"في هذه الاثناء كل الاطراف ذات الصلة تتعاون معنا"، أجمل برضى رئيس وفد المراقبين من الجامعة العربية، الجنرال السوداني محمد الضابي، يوم العمل الاول في سوريا. "يسمحون لنا بالتجول بحرية والتحدث الى الناس في الشارع والى ممثلي الحكم". مشكوك أن يكون حتى هو قادرا على تصديق الكلمات التي خرجت من فمه. 50 مراقب – دبلوماسي، رجل قانون وعسكري – بدأوا أمس مهمتهم الرسمية في الدولة الممزقة. وقد استعد الاسد جيدا للفريق الواسع. فقد أعد له مسرحية معدة جيدا مع رسالة واضحة: سوريا بقيادته هي دولة هادئة، مطمئنة ومحبة للسلام. بؤرة النشاط أمس تقررت لساحة المواجهات في حي باب عامر في مدينة حمص. وكان الاستعداد ناجعا: بأمر من قادة الجيش نزع مئات الجنود المحاصرين للحي بزاتهم العسكرية وارتدوا اللباس المدني. وقبل وصول الوفد اخرجت عشرات الدبابات للجيش السوري من المدينة وخبئت خارجها. وكي يضاف الى مصداقية المسرحية نظم زعران الحكم مناورة اخرى: تفجير في انبوب الغاز في محافظة رستان المجاورة، للاثبات كيف ان السوريين يضطرون الى التصدي "لعصابات الارهاب الى تتسلل من الخارج". ولكن ليس كل شيء يمكن تغطيته. بينما يتجول المراقبون بين الاحياء انتظمت مظاهرة جماهيرية في ميدان الحرية. 70 الف متظاهر هتفوا هناك بصوت عالٍ: "ايها المراقبون، ابعدوا الاسد، اخرجوا القاتل من سوريا". أحد سكان المدينة أمسك بطرف قميص رئيس الوفد ودعاه: "انقذونا، انظروا الى الدمار والخراب في المدينة وتحدثوا مع السكان الجوعى". 23 شخصا على الاقل قتلوا امس، معظمهم في حمص، في اثناء زيارة المراقبين. في مقر الجامعة العربية في القاهرة اقيمت غرفة طوارىء لتلقي التقارير من وفد المراقبين من الميدان. وقد توزع المراقبون الى خمسة طواقم للتجوال في الشهر القريب القادم في خمس بؤر من المواجهات: حمص، إدلب، درعا، حماة ودمشق، حيث ستجرى المحادثات مع القيادات الامنية والسياسية. تعيين الجنرال السوداني الضابي رئيسا للوفد أثار في الاونة الاخيرة غضب ممثلي منظمات حقوق الانسان. الضابي، رئيس الاستخبارات العسكرية والمستشار القريب من الحاكم عمر البشير متهم بغض النظر حيال جرائم الحرب في دارفور. وقد رفضت الجامعة العربية الغاء التعيين وأصر الناطقون بلسانها على أنه "حتى اليوم لم يتهم رسميا بارتكاب جرائم ضد مواطني السودان ولم تصدر ضده أوامر اعتقال".