غزة / حكمت يوسف / سما / ثلاث سنوات على الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وما يزال شبحها حاضراً عند الفلسطينيين ، مع تواصل التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية أخرى،ويتملك القلق العديد من المواطنين، إذ يعتقدون أن شن حرب جديدة مسألة وقت، والاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ العدوان تجري على قدم وساق. يقول المواطن الستيني أبو أحمد من سكان مدينة رفح جنوب القطاع لـ(سما) :" لم أشعر بالأمن طوال السنوات الثلاث التي تبعت الحرب".. موضحاً أن ما يراه على الأرض يشير إلى أن جيش الاحتلال خرج من القطاع ليعود إليه في أي وقت. وتحت عنوان "التحدي القادم للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة" تناولت "يديعوت أحرونوت"، أمس الاثنين، استعدادات الجيش الإسرائيلي للحرب القادمة على قطاع غزة، باعتبار أنها ستحصل في نهاية الأمر، وفي الوقت نفسه تشير إلى أنها ستكون حربا من "نوع آخر" خلافا للحرب العدوانية الأخيرة في كانوني 2008-2009. ويضيف أبو أحمد:" إن الحرب والمآسي التي خلفتها في القطاع، تجعل التفكير في شن حرب جديدة أمراً مخيفاً"..مبينا أن مدينة رفح بمثابة خط النار الأول حال اندلاع حرب اسرائيلية جديدة، فهي التي تعرضت لأشرس عمليات تجريف وقصف جوي وبري خلال الحرب الأخيرة. وتصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة للحرب الإسرائيلية على القطاع (عملية الرصاص المصبوب) في الفترة من 28 ديسمبر 2008 وحتى الثامن عشر من يناير 2009. المواطن أبو خالد (57) عاما من سكان بلدة بيت حانون شمال القطاع يؤكد ان عائلته تعيش حالة ترقب وقلق دائمة نتيجة التحركات غير الاعتيادية التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي داخل الشريط الحدودي. يقول أبو خالد لـ(سما):"اغادر انا وعائلتي المنزل عشرات المرات خوفا من التحركات العسكرية الاسرائيلية في ظل تهديدات شبه يومية بشن عملية عسكرية ضد القطاع". ويعتقد بان الحرب اذا ما حدثت ستكون أكثر شراسةً وعنفاً، وربما تتسبب في دمار وخراب كبيرين في منطقة الشريط الحدودي تحديداً. الحاجة ام رامي (76 عاما) تقول ان كافة تفاصيل الحرب الاسرائيلية على غزة راسخة في ذهنها ولم تفارقها وكأنها تقع الآن(..) موضحة أنها تتابع التهديدات الاسرائيلية بشن عملية على غزة عبر مذياعها الخاص كل يوم. وتتابع ام رامي التي تقطن في منزل بلايجار هي وعائلتها بعدما دمر الاحتلال منزلهم في منطقة السلاطين شمال قطاع غزة :" أيام الحرب صعبة جداً ونجونا من الموت المحقق أكثر من مرة لأن قوات الاحتلال كانت تقتل كل متحرك ولا تفرق بين كبير وصغير". وتطالب من المجتمع الدولي وكافة جهات حقوق الانسان في العالم بان يقدموا قادة دولة الاحتلال للمحاكم الدولية بسبب ارتكابهم جرائم حرب بغزة. ويقول مركز الميزان لحقوق الانسان ان قوات الاحتلال قتلت 1411 فلسطينيا بينهم 355 طفلا و111 إمرأة و949 مدنيا خلال فترة العدوان على قطاع غزة. وقال العميد "تسفيكا فوغل" رئيس مركز النار خلال عملية الرصاص المصبوب اليوم الثلاثاء بأن الأمور في قطاع غزة تتجه إلى الأسوأ ولا تبشر بخير بالنسبة لإسرائيل وأن جميع المعطيات تشير إلى أننا أمام تحدي حقيقي يجب علينا مواجهته بجدية, على حد تعبيره.