القدس المحتلة / سما / حذر المسؤول حركة (فتح) في مدينة القدس المحتلة حاتم عبدالقادر اسرائيل من مغبة تبني مشروع قانون يعتبر القدس "عاصمة للشعب اليهودي" مؤكدا ان هذا الامر من شأنه ان يحول الصراع فيها الى صراع ديني. وقال عبدالقادر في تصريحات صحفية ان مشروع هذا القانون هو واحد من مجموعة مشاريع قوانين بدأ الكنيست الاسرائيلي في طرحها مؤخرا لفرض وقائع جديدة على الارض خاصة في القدس. وناقش الكنيست الاسرائيلي يوم امس مشروع قانون قدمه اربعة نواب من قوى واحزاب اليمين يعتبر ان القدس الموحدة عاصمة لدولة اسرائيل وللشعب اليهودي وهو الامر الذي حذر الفلسطينيون من خطورته لانه يتخذ طابعا دينيا. ورأى مسؤول حركة (فتح) "ان هذا المشروع يدل على خوف الاسرائيليين بشأن مستقبلهم في مدينة القدس وان سنهم لهذه القوانين بعد اربعة واربعين عاما من الاحتلال والاستيطان يؤكد انهم غير واثقين من سيطرتهم على المدينة". واضاف "ان الاسرائيليين يملكون الان السلطة في القدس غير انهم بكل تأكيد لا يملكون اي سيادة داخلها باعتبار انها مدينة محتلة من قبل اسرائيل". كما حذر عبدالقادر تل ابيب من خطورة تبني مشروع كهذا كونه من الممكن ان "ينقل الصراع وبخطوات متقدمة من صراع سياسي يتعلق بمستقبل هذه المدينة الى اخر ديني كونه يحولها الى عاصمة دينية لليهود في جميع انحاء العالم". ورأى "ان مشروع كهذا وفي حال جرى العمل به فانه يعني اقصاء حقوق المسلمين والمسيحيين في المدينة اتوماتيكيا وعدم الاعتراف بكافة حقوقهم القانونية والسياسية والدينية" لافتا الى ان الفلسطينيين لا يعترفون به اطلاقا وانه يبقى بالنسبة لهم "حبرا على ورق". كما اعرب في السياق ذاته عن الخوف من ان يشكل سن قانون كهذا مقدمة لاجتياح المتطرفين الاسرائيليين والمستوطنين للمسجد الاقصى المبارك في المدينة وبالتالي لا يملك المسلمون اي حقوق في المسجد كون جميع الاماكن والمواقع الدينية ستصبح لليهود فقط. واكمل قائلا "ان ما يجري هو مقدمة للاستيلاء على كافة المقدسات غير اليهودية من قبل اسرائيل لذا بات الوضع يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف الحالة الهستيرية التي اصابت اسرائيل ومشرعيها". كما حذر من ان ما تسعى اليه اسرائيل من شأنه "ان يؤجج التوتر في المنطقة بأكملها وستكون له تداعيات خطيرة على المدى البعيد وهو الامر الذي لن يكون في صالحها وستدفع ثمنا باهظا بسببه". يذكر ان المئات من المستوطنين والمتطرفين اليهود خرجوا الليلة الماضية في مسيرة استفزازية جابوا خلالها شوارع البلدة القديمة في مدينة القدس وبخاصة تلك الواقعة في محيط المسجد الاقصى وهم يرددون الشعارات العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب. وتواصلت هذه المسيرات المطالبة بترحيل الفلسطينيين من المدينة تحت حماية مكثفة من قوات الشرطة الاسرائيلية. وقبل ايام كشفت بلدية القدس الاسرائيلية عن مخطط يهدف الى الانفصال عن الاحياء المقدسية التي اصبحت الان خارج جدار العزل العنصري الذي تقيمه اسرائيل في محيط هذه المدينة. وتعمل اسرائيل الان على عزل ديمغرافي لمناطق واحياء في المدينة التي يعيش فيها اكثر من 170 الف فلسطيني لمنعهم من دخولها في الوقت الذي تعمل على جلب مئات الالاف من المستوطنين اليها.