غزة / سما / أشاد وزير الداخلية والأمن الوطني في حكومة غزة فتحي حماد بثورة الشعب التونسي التي أطاحت مطلع العام الحالي بنظام الحكم المستبد الذي حكم تونس طيلة 4 عقود متواصلة. وأوضح حماد خلال استقباله أعضاء قافلة أحرار التونسية التي وصلت غزة مساء الثلاثاء أن الفعاليات التي تنظمها الوفود العربية الزائرة للقطاع تأتي في إطار تعزيز صمود الفلسطينيين. وحضر اللقاء إلى جانب وزير الداخلية كل من مدير عام مديرية الخدمات الطبية العسكرية العقيد عاطف الكحلوت ونائبه وعدد من مدراء الإدارات والأقسام في المديرية. وثمن الوزير حماد دور قوافل كسر الحصار في تقديم الدعم المعنوي والمادي والنفسي والإعلامي للغزيين، لافتاً إلى تقديم تلك القوافل كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني. وبين وزير الداخلية أن الشعوب العربية شكلت بثوراتها وربيعها المتواصل جبهة واحدة لرفض للظلم والاستبداد، عاداً تونس "أستاذة الانتفاضة والثورة العربية". وقال حماد إن "الإسلام كان ينبض في قلوب التونسيين إلى أن جاءت ثورة الكرامة التي عبرت عن فكرة إسلامية أصيلة". واعتبر أن الانتخابات التونسية التي أجريت مؤخراً شكلت وحدة لكافة أطياف وألوان الشعب التونسي. وأكد الوزير حماد أن الشعب الفلسطيني يواجه أعتى قوة عسكرية في العالم ممثلة بجيش الاحتلال، مستذكراً العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة قبل ثلاث أعوام والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين طيلة 22 يوماً من القصف والدمار. وخاطب أعضاء قافلة أحرار التونسية بقوله "أهلا وسهلاً بكم في أرض غزة داعمين للقضية الفلسطينية لنشكل سوياً وحدة عربية إسلامية". وعاهد الشعب التونسي بأن يواصل الشعب الفلسطيني طريق المقاومة والصمود في وجه الاحتلال، مستدركاً "لا نقيل ولا نستقيل ولا ننتكس ولا نتراجع وسنحافظ على ثوابتنا". وتابع حماد "لن نعطي الدنية في قضية اللاجئين وحق العودة وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال وتحرير مقدساتنا وأقصانا ولن نتعرف بـ(إسرائيل) مطلقاً". ونوه إلى أن أرض فلسطين مقبرة للغزاة على مدار التاريخ والعصور، مستطرداً "كل بقعة من أرضنا احتضنت وروت بالدماء الطاهرة وفي ثراها دارت معارك عديدة ضد الغزاة والمحتلين". وأردف الوزير حماد "من أراد أن يسكن أرضنا عليه أن يدفع ضريبة العزة والكرامة وأن يتحمل الحصار والعذاب وظلم الاحتلال وعدوانه وبطشه". من جانبه، قال محمد عيساوي أحد أعضاء قافلة أحرار التونسية إن "القافلة حملت راية الحرية من تونس الخضراء بكل حب وصدق وشوق والنفس يتحرق شوقاً والقلب يتدفق عشقاً لأرض فلسطين". وأضاف عيساوي في كلمة مؤثرة "حملنا هذا الشوق من كل أهل تونس بعدما مررنا في طريقنا بجميع مدن تونس وقد ودعنا الناس بالدموع والأحضان شوقاً منهم لغزة المحاصرة". وأشار المتضامن التونسي إلى أن غالبية أبناء شعبه تمنوا أن يكنوا ضمن قافلة "أحرار" الصغيرة المهداة لنضال وتضحيات غزة وأهلها الصامدين. وأكد عيساوي أن غزة مثلت شوكة في خاصرة "إسرائيل"، مضيفاً "مثل قطاع غزة حصناً منيعاً أمام تقدم الإرهاب