خبر : حوار حول خطاب هنية في الانطلاقة 24 ...د. حسن أبو حشيش

الإثنين 19 ديسمبر 2011 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
حوار حول خطاب هنية في الانطلاقة 24 ...د. حسن أبو حشيش



زارني في مكتبي يوم الخميس أحد الباحثين والإعلاميين الأمريكان، والذي يعمل في مؤسسة دولية تهتم بالشأن الفلسطيني، وقد تعود على زيارتنا كلما وصل إلى قطاع غزة بصحبة أحد الزملاء العاملين معه . سألني : "كنت في القاهرة والتقيت بقيادة حماس هناك حين كان لقاء مشعل – عباس، استمعت منهم خطاباً ولغةً ومضموناً، وها أنا اليوم استمعت لخطاب السيد رئيس الوزراء هنية فوقفت على لغة ومضمون مختلفين...فهل هناك تناقض وتباين وخلاف بين قيادة الداخل والخارج...؟!! فأجبته بالتالي : أولاً: إن حماس حركة مؤسساتية وشورية وتملك من الممارسات الديمقراطية بما يضمن جماعية القرار ووحدة الموقف،  وأن اللعب على وتر تناقض الخطابات أمر مكشوف وممجوج ومكرر ولم  يعد ينطلي على أحد من العاقلين والمدركين . ثانياً: الخطاب الذي يخرج عن لقاءات المصالحة غالباً ما يعالج نقاط الحوار والنقاش، والقواسم المشتركة المتفق عليها ولا يعبر عن الموقف التنظيمي البحت . ثالثاً: ورغم أن خطاب الفصائل في القاهرة يعبر عما يبدو أنه قواسم مشتركة تم مناقشتها والحوار في مضامينها وجدواها...إلا أن منافسين حماس وخصومها وأعداءها بدأوا يصطادون بالماء العكر، ويفسرون الأمور بشكل سيء، ومنهم من بات ناطقاً باسم حماس يشوه موقفها السياسي، ويعتبرها تراجعت عن برنامجها... رابعاً: إن خطاب رئيس الوزراء أمام مئات الآلاف في ساحة الكتيبة الخضراء وملايين المشاهدين عبر الفضائيات وفي ذكرى انطلاقة الحركة...هو خطاب رسالة وهوية، وخطاب برنامجي واضح . ولا يعنينا مَنْ يغضب أو ينزعج. خامساً: كان الخطاب الانطلاقي تثبيتاً للمبدأ، وإنهاءً لكل التكهنات، وإخراساً لكل المزايدين، وترسيخاً للثوابت والأصول، وقطع الطريق على قوارض وزواحف المواقف والكلمات والذين يحاولون دائماً اللعب على المشتبهات . لقد عبر هنية باسم حماس عن ملايين اللاجئين، وآلاف الأسرى، ومئات المحررين، وفصائل المقاومة، وطموح المحاصرين، وآمال الصابرين، وصمود المقدسيين، وأمل العرب والمسلمين في تحرير فلسطين . ولقد أزعج الاحتلال، وأربك حساباته، وخلط أوراقه، وأدخل تحليلاته في تكهنات عبر عنها الإعلام الصهيوني بوضوح. دوَّن ضيفي كل إجاباتي بعناية، وسجلها بدقة، وأعرب عن تفهمه لاستراتيجيات حماس، وتفهمه لتكتيكاتها . فعدتُ وقلتُ له أن قبول حماس بالمرحلية، وبالبرنامج المشترك للفصائل لا يعني ترك الإستراتيجية التي تؤمن بها حماس . وأنهيتُ الحوار بالقول أن الانطلاقة 24 بخطابها ونشيدها وحشدها ومسرحها هي صرخة قوية وقنبلة مدوية تدلل على صوابية المسير وثبات الموقف . رئيس المكتب الإعلامي الحكومي