القدس المحتلة / سما / حذر وزير الاقتصاد السابق "يوسي بيلين" وأحد أبرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية الداعية للسلام وزعيم حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي سابقاً، من أن جمود المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتصلب المواقف سيؤدي إلى فقدان رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" كشريك للسلام قائلاً، "أن إسرائيل ستخسر شريكاً حقيقياً للسلام وزعيم فلسطيني يعارض الإرهاب وينبذ خط المقاومة المسلحة ويؤيد المفاوضات وهو يرتدي بدلة رسمية تدلل على صدق النوايا". وأضاف "بيلين" في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في عددها الصادر هذا اليوم الأربعاء، "أنه من يعتقد أن ذلك من مصلحة إسرائيل فانه سيندم ندماً شديداً، فضلاً عن الآخرين الذين يعتبرون ذلك إضاعة فرصة أخرى من أجل تحقيق السلام". وقال وزير الاقتصاد السابق "بيلين" في مقاله، "أنه عندما وصل ياسر عرفات الي قطاع غزة لم يكن محمود عباس متواجداً فيها ولكنه وصل إليها بعد فترة ما من الزمن"، مضيفاً "عباس لم يرشح نفسه للبرلمان الفلسطيني ورفض أن يشارك في حكومة السلطة، وحسب ما صرح به مقربوه فان عباس رفض أن يكون في منصب تحت أمرة عرفات لاعتبارات عدة وخلافات في الرأي بينهما". وواصل القول، "وعندما فرضت الرباعية عليه أن يترأس الحكومة الفلسطينية في عام 2003 وأجبرت في حينها عرفات على أن يسلم بذلك، شعر عباس بأنه لا يوجد أمامه خيارات أخرى ولكنه قدم استقالته بعد ستة أشهر وقد كان احد الأسباب البارزة لهذه الاستقالة هو الانتفاضة". وحسب الكاتب، "فأن أبو مازن من جانبه اعتبر أن الانتفاضة تتنافى مع مصلحة الشعب الفلسطيني وان غض النظر بشأنها خطأ فادح"، مشيراً "الي أنه بعد وفاة عرفات كان انتخابه كرئيس للسلطة واضح وجلي ولن يستطيع أحد أن ينافسه أو أن يقف في طريقه وقد اعتبر من المؤسسين لحركة فتح والوالد الحنون لها". وقال "بيلين"، "أن أبو مازن قصد في نيته أن يترأس السلطة لفترة زمنية واحدة على أن ينقل بعدها السلطة الي العناصر الشابة، ولم يكن إمامه شخصية معينة لتحقيق هذا الهدف، ولقد اعتقد أن انتخابه بنسبة 62% سيمنحه فرصة للمفاوضات من جانب إسرائيل ليحقق من خلالها العديد من الانجازات". وحسب "بيلين"، "فقد تعرف أبو مازن على شارون وظن أنه سيكون هناك مفاجئات سياسية في عصره ولكنه تلقى العديد من الصفعات في عهده وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وهدم المستوطنات دون أي اتفاقات عدا بعض التكتيكات الشكلية". ولفت الكاتب، "الي أن شارون أيضا لم يستطع أن يخفي وجهة نظره بعدم وجود شريك حقيقي في المفاوضات وانه لا يوجد أي فرصة بين التنظيمات والحركات الفلسطينية وقد فهم عباس ساعتها بان شارون قدم غزة على طبق من ذهب لحركة حماس". وواصل وزير الاقتصاد السابق بقوله، "في انتخابات عام 2006 خسرت فتح الانتخابات أمام حركة حماس وبعد عام ونصف سيطرت حماس على غزة وأقامت هناك كياناًُ مستقلاً"، موضحاً "أن رئيس الحكومة الاسرائيلية "ايهود اولمرت" والذي جاء خلفاً لشارون اعتبر مفاجئة ايجابية لعباس حيث قام بفتح قنوات تفاوضية معه ولكن ليفني لم تمنحه غطاء كافياً لأنها كانت تعلم جيداً أن أيامه في المنصب في العد التنازلي بسبب تورطه في قضايا فساد وان المحكمة تنتظره". وأسهب بقوله، "ثم أن انتخاب باراك أوباما الرئيس الأمريكي شكل جلابو مازن أمل جديد لكثرة حديثه عن السلام والتزامه به واعتقد أن اوباما يستطيع إقناع نتنياهو الذي جاء خلفاً لاولمرت بتغيير قواعد اللعبة، وعبر عن رضاه مما جاء في خطابه في جامعة "بار ايلان" المعروف، ولكن طلب الرئيس الأمريكي تجميد الاستيطان شرطاً لاستئناف المفاوضات أوصل الجميع الي طريق مسدود". "وبعد ذلك جاء توجه عباس الي الأمم المتحدة حيث لم يكن أمامه خيارات أخرى، على الرغم من أن التنسيق الأمني وصل الي ذروته في عهده واستعمال العنف لم يعد وارد في الحسبان والجهود الفلسطينية حملت العديد من الايجابيات في ظل الربيع العربي والذي لم يصل الي الفلسطينيين، وقد أدى الفشل السياسي الذي حظي به عباس الي الوصول الي تفاهمات مع حماس وربما ستجري انتخابات في مايو القادم، وعليه فإن هذه الأشهر الأخيرة ستكون نهاية طريق أبو مازن وسيكون هناك من يسعد بذلك". على حد قول الكاتب.