خبر : الربيع العربي سيتحول إلى شتاء إسلامي مظلم...الإسرائيليون لا يريدون رؤية جيرانهم العرب في مجتمعات ديمقراطية

الأحد 01 يناير 2012 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الربيع العربي سيتحول إلى شتاء إسلامي مظلم...الإسرائيليون لا يريدون رؤية جيرانهم العرب في مجتمعات ديمقراطية



القدس المحتلة / سما / وفقا لاستطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة "جيروزليم بوست" حول أهم وأكبر قضية في عام 2011 بالنسبة للإسرائيليين, جاءت النتائج على النحو التالي: في المرتبة الأولى الربيع العربي بحسب 55% من المصوتين, وحلت التهديد النووي الإيراني في المرتبة الثانية وفق تصويت 23% من الجمهور. وبحسب الصحيفة فمع بزوغ فجر جديد في الشرق الأوسط مع الربيع العربي, كان ثمة القليل من التصفيق في إسرائيل, فالإسرائيليون لا يريدون رؤية جيرانهم العرب في مجتمعات ديمقراطية مزدهرة, فإسرائيل تقع في قلب الشرق الأوسط وعلى دراية بالمد الإسلامي الذي يرتفع تدريجيا في جميع أنحاء المنطقة. وقال عدد من المراقبين الإسرائيليين إن المفاجئات والتغييرات في المنطقة من غير المرجح أن تجلب قوى ديمقراطية معتدلة ولكنها فتحت الباب لتطلق العنان للأيدلوجيات والحركات المتعصبة التي كانت منذ عقود تحت وطأة الدول القمعية. وبحسب المراقبين فإن الربيع العربي سيتحول إلى شتاء إسلامي مظلم, وأهم دولة عربية هي مصر التي أكملت مرحلتين من الانتخابات من أصل ثلاث ونجحت الحركة الإسلامية البرغماتية "الإخوان المسلمين" في المرتبة الأولى, بينما حل حزب النور السلفي الأكثر تعصبا في المرتبة الثانية, أما الليبراليين والعلمانيين واليساريين لم يأخذوا سوى ومضة صغيرة على شاشة الرادار ولن يكون لديهم أي رأي في مسار مصر في هذه المرحلة من التاريخ. ونتيجة لذلك فإن إسرائيل الآن تعد نفسها لحكام مصر الجدد, وهم الإخوان المسلمين نفس الحركة التي أنشأت حركة حماس التي تدير حاليا النظام الإرهابي في غزة, على حد تعبير الصحيفة. وفي المقابل فإن الجيش المصري المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تختبر الحكومة الإسلامية, ولكنه لا يحظى بشعبية, وبحسب التقديرات فإن الجيش الذي يكافح من أجل البقاء في السلطة إذا فشل كقوة سياسية فإن مستوى معاهدة السلام مع إسرائيل سينخفض وسندخل في هدنة غير مستقرة. وأشارت الصحيفة إلى أن نفس السيناريو ممكن أن يتكرر مع الأردن ولكن باحتمالات أقل, الديوان الملكي الهاشمي يحظى بشعبية أكبر من حسني مبارك ولكن كما ظهر في عام 2011 من المستحيل أن نتوقع ماذا سيحدث غدا, عندما جاء الإسلاميين إلى السلطة في تونس, والمغرب, وانهيار أنظمة إقليمية قديمة. وفي الشمال, توجد سوريا, حيث تفجرت الأحداث واقتربت البلاد من حافة الحرب الأهلية, بالتأكيد يجب على إسرائيل أن تراقب ترسانة الأسلحة التي تملكها دمشق بما فيها صواريخ تحمل رؤوس كيماوية التي يمكن أن تصل إلى حزب الله. وبحسب المراقبين فإن انهيار نظام بشار الأسد سيجلب نتائج مختلطة من المنظور الإسرائيلي: الخبر السار, هو أن الحليف الموالي لإيران والراعي الرئيس لحزبي الله سيختفي من المشهد, وسيحد ذلك من قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى وكيلها الشيعي في جنوب لبنان والذي سيتضرر بشدة وسيكون الحد الأدنى لنفوذ إيران في الشرق الأوسط. الخبر السيئ, هو أن حكومة سنية إسلامية قد تحل محل الأسد وستنضم إلى القوى الإسلامية الأخرى في المنطقة بما فيها مصر. ووفق الجيرزوزليم بوست فإن الأكثر إحباطاً هو عدم قدرة حماسة الربيع العربي على اختراق إيران, حيث أن المعارضة لا تزال تضمد جراحها بعدما تعرضت للضرب من قبل رجال آية الله علي خمنائي في 2009. وفي وسط هذه الاضطرابات فإن إيران لا تزال تسابق الزمن للحصول على سلاح نووي, والوقت ينفذ بالنسبة لإسرائيل لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما لمواجهة هذا المشروع, وفي مثل هذه البيئة غير المستقرة فإن خيار توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي أصبح أكثر تعقيدا.