خبر : القدس العربي:عندما يرفض عباس ان يكون 'انطوان لحد' آخر

الجمعة 30 ديسمبر 2011 12:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القدس العربي:عندما يرفض عباس ان يكون 'انطوان لحد' آخر



اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في احاديث جانبية على هامش لقاءات المصالحة في القاهرة انه يرفض ان تتحول السلطة الى جهاز امني لحماية اسرائيل على غرار الميليشيات التي كان يقودها انطوان لحد، وقبله سعد حداد في جنوب لبنان، وهذا موقف جيد نأمل ان يتعمق ويتصلب، لان السلطة كانت تلعب هذا الدور الامني منذ اليوم الاول لتأسيسها، على امل ان تظفر في نهاية المطاف بدولة فلسطينية مستقلة، وهو امر لم يتحقق على الاطلاق، بل ازدادت الاوضاع سوءا، بدليل اعتراف الرئيس الفلسطيني في الجلسات نفسها بان السلطة لم تعد سلطة، فلا مسؤوليات، ولا صلاحيات تملكها على الارض بعدما عادت الادارة المدنية الاسرائيلية لمزاولة عملها في الاراضي المحتلة.احسن الرئيس عباس صنعا عندما رفض ان تنحصر المساعدات المالية الامريكية للسلطة في تمويل الاجهزة الامنية فقط، كرد على ذهابه الى الامم المتحدة ومجلس الامن للحصول على عضوية دولة فلسطين فيها، تحديا للادارة الامريكية التي تريد منه العودة الى المفاوضات وفق الشروط الاسرائيلية، فاتفاقات اوسلو التي تشكلت على اساسها هذه السلطة كانت خدعة امريكية ـ اسرائيلية الهدف منها حماية أمن اسرائيل بالدرجة الاولى، وهذا ما حدث طوال الاعوام الثمانية عشر الماضية.الرفض لتحويل السلطة الى قوات لحد اخرى في الضفة الغربية وحده لا يكفي، خاصة في ظل التغول الاستيطاني الاسرائيلي، وانهيار عملية السلام بالكامل، واتضاح حقيقة النوايا الامريكية والاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة في الاستقلال وبناء دولته المستقلة. فالسلطة ليست سلطة خدمات امنية للاسرائيليين ومستوطنيهم، وانما خدمات وطنية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.تحقيق المصالحة الوطنية واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتوسيع مظلتها بحيث تشمل منظمات مقاومة فاعلة على الارض مثل ’حماس’ وحركة الجهاد الاسلامي، كلها خطوات تبعث على التفاؤل، شريطة ان تليها خطوات اخرى تعيد الاعتبار والكرامة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.المقصود هنا هو العودة الى المقاومة باشكالها كافة ضد الاحتلال الاسرائيلي، والتخلص من عقدة الخوف من الاحتلال تحت ذريعة الخلل في موازين القوى، فمن العيب ان تنتفض شعوب عربية في وجه انظمة ديكتاتورية قمعية، مثلما هو الحال في سورية حاليا وقبلها في مصر وتونس، بينما يسود الهدوء الضفة الغربية، ولا نرى مظاهرة واحدة ضد الاحتلال في رام الله على غرار مظاهرات ميدان التحرير في مصر وشارع الحبيب بورقيبة في تونس، وميدان الكرامة في اليمن.الرئيس عباس يريد الانتخابات الرئاسية في ايار (مايو) القادم حتى يتقاعد، ويغادر كرسي السلطة، وهذا من حقه، ولكن ربما يكون من الافضل له، وهو الذي راهن على المفاوضات والعملية السلمية لاكثر من عشرين عاما، ان يختم حياته السياسية وهو يقود انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، خاصة انه بعد يومين تقريبا تحتفل حركة ’فتح’ التي كان من قادتها التاريخيين المؤسسين، باطلاق الرصاصة الاولى ضد الاحتلال، وفي زمن كانت فيه الضفة والقطاع تحت السيادة العربية.