والامبريالية العالمية ولولا هذا القطاع لالتفت هذا العدو على كل فلسطين". واستنكر المتضامن التونسي العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة. واستطرد قائلاً "إسرائيل تقضم كل يوم جزءً من فلسطين تهدم بيوتاً وترمل نساءً وتيتم أطفالاً وتفعل كل شي وتستحل الحرام وتستبيح غير المباح". واستغرب عيساوي ضمت منظمات حقوق الإنسان على المجازر البشعة التي ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية. وزاد عيساوي في حديثه والدموع تفيض رقراقة من مقلتيه: "نتعذب نحن شعب تونس ونتألم لأنكم في خط المواجهة تقدمون التضحيات والشهداء وتنهمر منكم الدماء (..) أنتم يا شعب غزة في أرض المواجهة ونحن من يتعذر في بعد المسافات ونرى إخواننا يموتون كل يوم". من جهته، قال المتضامن التونسي ناصف الناجح إن "النجم الإسلامي في تصاعد بعد نجاح ثورة الكرامة في تحقيق ما تصبو إليه في الإطاحة بنظام الحكم المستبد في تونس". وشكر الناجح وزير الداخلية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكافة أطيافه على حسن استقبال قافلة أحرار التونسية وعلى حسن الضيافة والترحاب. من ناحيته، عاهد عضو القافلة التونسية منذر السويد الفلسطينيين في قطاع غزة بمد جسور التواصل والتنسيق لتنظيم قوافل جديدة مقبلة. ووعد السويد بتنظيم قافلة قادمة لغزة في فصل الصيف مطلع حزيران (يونيو) المقبل، قائلاً سنعد لقافلة برية تأتي من تونس مروراً بليبيا ومصر ثم تدخل غزة بإذن الله". وقال السويد :"إن لم نعد قافلة برية سنأتي بقافلة مثيلة بأحرار تونس الحالية لكسر الحصار الذي أصررنا على إنهائه عن أهلنا في غزة". بدوره، أكد المتضامن التونسي بسام بو عجيلي أن قافلة أحرار تونس ستكون امتداد لقوافل أخرى هدفها كسر حصار غزة. وأشار بو عجيلي خلال كلمة له إلى شعورهم الذي تغمره نشوة النصر بدخول غزة من شعب تونسي تحرر إلى شعب فلسطيني يصنع حريته. ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني بات يصنع حريته عبر النضال والمقاومة والدماء والوفاء لقضيته التي تمثل الأمة العربية والإسلامية. وشدد بو عجيلي على أن الشعبية الفلسطيني والتونسي يحملان نفس الهدف ويسعيان لنيل الحرية والاستقلال. وخلال اللقاء شاهد أعضاء قافلة أحرار تونس التي تتكون من عشيرة فوج محمد علي، والحَامَة الكشفية رقم (1) فيديو كليب يستعرض أنشودة مرئية أبدعها الفن الفلسطيني تضامناً وابتهاجاً بالثورة التونسية من إنتاج مؤسسة الحرية للإنتاج الفني والإعلامي. وفي ختام اللقاء أهدى وزير الداخلية والأمن الوطني درع وفاء وعرفان وشكر للقافلة تسلمه قائد فرقتها الكشفية نزار عفيف ومنسق القافلة التي حملت 4 أطنان مساعدات طبية شكري عيساوي. يشار أن قافلة أحرار التونسية دخلت وعلى متنا 4 أطنان مساعدات طبية مقدمة للمستشفيات والعيادات الصحية في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في المخزون الدوائي في القطاع المحاصر. ودخلت القافلة التونسية قطاع غزة مساء أمس الثلاثاء عبر معبر رفح البري بعد ساعات من الانتظار في الجانب المصري وتضم أحد عشر متضامناَ قدموا من عدة مدن تونسية.