خانيونس / سما / أكد النائب عن كتلة التغيير والإصلاح في قطاع غزة يحيي العبادسة أن أرض فلسطين هي مركز الصراع في الشرق الأوسط وأن الشرارة الأولى لحالة التغير العربي انطلقت من فلسطين وقال:" الشرارة الأولى لبداية التحول الديمقراطي العربي كانت من فلسطين ". وقال العبادسة "لا يمكن ان تكون هناك أي عملية نهوض حضاري عربي إلا بفلسطين معتبرا أن تلك الأرض هي المعيار الحقيقي لنهوض الأمة وأن وجودها بيد العرب يعني الصعود وأن عدم بيد العرب يشير إلى استمرار الهبوط والدونية الحضارية ". واستعرض النائب عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية جملة الفضائل والأحاديث النبوية الشريفة التي تخص أرض فلسطين وبلاد الشام وتبين قدسيتها وبركتها وخصوصية ساكنيها وأنهم ميزان الإيمان لهذه الأمة، وقال مخاطبا الحضور:" أنتم خيرة شعوب الأمة وأنتم شعلة نضالها وكفاحها لأنكم شعب مختلف له خصوصية وميزاته التي ترفع من قدره عاليا بين كافة الشعوب العربية". جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمتها هيئة التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحكومة غزة وبالتعاون مع مجلسي طلاب وطالبات كلية العلوم المهنية والتطبيقية في مقر الكلية بخان يونس. وتطرق خلال كلامه إلى العلاقة بين قطبي الساحة الفلسطينية وقضية المصالحة والخلاف القائم بينهما معتبرا أن الخلاف قديم وليس حديثا وأن الخلاف بدأ مع بداية المفاوضات مع الاحتلال ورفع شعار غصن الزيتون بدل البندقية ، وأشار أن 20 عاما من المفاوضات لم تأت بشيء سوى المزيد من الاستيطان والمزيد من المراوغة الإسرائيلية والمماطلة في الوقت التي أدارت فيه أمريكا والغرب ظهرها للمفاوض الفلسطيني. واعتبر العبادسة أن اتفاقيات أوسلو لم تكن إلا حلقة من حلقات الضعف الفلسطيني ونتاج حالة الهوان والانحطاط التي عاشها العالم العربي في الفترة السابقة ، مضيفا أن 20 عاما من المفاوضات بدأت بغزة أريحا وانتهت بغزة أريحا ولم تضف جديدا للشعب وإنما كانت دائما تفرط في ثوابت الشعب الفلسطيني من أجل سراب . وفي ذات السياق استغرب النائب عن حركة حماس موقف بعض الشباب الفلسطيني والذي من المفترض أن يكون الأكثر وعيا وتفتحا من غيره استغرب كيف يحاول ان يبرر أو يدافع المتنازلين عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته مؤكدا أن الطلبة على مدار العصور كانوا صمام ألامان للأمم. وحول موضوع المصالحة الفلسطينية شدد العبادسة على أن المفاهيم التي سادت مرحلة التفاوض يجب أن تصحح أولا معتبرا أن اتفاقيات أوسلو هي من صنعت الانقسام وان عباس كان دائما يعطل المصالحة وكان آخر ذلك عندما ذهب إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاد صفر اليدين. وكشف العبادسة أن عباس هو من طلب الجلوس مع خالد مشعل وهو من يعطل المصالحة الآن وأنه لا يريد المصالحة ولكن عينه على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي على الرغم من فشل كل خيار المفاوضات على مدار السنين الماضية. وفي سياق مقابل أبدى العبادسة ارتياح شديد من نتائج الانتخابات العربية بعد ما يسمى بالربيع العربي وصعود التيارات الإسلامية إلى الحكم في العديد من البلدان العربية وخاصة مصر وتونس وغيرها مبيننا ان تلك التغيرات سوف تصبح في كل الأحوال في مصلحة القضية الفلسطينية. وطالب بتغير أسس المصالحة الفلسطينية بناء على التغيرات الحادثة في العالم والمنطقة حيث أمريكا اليوم لازالت عاجزة في العراق وأفغانستان والآن تفكر في الخروج مكسورة وهي عاجزة اقتصاديا وسياسيا والرئيس اوباما أمامه معركة انتخابية ليست سهلة وفي المقابل أوروبا غارقة في أزماتها الاقتصادية وتكافح من اجل حماية اقتصادها من الانهيار، في حين إسرائيل تجد نفسها في مشكلة كبيرة تفوق طاقاتها وهي مشكلة وجود الدولة ككل في ظل التغيرات الإقليمية وسقوط الأنظمة التي كانت حليفه لها.