صادقت ادارة اوباما أمس على صفقة سلاح كبيرة جدا بين الولايات المتحدة والسعودية في اطارها تتلقى المملكة قرابة مائة طائرة قتالية جديدة من طراز اف 15. قيمة الصفقة تصل الى 60 مليار دولار. في اسرائيل لم يعربوا عن الاعتراض على الخطوة، وذلك بعد أن أوضحت واشنطن بان الصفقة لن تمس بالتفوق النوعي لسلاح الجو الاسرائيلي. صفقة السلاح التي اقرت أمس يصعب عدم النظر اليها من خلال نظارات التهديد الايراني. من هذه الناحية، واضح للجميع بان عملية محتملة على الاراضي الايرانية ستدخل المنطقة بأسرها الى عصف خطير وتضع السعودية ومخزوناتها النفطية الهائلة في جبهة الصراع. في أعقاب هذه الحقيقة، في المساحة التي بين ايران والدول العربية وجدت السعودية نفسها في الطرف الغربي، بصفتها الخصم المرير لايران والحليف للولايات المتحدة في المنطقة. وجاء أمس المردود الامريكي في صورة 84 طائرة قتالية جديدة من طراز اف 15. في اطار ذلك ستحسن الولايات المتحدة 70 طائرة قتالية اخرى توجد لدى السعودية. حجم الصفقة كلها، كما اقر الكونغرس الامريكي السنة الماضية يبلغ 30 مليار دولار. غير أن هذه هي المرحلة الاولى فقط في الصفقة التي ستنتشر على بضع سنوات وكلفتها الاجمالية ستصل الى 60 مليار دولار. في المرحلة القادمة علم أن السعودية تتلقى 70 مروحية اباتشي، 72 مروحية بلاكهوك، صواريخ، منظومات اطلاق ومنظومات دفاع. والصفقة الجديدة ستنفذ بعد قرابة عشرين سنة من صفقة السلاح الكبرى الاخيرة بين الدولتين، والتي وقعت في العام 1992 وفي اطارها باعت الولايات المتحدة للسعودية 72 طائرة اف 15 بقيمة اجمالية بمقدار 8 مليار دولار. في واشنطن على وعي جيد بعدم الارتياح الذي قد تثيره في اسرائيل احدى الصفقات الاكبر في تاريخ الولايات المتحدة. وجاءت في وسائل الاعلام المحلية أمس بان الصفقة تمت إثر نقاش شامل بين واشنطن والقدس في اطاره اوضحت الولايات المتحدة لاسرائيل بان الطائرات التي ستباع لن تزود بمنظومات سلاح متطورة من النوع الذي قد يضعضع التفوق النسبي لسلاح الجو الاسرائيلي. وعلم أيضا ان اسرائيل فهمت الحاجة الى استقرار أمن العربية السعودية حيال التهديد الايراني ولم تمارس الضغط على أعضاء الكونغرس الامريكي قبل اقرار الصفقة.