خبر : "الاسد ينفذ قتل شعب"../يديعوت

الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 12:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
"الاسد ينفذ قتل شعب"../يديعوت



 كان بانتظار مراقبي الجامعة العربية الذين وصلوا الى سوريا لفحص ما يجري في الدولة النازفة أول أمس نموذج حي: أحد المراقبين، ضابط في الجيش المصري، تذوق على جلدته نار قوات الامن واصيب بجراح طفيفة بعد أن نزل "لفحص وأخذ الانطباع عن كثب" ما يجري في شوارع مدينة حمص. "سوريا تنفذ قتل شعب بدم بارد وبلا حساب"، قال المراقب الجريح، المستشار محجوب الذي يعمل كخبير للشؤون العسكري في الوفد. "مما رأيته حتى الان أفهم بان اليهود يتصرفون باحترام أكثر بكثير من الحكم السوري".  وكان المراقب  المصري وصل الى سوريا في نهاية الاسبوع في اطار قوة طليعية من تسع مراقبين. وهذا الصباح سيصل خمسون مراقبا عن الجامعة العربية – خبراء في الشؤون العسكرية، القضائية والدبلوماسية – للبدء رسميا بعملهم في الدولة. المحطة الاولى ستكون شوارع مدينة حمص، التي قتل فيها امس فقط 21 شخصا.  الحدث الذي اصيب فيه المراقب وقع من تحت الرادار الحساس للسلطات السورية، التي لا تسمح للمراقبين بالخروج الى الشوارع دون تنسيق. غير أن أمس نجحت مجموعة من معارضي الحكم في حمص التسلل الى الفندق الذي يمكث فيه المراقبون وأقنعت أربعة منهم للخروج في "جولة عفوية" في الشوارع. أحدهم كان محجوب، ضابط من الجيش المصري، روى في المقابلة لـ "العربية" عن اصابته. بعد ساعتين من المقابلة صدر نفي عن الناطق بلسان وفد المراقبين، الذي حاول التغطية على الجولة التي تمت من خلف ظهر السلطات السورية.  وكان للسلطات السورية سبب وجه لمنع نزول المراقبين الى الميدان. في اثناء الجولة الممنوعة شاهد المراقبون القناصة يطلقون النار على المتظاهرين من أسطح المباني وشاهدوا رجال الشبيحة الذين يتسللون الى المظاهرات ويطعنون حتى الموت متظاهرين او يختطفونهم. "انت ستحظى بمعالجة فورية"، قال أحد معارضي الحكم للمراقب المصري بعد ان اصيب، "ولكن آلاف الجرحى ملقى بهم في الشوارع، والحكم يغلق في وجههم أبواب المستشفيات". في الايام القريبة القادمة من المتوقع لفريق المراقبين الذين سيصل عددهم في نهاية المطاف الى 500 أن ينتشروا في خمسة مدن في سوريا. في مقر الجامعة العربية في القاهرة اقيمت منذ الان  غرفة طوارىء تستقبل تقارير المراقبين من الميدان. "عليكم ان تعملوا بشفافية وتطالبوا السلطات السورية بتنظيم الزيارات في المستشفيات والسجون"، هكذا وجههم الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي. "اريد أن تتحدثوا مع السجناء ومع الجرحى وترفعوا التقارير عن الظروف الاعتقالية وعن ملابسات الاصابة". الى جانب وصول المراقبين يبدو أن السلطات السورية تضع المصاعب في وجه دخول الصحفيين الى الدولة. وأمس كشف النقاب محرر صحيفة "الراي" الاردنية ماجد عصفور الذي كان يعتزم مرافقة وفد المراقبين عن أن السلطات السورية تعرقل دخول الصحفيين وممثلي منظمات حقوق الانسان الى الدولة.  في شوارع سوريا استمر أمس ايضا قتل المتظاهرين: ما لا يقل عن 32 شخصا قتلوا و 50 اصيبوا بجراح في اثناء المظاهرات، معظمها في مدينة حمص. "الجرحى ينزفون حتى الموت امام عيون اقربائهم الذي لا يتمكنون من منحهم العلاج الطبي بسبب النقص في الادوية وبسبب عقوبة الموت التي قررتها السلطات لكل طبيب يقدم مساعدة طبية"، روى امس هادي عبدالله، الناطق بلسان حركة المقاومة في سوريا. "ادعو المراقبين الى عدم شراء العرض الذي تعده لهم السلطات السورية".