تفيد مصادر فلسطينية بأن قيادة حماس تفكر ألا تطرح مرشحا في الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية، المتوقع ان تجرى بالتوازي مع الانتخابات البرلمانية والمجلس الوطني الفلسطيني لـ م.ت.ف في أيار 2012. وحسب مصادر في حماس، فمع انه لم يتخذ بعد قرار في قيادة المنظمة في هذا الشأن ولكن ميل اغلبية كبار رجالات الحركة هو التخلي عن السباق للرئاسة والاكتفاء بالانتخابات للبرلمان. وذلك رغم ان فرص حماس للنجاح في الانتخابات للرئاسة لا بأس بها على الاطلاق في ضوء تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) بأن ليس في نيته مرة اخرى التنافس للانتخابات الرئاسية. ومع انه بدلا من عباس يعتزم كبير سجناء فتح في السجن، مروان البرغوثي، عرض ترشيحه، إلا ان البرغوثي هو الآن في السجن الاسرائيلي وليس واضحا اذا كان بوسعه ان يتنافس. وشرح مسؤولون كبار في المنظمة بأن انتصار حماس في الانتخابات للرئاسة سيضع المنظمة في ازمة سياسية داخلية وخارجية صعبة لأنه من شأن اسرائيل ألا تسمح لمثل هذا الرئيس ان يتصرف بحرية بل وربما تعتقل رئيسا منتخبا من حماس. النموذج الذي يقف أمام ناظر قيادة المنظمة في الخارج وفي غزة هو نموذج "الاخوان المسلمين" الذين قرروا تركيز جُل جهدهم السياسي على البرلمان وليس على الرئاسة والتأثير أساسا على القضايا الاجتماعية. اضافة الى ذلك، فان تجربة حماس في سيطرتها على قطاع غزة ليست ايجابية بكل ما يتعلق بقدرتها على ادارة شؤون القطاع سياسيا، في ضوء عزلة غزة والمواجهة المستمرة مع اسرائيل. ولهذا طُرح المطلب بين كبار رجالات حماس للتخلي عن الانتخابات للرئاسة. ولكن أحد قادة حماس في القطاع، غازي حمد، قال أمس معقبا لـ "هآرتس" بأن القرار النهائي لم يتخذ بعد. الصعيد الآخر الذي تعتزم حماس التنافس فيه هو مؤسسات م.ت.ف. فالمنظمة ستسعى الى خلق وزن مضاد لفتح في م.ت.ف، بل وربما تحقيق اغلبية في الانتخابات المتوقعة للمجلس الوطني الفلسطيني. ورئيس المكتب السياسي لحماس كفيل حتى بأن يتنافس في هذه المرحلة أو تلك على منصب رئيس م.ت.ف. في حماس يأملون بأن في مجرد انضمامهم الى مؤسسات م.ت.ف سترفع المقاطعة الجزئية التي فرضت عليهم من جانب بعض من الدول العربية. وأفادت القناة الثانية أمس بأن قطر تضغط على الاردن لاستقبال قيادة حماس التي تمكث في نطاقها. بل وعرضت الدوحة لهذا الغرض صفقات اقتصادية مختلفة كفيلة بأن تخلق ربحا اقتصاديا كبيرا للاردن، ولكن على الأقل في هذا الوقت يبدو ان الأسرة المالكة الاردنية سترفض هذا الاقتراح خشية المواجهة مع الولايات المتحدة.