القدس المحتلة / سما / طالب عميد الأسرى والمعتقلين الأسير كريم يونس، من قرية عارة في المثلث، داخل ما يُطلق عليه الخط الأخضر، قيادة حركة فتح بوضع قضية الأسرى على رأس جدول الأعمال. وبحسب ما ذكرت صحيفة "القدس العربي " أكد يونس، الذي مضى على وجوده في الأسر 30 عاما، في رسالة له بعثها من داخل السجن على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، واعتبار قضية إطلاق سراح الأسرى شرطا لاستئناف المفاوضات، وهدفا أوليا وجوهريا وأساسيا لحركة فتح وقادتها، كما أكد في الرسالة على ضرورة أن تشمل الإفراجات القادمة جميع الأسرى القدامى من قبل العام 2000 والمحكوميات العالية. وجاء في الرسالة: السؤال الذي يؤرقنا ويضج مضاجعنا منذ سنوات وعلى وجه التحديد بعد اتفاقيات أوسلو والقاهرة وطابا وشرم الشيخ وواي ريفر وغيرها، هو إلى متى؟ إلى متى سيبقى هذا الوفاء باتجاه واحد؟ وإلى متى سيبقى هذا الوفاء لقيادة لا تعرف الوفاء، ونلمس تجاهلها ونسيانها وإهمالها؟. وتابع: ما هو دور القيادة والحركة في هذه المعادلة؟ هل هي في حل من التزامها وعهدها ومسؤولياتها ووفائها تجاه جنودها؟ أين الأسرى، وأين موقعهم على أجندة قيادتهم ممثلة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري والقائد العام؟ أليس من حقنا أن نتساءل بعد عشرين عاما من المفاوضات الفاشلة والعبثية والاتفاقيات الزائفة، لماذا تم نسيان الأسرى؟ ولماذا تم الدوس على آلامهم ومعاناتهم؟ ولماذا لم يتم الإفراج عن أسير واحد قتل أو شارك بقتل المحتلين باستثناء ثلاثة أو أربعة أخوة فقط؟ هل يجب أن يدخل كل واحد منا موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكي يتم الإفراج عنه؟ وللأسف الشديد فقد كرست الاتفاقيات والمفاوضات مفاهيم ومسميات من العار القبول بها وتبنيها من قبل المسؤولين الذين يرددونها كالإسرائيليين بالضبط. وقال أيضًا: فأي قيادة وطنية هذه التي تقبل بالتصنيف الأمني لأسراها وتوافق على التعامل معهم وفق مدة محكوميتهم أو مكان نضالهم أو وفقا لما قاموا به من نشاط في مواجهة الاحتلال بناء على أوامر قادتهم؟ واسألوا أبو شادي وأبو الناجي بأمر من قاموا بعملياتهم ونشاطهم لتصبح أياديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين. وها قد مضى عشرون عاما وما زلنا في الزنازين، ولقد تركتنا القيادة الفلسطينية لمصيرنا وقدرنا، ننتظر رحمة إسرائيل المحتلة، وكأننا لسنا جزءاً من هذه الحركة ولا علاقة للقيادة بنا. هذه هي الحقيقة المرة التي ندركها منذ سنوات، وإن كنا نكابر أحيانا أخرى كي لا ينهار كل شيء من حولنا وطوال السنوات ونحن نحاول أن نتشبث بخيوط الأمل. وكتب عميد الأسرى: إننا اليوم وبعد أن استطاعت حماس إطلاق سراح عدد كبير من عناصرها (363) أسيرا في صفقة تبادل حمساوية بامتياز، أدركنا مرة أخرى أننا على أرض الواقع وفي الحقيقة أسرى فتح منسيون إلى الأبد، وغائبون عن ذاكرة قيادتنا واللجنة المركزية والمجلس الثوري والقائد العام. إن القيادة والقائد الذي يترك جنوداُ له في أرض المعركة يفقد أهليته للقيادة، وهذا ليس شعارا بل هو شعور يجول في خاطر كل واحد فينا وإدراك حقيقي يساور قلوبنا، وقناعة تسربت إلى نفوسنا، حيث لا يعقل أن يكون السلام للقادة ومع القادة ومن فوق رؤوس وجماجم وحطام المناضلين الذين دفعوا كل الأثمان كي يصبح لنا وللقضية عنوان. وقال يونس في رسالته: إن القيادة المسؤولة والفاعلة هي التي تخلق الفرص وتبتكر الأسباب لتوظيفها من أجل خدمة المصالح الوطنية، وتحويلها إلى أوراق ضاغطة لتحقيق بعض الإنجازات.والقيادة الثورية الفاعلة ليست تلك القيادة التي تفرط بما لديها من أوراق وتقدم التسهيلات وتخفف الضغوط عن عدوها دون أي مقابل، وبعد أن ثبت بالدليل القاطع أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة واحدة لم يبق أمام شعبنا وقيادتنا ألا أن تأخذ زمام المبادرة من أجل تحرير الأسرى. ونحن لا ولن نقبل الانتظار إلى ما لا نهاية. ويتعين على قيادة الحركة أن تثبت أنها أهل للقيادة، وأنها مسؤولة وفاعلة وعليها اتخاذ القرارات التالية: وقف التنسيق الأمني المجاني، وربطه بتنفيذ الاستحقاقات الوطنية وفي مقدمتها وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى. تقديم خطاب سياسي وإعلامي جديد يؤكد على إطلاق سراح الأسرى كشرط لاستئناف المفاوضات، وليس نتيجة لها، وعدم ترحيلها إلى ما يسمى بالحل النهائي. الإعلان رسميا أن قضية الأسرى وتحريرهم هدف جوهري وأولي وأساسي لحركة فتح وللقيادة الفلسطينية. وأن كافة الخيارات من أجل تحقيق هذا الهدف مشروعة ومفتوحة وشرعية. الاشتراط أن أي دفعة جديدة من الإفراجات يجب أن تشمل جميع الأسرى القدامى قبل عام 2000 دون استثناء، إضافة إلى شمولها لأكبر عدد من المؤبدات والأحكام العالية والقادة السياسيين والرموز الوطنية وعلى رأسهم الأخ المناضل مروان البرغوثي. وفي الختام كفانا شعارات وخطابات وتصريحات بدون أي مضمون ولا رصيد لها. ونحن لا نريد أن نكون في قلوبكم بل نريد أن نكون على أجندة عملكم الصادق، وعلى رأس سلم أولوياتكم سياسياً واجتماعياً وجماهيرياً ونضاليا، على حد تعبيره.