خبر : ابنة الدكتاتور والمحامي الاسرائيلي../ هكذا تبدو حياة ابنة الطاغية القذافي التي فرت من ليبيا../يديعوت

السبت 31 ديسمبر 2011 11:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ابنة الدكتاتور والمحامي الاسرائيلي../ هكذا تبدو حياة ابنة الطاغية القذافي التي فرت من ليبيا../يديعوت



كانت في عزلة في الجزائر، تشتاق الى وطنها ليبيا، ولكنها تخاف العودة الى هناك وغاضبة على المسؤولين عن مقتل أبيها معمر القذافي – هكذا تروي عائشة القذافي ابنة الطاغية الليبي الذي قتل في حالة فتك، لمحاميها. محاميها، واسمه نيك كوفمان، هو اسرائيلي يسكن في القدس كان حتى قبل نحو سنة مدعيا عاما في النيابة واليوم يعتبر خبير في القانون الدولي ويمثل عائشة وكذا أخيها سعد القذافي.بينما يضج العالم على عائلة القذافي، والمحكمة الدولية في لاهاي تطالب بتسليم سيف الاسلام، ابن الدكتاتور الليبي سيء الصيت والسمعة، فان المحامي الاسرائيلي نيك كوفمان بالذات يختار ان يمثلهما بل ويحاول ان يتصل منذ بضعة اسابيع بالابن سيف كي يمثله ايضا. في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" يروي عن عائشة القذافي – من الهرب السريع من ليبيا عبر الصدمة من صور قتل أبيها وحتى اللحظة التي توجهت فيها الى المحامي الاسرائيلي."عائشة كانت حامل عندما اندلعت الاضطرابات وأنجبت عندما فرت من الدولة"، يروي كوفمان. "هي أم لاربعة اطفال، وقد فرت من ليبيا مع عائلتها الصغيرة – خوفا على حياتها من الثوار وكذا عقب القصف الجوي لقوات الناتو التي أحدثت دمارا وقتلا كثيرا. لم يكن لها ما يدعوها الى تحذير أبيها من ان يحاولوا تصفيته وذلك لأنه في شهر آذار وُجه صاروخ ناتو من طراز توم هوك نحو منطقة باب العزيزية التي كان يمكث فيها القذافي – مما شهد بشكل واضح على نوايا قوات الناتو. وفي النهاية فان صاروخا أطلقته طائرة صغيرة غير مأهولة للناتو هو الذي أصاب القافلة التي كان يسافر فيها معمر القذافي".وعلى حد قوله، فان صور الفتك التي نشرت أصابتها بصدمة شديدة: "صور قتل أبيها وأخيها معتصم والتي بُثت حول العالم أحدثت لعائشة صدمة شديدة تعاني منها حتى اليوم. وهي تتحدث عن ان الثوار دنسوا قبول عائلة أبيها في سرت بما فيها قبر جدتها (أم معمر) والذي أخرجوا منه عظامها وأحرقوها – وذلك لأنهم اعتقدوا أنها يهودية"."عائشة غاضبة من المسؤولين عن قتل أبيها وأخيها معتصم ورغبت في ان يفتح المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ملف تحقيق فوري في ملابسات الجريمة. وهي مقتنعة بأن الحكومة الانتقالية في ليبيا غير قادرة أو غير معنية باجراء تحقيق كهذا. توجهت باسمها الى المدعي العام الرئيس في المحكمة الجنائية في لاهاي وطلبت باسم العائلة ان تحقق المحكمة بقتل أبيهم".الملجأ والخطر"تلقت عائشة ملجأ في الجزائر لاعتبارات انسانية. وهي توجد في مثابة اقامة جبرية، ممنوعة من لقاء الاصدقاء أو الزوار، ولا تتعرض حياتها للخطر. أما الآن فهي تشتاق وطنها ولكنها تفهم بأن حياتها ستكون في خطر اذا ما عادت. ومع ذلك، فانها تعتزم مواصلة الدعوة للسلام والمصالحة في ليبيا"، أضاف."يُذكر انها ليست مشبوهة بأي مخالفة جنائية"، يشدد كوفمان بل وترد المنشورات التي بموجبها جاء أنها طلبت لجوءا سياسيا في اسرائيل: "التقرير إياه كان شائعة. عائشة لم تطلب مني رفع أي طلب للحصول على لجوء سياسي في البلاد، كما أنها لم تتوجه إلي لأني محامي اسرائيلي بل لأني أحد المحامين الأكثر شهرة في المحكمة الدولية في لاهاي حيث شغلت هناك منصب مدعي عام في الماضي. وأنا أعرف المنظومة هناك جيدا وأعمل الآن محاميا ومستشارا قضائيا لغير قليل من المشبوهين في هذه المحكمة وفي محاكم دولية اخرى".عندما توجهت عائشة اليه لم تعرف على الاطلاق بأنه اسرائيلي: "عائشة وأخوها سعدي توجها الي في شهر تشرين الاول من خلال محقق عمل معي، من سكان كندا، وسألني المحقق اذا كنت معنيا بتمثيلهما وعلى الفور قلت انه من ناحيتي لا مشكلة. ولكني طلبت ان يراجعهما اذا كان هذا يزعجهما أني اسرائيلي. كان مهما لي ان يعرفا ذلك. ولم تكن لدي نية لاخفاء الامر. ولمفاجأتي لم تكن عائشة وسعدي ليكترثا. فقد طلبا ان أمثلهما وهما يعرفان بوضوح بأني اسرائيلي وأسكن في اسرائيل".التوجه الى الانتربول"عائشة تعرف عن اسرائيل الكثير جدا"، يضيف كوفمان. "هي شابة ذكية جدا، واعية تماما لما يحصل حولها". أما كيفية اتصاله بها وهي في الجزائر فيرفض الكشف عنها: "أنا بالاجمال أُقدم خدمة في اطار دفاع قانوني ولا يمكنني ان أروي عن وسائل الاتصال بيني وبين موكلتي".ومع الابن سعدي ايضا، الذي تلقى لجوءا سياسيا في نيجيريا، ولكنه فرضت قيود متشددة على حركته، يوجد كوفمان على اتصال به: "هناك محادثات بيننا، ونحن نبحث عن السبل كي لا يُسلم الى لاهاي. وقبل نحو شهرين توجهت الى الانتربول كي لا يعتقلوه لغرض تسليمه".محاولة تمثل سيفاضافة الى عائشة والى سعدي كفيل كوفمان بأن يمثل في لاهاي ايضا الأخ سيف الاسلام – الذي كان يعتبر الخليفة المرشح لمعمر وكان الشخصية الأكبر في ليبيا بعد ابيه. وحسب كوفمان، فان عائشة وسعدي طلبا منه ان يمثل أخيهما سيف المعتقل في ليبيا وكفيل بأن يُسلم ويُقدم الى المحاكمة على جرائم ضد الانسانية: "منذ عدة اسابيع وأنا احاول الوصول اليه، ولكن السلطات في ليبيا ترفض التعاون. وهم يطرقون لي الهواتف. انه يستحق محامي كجزء من الحقوق الدولية. وآمل جدا ان أتمكن قريبا من الحديث معه والحصول منه على توكيل كي أتمكن من تمثيله اذا ما وعندما يُسلم الى لاهاي".