رام الله / سما / قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اليوم ان حديث نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشيه يعالون عن "ادارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله" يكشف النوايا الحقيقة لحكومة بنيامين نتانياهو تجاه عملية السلام. وذكر عريقات في تصريحات صحفية الثلاثاء "ان هذه النوايا تعني فعليا ان اسرائيل لا تريد السلام وانما تخطط للابقاء على احتلالها الاراضي الفلسطينية والاستمرار في تهويد القدس ومواصلة الاستيطان". كما اتهم الحكومة الاسرائيلية "بأنها تواصل العبث بجميع المتطلبات اللازمة لتحقيق السلام وان سياساتها باتت واضحة للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط والولايات المتحدة الامريكية". وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي قد اكد في تصريحات له ان اسرائيل اقنعت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه "لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين الان وانه من الافضل العمل على ادارته". وقال "اقنعنا الادارة الامريكية انه ليس هناك طريق لحل الصراع مع الفلسطينيين خلال عام او اثنين" زاعما "ان الولايات المتحدة اقتنعت بوجهة النظر هذه وهي تحاول الان العمل على ادارة الصراع اكثر من بذل جهد لوضع حل له". وعلى ذات الصعيد شدد المسؤول الفلسطيني على "اهمية وضرورة ان تواجه الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية هذه المواقف الاسرائيلية الحقيقية التي تحول دون تحقيق حل الدولتين. واضاف عريقات "ان على اللجنة والولايات المتحدة العمل على محاسبة المسؤولين في اسرائيل والكف عن التعامل معها كدولة فوق القانون باستطاعتها مخالفة القانون الدولي والاعراف الدولية وانتهاك الاتفاقيات الموقعة". ووفق وسائل الاعلام الاسرائيلية فإن هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير في حكومة نتنياهو عن ان الولايات المتحدة التي لم تعلق حتى الان على تصريحات يعالون قد غيرت مواقفها باتجاه العمل على ادارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله. وفي السياق ذاته رأى عريقات ان هذه التصريحات تتوافق مع رؤى طرحها مستشار الامن القومي في اسرائيل الجنرال يعقوب عميدور الذي دعا ايضا الى عدم حل الصراع مع الفلسطينيين. وقال "ان الموقف الامريكي المعلن والواضح يؤكد دعم حل الدولتين كما اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه الاخير الذي القاه في شهر مايو الماضي الذي دعم من خلاله خيار الدولتين على حدود العام 1967". ونبه عريقات الى ان مسؤولي الامن القومي في اسرائيل "يطالبون الان وبوضوح التخلص من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والبحث عن حل انتقالي طويل الامد يستند الى ابعاد امنية واخرى تتعلق باستمرار الاستيطان في فلسطين". كما اكد ان الاسرائيليين "لن يجدوا في الشعب الفلسطيني من يوافق على المشاريع التي يخططون لتنفيذها والمرفوضة من جانبهم جملة وتفصيلا". ونقلت صحف اسرائيلية اليوم عن رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي عميدرور دعوته أخيرا الى "الكف عن الاحلام الخاصة بتحقيق السلام" مؤكدا ايضا انه "لن تحدث معجزة لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني". ورأى "ان الوقائع على الارض معقدة ولا توجد هناك حلول احادية الجانب كما اننا لن نستطيع التنازل عن المصالح الاساسية" لافتا الى انه يجب عدم السماح بتحول الضفة الغربية لقطاع غزة وليصبح التهديد على بعد امتار من مقر وزارة الخارجية الاسرائيلية الذي نجتمع فيه الان".
