية برهن استئناف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي بالتزام الحكومة الإسرائيلية بالوقف الكامل والنهائي لكل أشكال التوسع الاستيطاني.